2024-05-04

حذار فقد بلغنا مرحلة استعمال  «الخردة» : وسائل النقل العمومي والأمان المفقود..!

مازالت  خدمات النقل العمومي تثير الانتقادات ، النقل ومفاجآته المرعبة غير المنتظرة المتجددة يوميا باتت حملا ثقيلا على المواطنين – حرفاء شركة النقل – خاصة وان المشاكل ذاتها تتكرر يوميا ولكنها زادت  حدّتها وخطورتها حتى أصبحت وسائل النقل تشكل خطرا حقيقيا على حياة الحرفاء بسبب تهرّء أسطولها ليبلغ بنا الأمر حدّ القول أن البعض منها لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تطلق عليه تسمية وسيلة نقل، فقط يطلق عليها مسمى واحد لا غير «خردة» مثال ذلك بعض عربات المترو التي بلغ بها التهرؤ مبلغا عظيما من نوافذ مهشمة وأبواب معطلة لا يمكن غلقها… ومازالت في طور الاستعمال   !..

تسببت «الخردة» في العديد من الحوادث  ولعل آخرها حادثة  سقوط شاب من مترو 4 بمنوبة أمس الجمعة 3 ماي 2024  وأدّت هذه الحادثة الى حالة من الاحتقان في صفوف الحرفاء ،سقوط الشاب من المترو لا يحتاج دراسات تحليلية وبحوثا معمقة فهو  نتيجة حتمية لسير المترو بأبواب مفتوحة – معطلة طبعا- وبطاقة استيعاب تفوق المعمول به بأضعاف ولم تكن الحادثة الأولى من نوعها بل سبقتها العديد من الحوادث (عربة مترو تحترق ،سقوط حرفاء ..) ولن تكون الأخيرة مادامت دار لقمان على حالها …فلا جديد يُذكر.

حادثة سقوط الشاب توقفت على إثرها حركة سير المترو ، وغصّت محطات الانتظار بالمواطنين وهم في حالة غليان وغضب  فلا حول ولا قوة للعديد منهم ولا يمكنهم بأي شكل من الأشكال الانتقال إلى مقرات عملهم إلا باستعمال المترو خاصة وانه لا وجود لحافلات متجهة للعاصمة  …توجهوا لأعوان النقل بالجهة لإيجاد حلول  أما بالنسبة للطلبة – ضحايا النقل – فقد وقع تامين حافلة لنقلهم للجامعة وطبعا بالنسبة لبقية الحرفاء فقد تركوا لمواجهة مصيرهم بأنفسهم والانتظار لساعات مطولة إلى حين عودة حركة سير المترو …ويومياتهم الشاقة معلومة لا تستحق  الوصف ناطقة لوحدها، معبّرة عن نفسها ويعلمها القاصي والداني.

طبعا تحدث أعوان شركة النقل بمرارة عن معاناتهم اليومية بسبب النقص الفادح في وسائل النقل واحتكاكهم المباشر مع حرفاء الشركة ناهيك أنهم معرضين بدورهم لشتى أنواع الحوادث من اعتداء لفظي ومادي  …تحدّث الأعوان عن النقص الفادح لأسطول النقل الذي أرهقهم مؤكدين في الآن ذاته أن ما بقي من وسائل نقل –عربات مترو – في حالة كارثية  وعددها القليل الذي يعد على أصابع اليد يتناقص يوما بعد يوم … خدمات النقل تعرف انتقادات يومية ومهما وصفنا الوضع الكارثي الذي بلغته لا يمكن أن نبلغ المراد ووحده مُستعمل وسائل النقل يعرف حجمها وجحيمها ولكن أن نبلغ مرحلة الخطر وان تكون حياة المواطنين مهددة بسبب وسائل «نقل» خرّبت (أبواب معطلة ..)  فلابد من دق طبول الخطر والتعجيل بالحلول حتى لا تكون النتائج كارثية .. ولابد من التفكير وبكل  جدية في وضع حد لنزيف السفرات «المذلّة والمهينة المحفوفة بالمخاطر»….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة تتربّص بها المخاطر و لم تعد آمنة..!

لم تعد  المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد  بات محيطها حاضنا لجملة من …