2023-11-02

يباع حاليا بين 24 و27 دينارا للّتر الواحد : زيت الزيتون لمن استطاع إليه سبيلا..!

‭ ‬لم‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬موسم‭ ‬جني‭ ‬الزيتون‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬سوى‭ ‬بضعة‭ ‬أسابيع‭ ‬ومع‭ ‬بدايته‭ ‬كثر‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬توقعات‭ ‬بارتفاع‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬لأسعار‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬وقد‭ ‬لمس‭ ‬المستهلك‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬عندما‭ ‬عرض‭ ‬الزيت‭ ‬الجديد‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بأسعار‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬24‭ ‬و27‭ ‬دينارا‭ ‬للتر‭ ‬الواحد‭ ‬بنسبة‭ ‬زيادة‭ ‬تفوق‭ ‬30‭ ‬بالمائة‭.‬

وتوقع‭ ‬خبراء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬سعر‭ ‬اللتر‭ ‬الواحد‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬دينارا‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬فيفري‭ ‬أو‭ ‬مارس‭ ‬القادمين‭ ‬وفسروا‭ ‬ذلك‭ ‬بتوجيه‭ ‬أغلبية‭ ‬الكمية‭ ‬إلى‭ ‬التصدير‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬العالمية‭ ‬المتداولة‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬90‭ % ‬مقابل‭ ‬10‭ % ‬فقط‭ ‬توجه‭ ‬للسوق‭ ‬المحلية‭.‬

وأرجع‭ ‬أهل‭ ‬القطاع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬ملفت‭ ‬إلى‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أفاد‭ ‬أنيس‭ ‬الخرباش‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬المركزي‭ ‬لاتحاد‭ ‬الفلاحين‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬المناخية‭ ‬ساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬إسبانيا‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬نصف‭ ‬إنتاج‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أصبحت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬جفاف‭ ‬حادة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تنتج‭ ‬فقط‭ ‬620‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬الحصاد‭ ‬لعام‭ ‬2022ـ‭ ‬2023،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬إنتاجها‭ ‬تراجع‭ ‬عن‭ ‬الكمية‭ ‬المعتادة‭ ‬التي‭ ‬تنتجها‭ ‬من‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬والتي‭ ‬تعادل‭ ‬1.5‭ ‬مليون‭ ‬طن‭.‬

وأوضح‭ ‬أنيس‭ ‬الخرباش‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‭ ‬االصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬الموجودة‭ ‬حاليا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬أسعارا‭ ‬مرجعية‭ ‬لأننا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬ولم‭ ‬تنطلق‭ ‬فعليا‭ ‬عملية‭ ‬الجني‭ ‬والعصر،‭ ‬وتابع‭ ‬الخرباش‭ ‬أن‭ ‬ذروة‭ ‬الإنتاج‭ ‬ستكون‭ ‬بين‭ ‬شهري‭ ‬ديسمبر‭ ‬وجانفي‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬اللتر‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬الزيت‭.‬

ودعا‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬المركزي‭ ‬لاتحاد‭ ‬الفلاحين‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬اقتناء‭ ‬الزيت‭ ‬بأسعار‭ ‬مرتفعة‭ ‬وانتظار‭ ‬ذروة‭ ‬الإنتاج‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬تعديل‭ ‬الأسواق‭.‬

وتوقع‭ ‬أنيس‭ ‬الخرباش‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬الأسعار‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬اللتر‭ ‬الواحد‭ ‬لن‭ ‬يتجاوز‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬أو‭ ‬22‭ ‬دينارا‭ ‬كحد‭ ‬أقصى‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و‭ ‬20‭ ‬بالمائة‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬زيادة‭ ‬مقبولة‭ ‬نسبيا‭ ‬وفق‭ ‬تقديره‭.‬

وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬الرسمية‭ ‬الأولية‭ ‬لمحصول‭ ‬الزيتون‭ ‬خلال‭  ‬الموسم‭ ‬الحالي‭ ‬بأنه‭ ‬سيبلغ‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬طن،‭ ‬مسجلا‭ ‬بالتالي‭ ‬تراجعا‭ ‬بنحو‭ ‬17‭ ‬بالمائة‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بالموسم‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬سجل‭ ‬محصولا‭ ‬بلغ‭ ‬240‭ ‬ألف‭ ‬طن‭.‬

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬اعتبر‭ ‬عمار‭ ‬ضية‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬التونسية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‭ ‬االصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬أن‭ ‬النسق‭ ‬التصاعدي‭ ‬للأسعار‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬شمل‭ ‬تقريبا‭ ‬كل‭ ‬المنتوجات‭ ‬وكل‭ ‬الخدمات‭ ‬وزيت‭ ‬الزيتون‭ ‬ليس‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الزيادات‭.‬

وأشار‭ ‬عمار‭ ‬ضية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الديوان‭ ‬الوطني‭ ‬للزيت‭ ‬أصدر‭ ‬بلاغا‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬ينفي‭ ‬فيه‭ ‬تدخله‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬أسعار‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬المعروضة‭ ‬حاليا،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الأسعار‭ ‬تحدد‭ ‬حسب‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬معتبرا‭ ‬أنها‭ ‬سياسية‭ ‬تسويقية‭ ‬للرفع‭ ‬في‭ ‬سقف‭ ‬الأسعار‭ ‬حتى‭ ‬يتقبل‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬أي‭ ‬ارتفاع‭. ‬ويأمل‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬التونسية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المستهلك‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة‭ ‬لتعديل‭ ‬السوق‭ ‬وتحديد‭ ‬أسعار‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭ ‬التونسي‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬وسطاء‭ ‬ومضاربين‭ ‬مثلوا‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬المشطة‭ ‬لكل‭ ‬المنتوجات‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ثالث‭ ‬مصدر‭ ‬عالمي‭ ‬لزيت‭ ‬الزيتون‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سكانها‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬الزيت،‭ ‬حيث‭ ‬يجبر‭ ‬المواطنون‭ ‬على‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬قارورة‭ ‬زيت‭ ‬مدعم‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬لمن‭ ‬استطاع‭ ‬إليه‭ ‬سبيلا‭.‬

وزيت‭ ‬الزيتون‭ ‬متجذر‭ ‬في‭ ‬الاستخدامات‭ ‬والعادات‭ ‬الغذائية‭ ‬للتونسيين‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬استهلاكهم‭ ‬اليومي‭ ‬ويعكس‭ ‬الروابط‭ ‬القوية‭ ‬الموجودة‭ ‬والمكانة‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬التونسية‭.‬

و‭ ‬يأمل‭ ‬التونسيون‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬لإعادة‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬إلى‭ ‬موائدهم‭ ‬وإمكانية‭ ‬تخصيص‭ ‬حصة‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬لفائدة‭ ‬الأسر‭ ‬بأسعار‭ ‬مدعمة‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المحلي‭ ‬لهذه‭ ‬المادة‭ ‬مقابل‭ ‬التقليص‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬باقي‭ ‬أصناف‭ ‬الزيوت‭ ‬النباتية‭ ‬التي‭ ‬تكلف‭ ‬الدولة‭ ‬ملايين‭ ‬الدينارات‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬لتوريدها‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في انتظار القطع مع كل أشكال التشغيل الهش : المــــعــــانــــاة مــــســــتـــمـــرة ..!

يمثل ملف التشغيل تركة ثقيلة للحكومة الحالية ظلت عالقة منذ سنوات ولطالما  مثل نقطة ضغط «سيا…