2024-03-01

فضاء ايكارت معرض تشكيلي « صوت المنفلت » لفوزية ضيف الله : هو صوت فينا، في ذواتنا، صوت ينبعث منا ومن العالم

افتتح  مساء  الخميس 29 فيفري 2024  بفضاء ايكارت  المعرض التشكيلي  “صوت المنفلت” La voix de l’indicible ، للفنانة التشكيلية والجامعية فوزية ضيف الله.

تهتمّ فوزية ضيف الله بالبحث في الفلسفة التأويلية والفينومينولوجيا، الفلسفات المعاصرة، وكذلك بالترجمة. حازت على الدكتوراه في الفلسفة المعاصرة ببحث حول “ كلمات نيتشه الأساسية ضمن القراءة الهيدغرية” سنة 2011. وبالاضافة إلى المبحث الفلسفي ترسم  وتكتب الشعر وتتابع بقراءاتها النقدية المشهد الثقافي التونسي ( المسرح ، الفن التشكيلي…).وقد قدّمت فوزية ضيف الله معرضها بالنصّ التالي:

“ لم أجد لفظا في العربية يمكن أن يعبر عن هذا “اللامعبر عنه” ..المنفلت.. ما لا يمكن امساكه..هو صوت فينا، في ذواتنا، صوت ينبعث منا ومن العالم..لا يمكن للكتابة أن تقوله. أحيانا يقوله الشعر..وغالبا يقوله الصمت..حاولت رسمه منذ سنوات..لاحقته في حلي وترحالي. ينبجس فجأة وسط العتمة..وسط الشجن..وسط ذاتي..وينخلق كمغامرة سحرية في لوحاتي..

هذا الصوت المنفلت..لا صوت له. رقيق الى حد الانفلات.. شفاف الى حد الاختفاء.. واضح حد الغموض..

لكل منا…صوت منفلت في حياته وفكره وشعره..ينفلت حتى من المجاز…ليس هو المسكوت عنه…لأنه يتكلم دون كلام…يعبر صامتا..خافتا..

رأيت هذا الصوت في قاعات المسارح الفارغة..في الصحراء..لكنه يختفي كلما أردت الامساك به لرسمه..ليس هذا الصوت المنفلت..شبحا أو خيالا. إنه معنى لا يسعه القلم ولا الموسيقى…

ترددت كثيرا في الإفصاح عن رحلة البحث هذه…وهو مازال مبحوثا عنه. ربما نجده معا..يوم تدشين اللوحات..

ثمة لوحات منذ بداياتي ظلت في العتمة، لم تر النور.. ربما كانت تحرس ذلك الصوت…وكنت أقول كيف يمكن أن أخلق لهذا المنفلت صوتا… تساءلت كثيرا..وتشاورت مع أصدقاء عارفين وعلماء لغة…فتوصلت مع صديقتي الشاعرة  فرنسيسكا ريسنسكي الى تعبيرة La voix de l’indicible .

أدركت أن إطلاق الاسم أصعب من عملية الولادة. يولد المعنى قبليا في اللوحات..ويولد المفهوم بعديا..بعد مسافة ما من التجربة..

بكل تواضع.. ما أعرضه هو محاولة في الامساك بهذا المنفلت…ذاك الصوت الذي يحدثني كلما أمسكت المعنى..لا أدعي فلسفة ولا علما..لكني اتتبع مسارا تشكيليا ذاتيا..عشته كمغامرة..مراوحة مع تجارب شعرية وأدبية وفلسفية في الكتابة..

لا أقحم أحدا في هذا الصوت المنفلت..لكني أبسط لكم ما أشعر به وما أفكّر فيه إزاء ما أعلنت عنه.

رحّب فضاء ايكار بالفكرة لأنه فضاء جامع بين الفنون جميعا والفكر والأدب وصاحبه يدرك العلاقة بين الصوت والريشة، وبين الصوت والفضاء والجسد.. ثمة أصوات كثيرة منفلتة في زحمة اليومي والمعتاد الذي قتل في حواسنا رهافة التمييز…

هذا النص الذي أنشره انفلت مني…صوتا مكتوبا..بعد أن انتشيت بكل القراءات التي حصلت للتو.. لم يكن من الممكن أن اكتب عما فعلت يداي…تلك عادتي.. لا أحتفي بما أفعل، إنّما أحاول أن أشرح حالتي الاستيتيقية إزاء ما سيعرض من لوحات..”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي بدرع الرعاة في جبل سمّامة : وجدت بين رعاة سمامة السكينة المُستعصية  في أرياف الجليل

الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي كانت ضيفة في مكان يشبهها اختار أن يكرّمها تكريما جميلا دون ش…