2023-12-11

بيع الملاوي، جمع البلاستيك ، «حمّال» في سوق الخضر، سمسار : «دكاترة وأكاديميون» في مهن هامشية..!

محمد‭ ‬علي‭ ‬ثامري‭ ‬متحصل‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الفيزياء‭ ‬يشتغل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬االملاوي‭ ‬ركن‭ ‬كل‭ ‬المعارف‭ ‬جانبا‭  ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استنفد‭ ‬كل‭ ‬الحلول‭ ‬في‭ ‬نيل‭  ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الا‭ ‬تحترم‭ ‬نخبها‭ ……‬محمد‭ ‬علي‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬أن‭ ‬يقنع‭ ‬ابنه‭ ‬بالمثابرة‭ ‬على‭ ‬الدراسة‭ ‬لبلوغ‭ ‬مراده‭ ‬لان‭ ‬الواقع‭ ‬يفنّد‭ ‬كل‭ ‬أقواله‭ ‬وحججه‭ ‬وهو‭ ‬المتحصل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬شهادة‭ ‬ولكنها‭ ‬بلا‭ ‬معنى‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تشفع‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المخابر‭ ‬أو‭ ‬بجامعة‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬ينفع‭ ‬بلاده‭ ‬بزاده‭ ‬المعرفي‭. ‬

يقول‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬ثامري‭ ‬انه‭ ‬عار‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬حال‭ ‬نخبها‭ ‬وكفاءاتها‭ ‬وقد‭ ‬بلغ‭ ‬بهم‭ ‬الذل‭ ‬مبلغه‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬حمّالا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الجملة‭ ‬وهو‭ ‬متحصّل‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬البلاستيك‭ ‬وبيعه‭ ‬وهو‭ ‬متحصل‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الكيمياء‭ ‬وقد‭ ‬بلغ‭ ‬عمره‭ ‬50‭ ‬سنة‭  ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يشتغل‭ ‬درابكي‭ ‬مع‭ ‬فرقة‭ ‬موسيقية‭ ‬في‭ ‬الصيف‭  ‬متحصل‭ ‬على‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الموسيقى‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬المتحصل‭ ‬عن‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬يشتغل‭ ‬سمسارا‭ ‬هي‭ ‬عينة‭ ‬نسوقها‭ ‬لكم‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬نخب‭ ‬البلاد‭ ‬ومعاناتهم‭  …‬فضيحة‭ ‬دولة‭ ‬بامتياز‭ ‬ستكتب‭ ‬بأحرف‭ ‬دامية‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬كل‭  ‬الحكومات‭ ‬التي‭  ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المذل‭ ‬لنخبة‭ ‬البلاد‭…‬نخبة‭ ‬البلاد‭ ‬تحدثت‭ ‬بمرارة‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬الخذلان‭ ‬والقهر‭…‬وكل‭ ‬المحطات‭ ‬التاريخية‭  ‬تشهد‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬والتهميش‭  ….‬

فلقد‭ ‬عانى‭ ‬الدكاترة‭ ‬الباحثون‭ ‬المعطّلون‭ ‬عن‭ ‬العمل‭  ‬الويلات‭ ‬وهم‭ ‬يخوضون‭ ‬معركة‭ ‬التحرر‭  ‬من‭ ‬كابوس‭ ‬البطالة‭ ‬الجاثم‭ ‬على‭ ‬صدورهم‭ ‬وتحمّلوا‭ ‬ليالي‭ ‬الشتاء‭ ‬الطويلة‭ ‬قرابة‭ ‬سنتي‭ ‬اعتصام‭ ‬أمام‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭  ‬والوعود‭ ‬الزائفة‭  ‬التي‭ ‬كانت‭  ‬تتقاطر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬فما‭ ‬زادهم‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬يقينا‭ ‬بحتمية‭ ‬مواصلة‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬حقهم‭ ‬المشروع‭ .‬

وتتالت‭ ‬السنون‭ ‬و‭ ‬طال‭ ‬أمد‭ ‬الانتظار‭ ‬وبدأ‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬يتلاشى‭ ‬و‭ ‬يتبدّد‭ ‬وخفت‭ ‬وغابت‭ ‬الأمنيات‭ ‬وخابت‭  ‬كل‭ ‬الانتظارات‭ ‬وكان‭ ‬الخذلان‭ ‬كافيا‭ ‬للعصف‭ ‬بكل‭ ‬الأحلام‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬الحلول‭ ‬الترقيعية‭ ‬سوى‭ ‬مسكنات‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغني‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬لنخبة‭ ‬متعطّشة‭ ‬للعمل‭ ‬ولنفع‭ ‬البلاد‭ ‬ولكن‭  ‬الأقفال‭ ‬كانت‭ ‬ثقيلة‭ ‬وأوصدت‭ ‬كل‭ ‬الأبواب‭  ‬أمامهم‭ ‬وكان‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الشماعة‭ ‬التي‭ ‬علّقت‭ ‬عليها‭ ‬التفسيرات‭ ‬وتبريرات‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬ملفهم‭… ‬

شق‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الدكاترة‭ ‬الباحثين‭ ‬المعطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬تركوا‭ ‬الزاد‭ ‬المعرفي‭ ‬جانبا‭ ‬وتوجهوا‭ ‬لسوق‭ ‬الشغل‭ ‬للعمل‭  ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقدوا‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬خذلتهم،‭  ‬وعن‭ ‬أي‭ ‬شغل‭ ‬نتحدث‭  ‬في‭ ‬بلد،‭ ‬فقدت‭ ‬فيه‭ ‬حكومات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬ثورته‭ ‬كل‭ ‬قيم‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬الحكم‭ ‬والمسؤولية‭ ‬وغلب‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬التخبط‭ ‬والارتجال‭ ‬والمحاباة‭ ‬والمحسوبية‭.‬إننا‭ ‬إزاء‭ ‬مفارقة‭ ‬عجيبة،‭ ‬لا‭ ‬يستقيم‭ ‬معها‭ ‬أي‭ ‬وصف‭ ‬ولا‭ ‬يستوي‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬منطق‭  ‬فاقدة‭ ‬لأي‭ ‬عمق،‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صدق،‭  ‬أمام‭ ‬حجم‭ ‬التهميش‭ ‬والمعاناة‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬نخبة‭ ‬البلاد‭ ‬وطليعتها‭….‬يسايرون‭ ‬الزمن‭ ‬بالانتظار،‭ ‬ولاشيء‭ ‬غيره‭ ‬إنها‭ ‬فضيحة‭ ‬دولة‭ ‬بامتياز‭ …  ‬عرفوا‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الإذلال‭ ‬واكتشفوا‭  ‬صنوفا‭ ‬وأشكالا‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬الحسبان،‭ ‬من‭ ‬تجاهل‭ ‬ووعود‭ ‬من‭ ‬أطياف‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬وتنكيل‭ ‬ومساندة‭ ‬حقيقية‭ ‬وتعاقبت‭ ‬عليهم‭ ‬الضربات‭ ‬واللكمات‭ ‬كتعاقب‭ ‬الفصول‭ ‬الأربعة‭ . ‬اعتصموا‭ ‬انتفضوا‭ ‬واحتجوا‭  ‬وآخرها‭  ‬كان‭ ‬حراك‭ ‬الأقدام‭ ‬الحافية‭  ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬موجهة‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬انصافهم‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬انه‭ ‬طال‭ ‬وأصبح‭  ‬بمثابة‭ ‬دهر‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيرهم‭  ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬الانتظار‭ ‬لسنوات‭  ‬أشد‭ ‬فتكا‭ ‬بأحلامهم‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬المعاناة‭ ‬والتضحيات‭ ‬الدراسية‭ ‬وسهر‭ ‬الليالي‭ ‬طلبا‭ ‬للعلم‭ …‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬التضحيات‭ ‬التي‭ ‬قدموها‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭  ‬وعن‭ ‬االحقرةب‭ ‬من‭ ‬الدولة‭  ‬معتبرين‭ ‬أنهم‭ ‬يمثلون‭ ‬أعلى‭ ‬شهادة‭  ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬العلمي‭ ‬ولكنهم‭ ‬اليوم‭ ‬أسفل‭ ‬السافلين‭.. ‬كانوا‭ ‬مقبلين‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬وسعادة‭ ‬الارتقاء‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬المعرفي‭ ‬لا‭ ‬تضاهيها‭ ‬سعادة‭ ‬لم‭ ‬يعلموا‭ ‬أن‭ ‬ليال‭ ‬من‭ ‬القهر‭ ‬والسهاد‭ ‬تنتظرهم‭ ‬وان‭ ‬مفقري‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬قد‭ ‬سبقوهم‭ ‬بخطوات‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يسير‭ ‬دواليب‭ ‬الدولة،حين‭ ‬كانوا‭ ‬منغمسين‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬كانت‭ ‬الثورة‭ ‬قد‭ ‬ألقت‭ ‬بهواة‭ ‬أكلوا‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬وفتكوا‭ ‬بالدولة‭ ‬وأغلق‭ ‬باب‭ ‬التناظر‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬وحرموا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬لمدة‭ ‬سنوات‭ …‬وطلب‭ ‬منهم‭ ‬حينها‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬تعلم‭ ‬صنعة‭!‬سحلوا‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وخاضوا‭ ‬معركة‭ ‬الأمعاء‭ ‬الخاوية‭ ‬وعنفوا‭….‬بعضهم‭ ‬يصارع‭ ‬المرض‭ ‬وآخرون‭ ‬غادروا‭ ‬الوطن‭ ‬نحو‭ ‬وجهة‭ ‬أفضل‭ ‬وفي‭ ‬قلوبهم‭ ‬مرارة‭ ‬الخذلان‭…‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تنكرت‭ ‬الدولة‭ ‬لنخبتها‭ …‬كل‭ ‬الحكومات‭ ‬مُدانة‭!‬في‭ ‬تخليها‭ ‬عن‭ ‬نخبتها‭ ‬التي‭ ‬علمتها‭ ‬وكونتها‭ ‬ثم‭ ‬تقدمها‭ ‬على‭ ‬طبق‭ ‬جاهز‭ ‬لدول‭ ‬أخرى‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬زادها‭ ‬المعرفي‭….‬أو‭ ‬تتركها‭ ‬في‭ ‬هكذا‭ ‬حال‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬التهميش‭  ‬بالممكن‭ ‬والمتاح‭  ‬وتكون‭ ‬الشهادة‭ ‬مجرّد‭ ‬ورقة‭ ‬توضع‭ ‬ضمن‭ ‬أرشيف‭ ‬وتترك‭ ‬جانبا‭ ‬فهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬سحلوا‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬تونس‭ ‬هم‭ ‬الأشخاص‭ ‬أنفسهم‭ ‬الذين‭ ‬يبتكرون‭ ‬ويخترعون‭ ‬ويحصدون‭ ‬الجوائز‭ ‬العالمية‭…‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يشتغلون‭ ‬في‭ ‬مهن‭ ‬متعددة‭ ‬عددنا‭ ‬البعض‭  ‬لو‭ ‬فتحت‭ ‬لهم‭ ‬الأبواب‭ ‬لوجدوا‭ ‬الحلول‭ ‬لمشاكل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالاتها‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬ايلاء‭ ‬الكفاءات‭ ‬الأهمية‭ ‬اللازمة‭ ‬والحظوة‭ ‬المستحقّة‭ ‬وعدم‭ ‬تهميشها‭ ‬ضرورة‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬التذكير‭ ‬بها‭  ‬لعمق‭ ‬إيماننا‭ ‬بمدى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الإضافة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭  ‬ونخط‭ ‬هذه‭ ‬الأسطر‭  ‬ونحن‭ ‬نستمع‭ ‬لقصص‭ ‬تروى‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬الإذلال‭ ‬والمهانة‭ ‬لشق‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الدكاترة‭ ‬الباحثين‭ ‬المعطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬أولائك‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬تنصفهم‭ ‬الدولة‭ ‬ومازال‭ ‬مستقبلهم‭ ‬مجهولا‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬،اضطروا‭ ‬مكرهين‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬مهينة‭ ‬ودخلوا‭ ‬اسوق‭ ‬التشغيل‭ ‬الهشب‭ ‬ولم‭ ‬يشفع‭ ‬لهم‭ ‬زادهم‭ ‬المعرفي‭ ‬،‭ ‬ولكن‭  ‬الظروف‭ ‬مجتمعة‭ ‬لم‭ ‬تحل‭ ‬دون‭ ‬مواصلتهم‭ ‬تطويع‭ ‬علومهم‭ ‬للابتكار‭ ‬والإبداع‭ ‬التهميش‭ ‬واللامبالاة‭ ‬و‭ ‬دفعت‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬للبحث‭  ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬عملية‭ ‬بإمكانياتها‭ ‬الذاتية‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬اليوم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬الدكاترة‭ ‬المعطلين‭  ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬المشروع‭  ‬عوض‭ ‬تهميشهم‭ ‬أو‭ ‬تسهيل‭ ‬هجرتهم‭ ‬باعتماد‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬تدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬تفضيل‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬بلدهم‭  ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭  ‬إهدارا‭ ‬لثروة‭ ‬البلاد‭ ‬ونزيفا‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إيقافه‭…‬

‭ ‬إن‭ ‬تمكن‭ ‬كفاءاتنا‭ ‬من‭ ‬مسك‭ ‬ناصية‭ ‬العلوم‭ ‬وتطويعها‭ ‬لم‭ ‬يشفع‭ ‬لهم‭ ‬ولم‭ ‬يمكنهم‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬العمل‭  ‬رغم‭ ‬تميزهم‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬حدثا‭ ‬مستجدا‭ ‬ولا‭ ‬أمرا‭ ‬غير‭ ‬مألوف،‭ ‬فلقد‭ ‬سجل‭ ‬التاريخ‭ ‬بين‭ ‬ثنايا‭ ‬صفحاته‭ ‬عديد‭ ‬المحطات‭ ‬المضيئة‭ ‬التي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إنارتها‭ ‬تونسيون‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬والأنساق‭ ‬منذ‭ ‬أحقاب،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬اكوروناب‭  ‬فقد‭ ‬ضربت‭ ‬تونس‭  ‬لها‭ ‬موعدا‭ ‬مع‭ ‬التاريخ‭ ‬بفضل‭ ‬كفاءاتها‭   ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحطة‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ….‬وتؤكد‭ ‬محدثتنا‭ ‬أنه‭  ‬عندما‭ ‬تُفتح‭  ‬الأبواب‭ ‬للدكاترة‭ ‬الباحثين‭ ‬وتُؤمّن‭ ‬لهم‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬يبدعون‭  ‬ويمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬زادهم‭ ‬المعرفي‭ ‬،‭ ‬وترفع‭  ‬هذه‭ ‬النخبة‭  ‬علم‭ ‬البلاد‭ ‬عاليا‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الوطن‭ …‬وقد‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لإنصاف‭ ‬نخبة‭ ‬البلاد‭ ….‬الآن‭ ‬وليس‭ ‬غدا‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

حذار فقد بلغنا مرحلة استعمال  «الخردة» : وسائل النقل العمومي والأمان المفقود..!

مازالت  خدمات النقل العمومي تثير الانتقادات ، النقل ومفاجآته المرعبة غير المنتظرة المتجددة…