2024-04-30

الجولة الأخيرة للبلاي آوت : أربعون دقيقة تفصل الملعب النابلي عن البقاء أو النزول

قبل ثلاثين سنة كانت الزهراء الرياضية والملعب النابلي الثنائي الأبرزعلى الساحة في لعبة العمالقة. كان الفريقان يتراهنان على الألقاب ويتنافسان على الأدوار الأولى ويتسابقان على زعامة الكرة البرتقالية في تونس. وبعد ثلاثة عقود تدحرجت الزهراء الرياضية إلى الدرجة الثانية ثم عادت إلى صف النخبة … ولكنها بعد موسمين أنفقت فيهما أموالا قياسية وغير مسبوقة في تاريخها بحثا عن زعامة زائلة دون إيلاء الشبان والعمل القاعدي والتكوين القيمة الحقيقية التي عليها يرتكزمستقبل الفريق لم تنجح لا في إحراز الألقاب ولا في تكوين جيل جديد وبناء فريق المستقبل والنتيجة عودتها للتدحرج إلى منزلة وضيعة والصراع من أجل تفادي النزول.

أما الملعب النابلي الذي عرف أحلى فترات تاريخه منذ إنبعاثه في ثلاثينات القرن الماضي خلال سنوات التسعينات وبداية الألفية ورفعه البطولات والكؤوس دون منازع فقد تدحرجت سلته تدريجيا خلال العشرية السوداء انتهت بنزوله لأول مرة إلى حلبة الصراع من أجل البقاء ضمن صف النخبة وتفادي النزول إلى الدرجة الثانية بسبب الأخطاء المتراكمة التي ارتكبتها الهيئات المتلاحقة التي تعاقبت على تسيير النادي و أدت في بعض الفترات إلى العزوف الكلي والإفتقار إلى هيئة شرعية والإكتفاء بهيئات إسعاف مؤقتة أمام سلطة جهوية ومحلية وقفت وقفة المتفرج عاجزة عن تقديم أي خدمة ممكنة لشباب عاصمة الولاية، بل أنها ساهمت في ما وصلت إليه وضعية الفريق من خلال العقوبة التي سلطت على الملعب النابلي لجريمة لم يرتكبها بحرمان جماهيره من مواكبة مبارياته على امتداد الموسم وحرمانه من المساندة المادية ومداخيل هو في أمس الحاجة إليها علاوة على المساندة المعنوية…

كل ذلك أدى إلى ما وصل إليه فريق عاصمة الوطن القبلي الذي تراجع للمرة الأولى في مسيرته إلى المركز الأخير في الترتيب وبقيت له أربعين دقيقة قد تكون الأخيرة له في الموسم الحالي والأخيرة في صف النخبة ليتقهقر بعدها إلى دوري النسيان…

نعم أربعون دقيقة باتت تفصل الملعب النابلي عن البقاء في مكانه الطبيعي أو النزول إلى موضع لم يعرفه طيلة حياته. وفي الواقع فإن التدحرج يبدو أقرب إلى البقاء لأنه سيتنقل إلى قرمبالية لملاقاة الدالية الرياضية ومصيره ليس بين يديه باعتبار أن الإنتصار في قرمبالية لايكفي ويتعين أن يقابله انهزام الزهراء فوق ميدانها أمام الشبيبة الرياضية بالمنازه التي ضمنت بقاءها ويدربها ابن الزهراء عطيل عويج الذي كان من بين أول الداعمين لفريق الضاحية الجنوبية وإسعافه في بداية الموسم الحالي ولاشك أنه طبيعيا سيعمل على رد الجميل للفريق الذي عرف معه أحلى فترات مسيرته الرياضية. وكل ذلك يبرز بوضوح الأمر الواقع واحتمالات لعب الملعب النابلي آخر مباراة له ضمن دوري الأضواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في مفاجأة مدوية للرياضة التونسية : أيوب الحفناوي يغيب عن أولمبياد بـاريــس

يكاد لا يمضي أسبوع دون أن تحدث أشياء لا تسر وتأتي أخبار دون المنشود وعكس المرغوب في الحقل …