نتيجة ارتفاع كلفة الانتاج : أزمة الحليب تتفاقم بسبب نقص الانتاج

تعاني‭ ‬منظومة‭ ‬الألبان‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬عدة‭ ‬مشاكل‭ ‬متعلقة‭ ‬أساسا‭ ‬بغلاء‭ ‬الكلفة‭ ‬مقابل‭ ‬تراجع‭ ‬المردودية‭ ‬التي‭ ‬تدهورت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬خلال‭ ‬الاربع‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬نتيجة‭ ‬ازمة‭ ‬الجفاف‭ ‬المتواصلة‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬اليه‭ ‬عضو‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬بالاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬مكلف‭ ‬بالانتاج‭ ‬الحيواني‭ ‬الامام‭ ‬البرقوقي‭ ‬لـاالصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬بقوله‭ ‬ان‭ ‬ضعف‭ ‬مردودية‭ ‬قطاع‭ ‬الألبان‭ ‬وبالتالي‭ ‬تراجع‭ ‬انتاج‭ ‬الحليب‭ ‬سيتفاقم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬اذا‭ ‬تواصلت‭ ‬حالة‭ ‬الجفاف،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الاسواق‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬يومي‭ ‬في‭ ‬الامدادات‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬400‭ ‬و500‭ ‬الف‭ ‬لتر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتراوح‭ ‬فيه‭ ‬الاستهلاك‭ ‬اليومي‭ ‬من‭ ‬الحليب‭ ‬مابين‭ ‬مليون‭ ‬و800‭ ‬الف‭ ‬لتر‭ ‬ومليوني‭ ‬لتر‭ .‬

‭ ‬وقد‭ ‬خلق‭ ‬نقص‭ ‬التزود‭ ‬بمادة‭ ‬الحليب‭ ‬ارباكا‭ ‬في‭ ‬الاسواق‭ ‬الداخلية‭ ‬حيث‭ ‬يتهافت‭ ‬المواطنون‭ ‬على‭ ‬شرائه‭ ‬من‭ ‬المساحات‭ ‬التجارية‭ ‬مما‭ ‬دفعها‭ ‬الى‭ ‬تقنين‭ ‬الكميات‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬ازمة‭ ‬طالت‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ . ‬

واوضح‭ ‬البرقوقي‭ ‬ان‭ ‬غلاء‭ ‬الاعلاف‭ ‬الخشنة‭ ‬التي‭ ‬تضاعفت‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬الى‭ ‬5‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬السنتين‭ ‬الأخيرتين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ا‭ ‬القرطب‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬سعره‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬ليرتفع‭ ‬الى‭ ‬35‭ ‬دينارا‭ ‬وكذلك‭ ‬االتبنب‭ ‬الذي‭ ‬اصبح‭ ‬سعره‭ ‬17‭ ‬دينارا‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬5‭ ‬دنانير‭ ‬،‭ ‬جعل‭ ‬الفلاح‭ ‬يتكبد‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬وزاد‭ ‬من‭ ‬منسوب‭ ‬التذمر‭ ‬والمعاناة‭ ‬لديه‭.‬

‭ ‬واشار‭ ‬عضو‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬مكلف‭ ‬بالانتاج‭ ‬الحيواني‭ ‬صلب‭ ‬المنظمة‭ ‬الفلاحية‭ ‬الى‭ ‬تراجع‭ ‬انتاج‭ ‬الحليب‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬فبعد‭ ‬ان‭ ‬كانت‭ ‬البقرة‭ ‬الواحدة‭ ‬تنتج‭ ‬15‭ ‬لترا‭ ‬يوميا‭ ‬اصبحت‭ ‬تنتج‭ ‬10‭ ‬لترات‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬البقرة‭ ‬الواحدة‭ ‬تستهلك‭ ‬حوالي‭ ‬80‭ ‬لترا‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬يوميا‭ ‬ومع‭ ‬نقص‭ ‬الامطار‭ ‬اصبح‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬توفير‭ ‬الماء‭ ‬للابقار‭ ‬الحلوب‭ ‬التي‭ ‬تراجعت‭ ‬بدورها‭ ‬الى‭ ‬50‭ ‬الف‭ ‬بقرة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022‭ ‬وسبتمبر‭ ‬2023‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬تقلص‭ ‬مراكز‭ ‬تأصيل‭ ‬الاراخي‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مركزا‭ ‬الى‭ ‬30‭ ‬مركزا‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬اغلقت‭ ‬10‭ ‬مراكز‭ ‬بفعل‭ ‬صعوبات‭ ‬مالية‭ ‬واخرى‭ ‬صحية‭ .‬

وبين‭ ‬محدثنا‭ ‬ان‭ ‬غلاء‭ ‬الاعلاف‭ ‬وتعويل‭ ‬المربين‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬السداري‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬قطيعهم‭ ‬أثّر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الحليب‭ ‬فأصبح‭ ‬خفيف‭ ‬الطعم‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬اثار‭ ‬هذا‭ ‬الإشكال‭ ‬ضجة‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حتى‭ ‬ان‭ ‬البعض‭ ‬يعتقد‭ ‬انه‭ ‬تقع‭ ‬اضافة‭ ‬الماء‭ ‬للحليب‭ ‬وهوما‭ ‬نفاه‭ ‬البرقوقي‭ ‬بشكل‭ ‬قطعي‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الرقابة‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬اكمل‭ ‬وجه‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬حلقة‭ ‬الانتاج‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬حلقة‭ ‬التصنيع‭ .‬

ضرورة‭ ‬مراجعة‭ ‬تسعيرة‭ ‬الحليب

وأمام‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬منظومة‭ ‬الألبان‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬طالب‭ ‬الاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬بضرورة‭ ‬مراجعة‭ ‬تسعيرة‭ ‬الحليب‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬ملائمة‭ ‬للمقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭ ‬وتتماشى‭ ‬مع‭ ‬التكلفة‭ ‬الباهظة‭ ‬ومنح‭ ‬هامش‭ ‬ربح‭ ‬للفلاح‭ ‬لضمان‭ ‬ديمومة‭ ‬انتاجه‭ ‬،‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬انتاج‭ ‬1‭ ‬لتر‭ ‬من‭ ‬الحليب‭ ‬يكلف‭ ‬الفلاح‭ ‬نحو1600مليم‭.