2023-10-06

اعتبره رئيس الجمهوريّة…«مخلاّ بالكرامة الإنسانيّة..» : النقل العمومي أصبح عنوان إذلال للمواطنين..!

لن‭ ‬يركب‭ ‬التلميذ‭ ‬على‭ ‬صهوة‭ ‬الدّستور‭ ‬أو‭ ‬فصل‭ ‬من‭ ‬الفُصول‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المدرسةب‭ ‬هي‭ ‬إشارة‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬توفّر‭ ‬الأسباب‭ ‬لتجسيد‭ ‬ما‭ ‬ينصّ‭ ‬عليه‭ ‬الدستور‭ ‬من‭ ‬حقّ‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العمومي‭ ‬والحقّ‭ ‬في‭ ‬التّنقل‭  ‬مؤكّدا‭  ‬انه‭ ‬لابدّ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حقا‭ ‬ملموسا‭ ‬ومؤكدا‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬ذاته‭ ‬أن‭ ‬النقل‭  ‬العمومي‭ ‬مخلّ‭ ‬بالكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬،‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعه‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬بوزير‭ ‬التربية‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬البوغديري‭ ‬إلى‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬النقل‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬توفير‭ ‬النقل‭ ‬للتلاميذ،‭ ‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وأهميّة‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭.‬

وأشار‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬وسائل‭ ‬تنقلهم‭ ‬إلى‭ ‬مدارسهم،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الداخلية‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حي‭ ‬التضامن‭ ‬ونوّه‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬180‭ ‬تلميذ‭ ‬في‭ ‬النفيضة‭ ‬وحاسي‭ ‬الفريد‭ ‬وبئر‭ ‬الحفي،‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬لهم‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ . ‬مشيراإلى‭  ‬أنه‭  ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬نتساءل‭ ‬عن‭ ‬ضُعف‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬ونسب‭ ‬الأميّة‭ ‬المرتفعة‭ (‬2‭  ‬مليون‭) ‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬ضرُورة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفساد‭.‬كما‭ ‬شدّد‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تمتيع‭ ‬جميع‭ ‬التونسيين‭ ‬بحقهم‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬و‭ ‬حقهم‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬التنقّل‭.‬

توفير‭ ‬النقل‭ ‬اعتبره‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬أولى‭ ‬الأولويات‭ ‬ومن‭ ‬الضروريات‭ ‬القصوى‭ ‬ومن‭ ‬عناوين‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭  ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الخدمات‭ ‬المسداة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬قاربت‭ ‬الصفر‭ ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬تجاوزته‭ ‬بأميال‭ ‬ولن‭ ‬نبالغ‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬بأننا‭ ‬بتنا‭ ‬نعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬اسفرات‭ ‬الإذلالب‭ ‬بكل‭ ‬معانيها‭ ‬وتفاصيلها‭  ‬هذا‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬توفرت‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬عمومي‭   ‬ونعي‭ ‬جيدا‭ ‬ما‭ ‬نقول‭..‬ولا‭ ‬يختلف‭ ‬الوضع‭  ‬بكثير‭ ‬عن‭ ‬انعدام‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المعزولة‭  ‬فالمعاناة‭ ‬متشابهة‭ ‬ومتقاربة‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يقطع‭ ‬الكيلومترات‭ ‬سيرا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يلهث‭ ‬ويركض‭ ‬وراء‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬للظفر‭ ‬بمكان‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬بلوغ‭ ‬الجامعة‭ ‬أو‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬العمل‭  ‬كلها‭ ‬مشاهد‭ ‬وصور‭ ‬مخلّة‭ ‬بالكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭  ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‭  ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬ملف‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬يستدعى‭ ‬الحلول‭ ‬العاجلة‭. ‬

ولعل‭ ‬الوضع‭ ‬الكارثي‭ ‬لوسائل‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬عامةّ‭ ‬والنقل‭ ‬المدرسي‭ ‬والجامعي‭  ‬خاصة‭ ‬أسال‭ ‬انهارا‭ ‬من‭ ‬الحبر‭ ‬وقيل‭ ‬عنه‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬من‭ ‬انحدار‭ ‬مدوّ‭ ‬لخدماته‭ ‬ونقص‭ ‬فادح‭ ‬للأسطول‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬خط‭ ‬منوبة‭ ‬أين‭ ‬يرتكز‭ ‬قطب‭ ‬جامعي‭ ‬ويكون‭ ‬وجهة‭ ‬للطلبة‭ ‬يوميا‭  ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭  ‬يفتقر‭ ‬لأسطول‭ ‬نقل‭ ‬جامعي‭ ‬مما‭ ‬يدفع‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬تحمّل‭ ‬عذاب‭ ‬سفرات‭ ‬مطوّلة‭ ‬ومذلّة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬عمومي‭ (‬حافلة‭ ‬،مترو‭) ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬طبعا‭ ‬وان‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬مكان‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬إحالة‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬بها‭ ‬ولسائل‭ ‬أن‭ ‬يسال‭ ‬في‭ ‬هكذا‭ ‬وضع‭ ‬كارثي‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬حال‭ ‬الطلبة‭ ‬وبأي‭ ‬وضع‭ ‬نفسي‭ ‬يكونون‭  ‬؟‭ ‬معاناة‭ ‬متجددة‭ ‬يوميا‭  ‬ومعلومة‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭ ‬وستُطرح‭ ‬كل‭ ‬المشاكل‭ ‬المعلومة‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬وإرهاق‭ ‬وانهيار‭ ‬عصبي‭ ‬وسرقة‭ ‬وتحرش‭ …. ‬

  ‬لاشيء‭ ‬تبدّل‭ ‬ولاشيء‭ ‬تغيّر‭ ‬بل‭ ‬ازداد‭ ‬الوضع‭ ‬سوءا‭  ‬وانعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬المسداة‭ ‬ولم‭ ‬نعد‭ ‬نتحدث‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬الأمان‭ ‬المفقود‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬نتيجة‭ ‬تفشي‭  ‬ظاهرة‭ ‬البراكاجات‭ ‬والسرقة‭ ‬والتحرش‭ ‬الجنسي‭  ‬وإنما‭ ‬أصبحنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬معضلة‭ ‬النقص‭ ‬الفادح‭ ‬في‭ ‬أسطول‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬تصنيفاته‭ ‬أي‭ ‬بتنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬المفقودة‭ ‬ومعاناة‭ ‬أفراد‭ ‬الشعب‭ (‬مواطنين‭ ‬،طلبة‭ ‬،‭ ‬تلاميذ‭) ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬ومختلف‭ ‬الجهات‭  ‬من‭ ‬سفرات‭ ‬مذلّة‭ ‬للطلبة‭ ‬والتلاميذ‭  ‬والمواطنين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬وعن‭  ‬حرب‭ ‬الأعصاب‭ ‬والضغط‭ ‬النفسي‭  ‬فقطاع‭ ‬النقل‭ ‬يحتضر‭ ‬والعلاج‭ ‬ضروري‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬التأجيل‭ ‬لإيقاف‭ ‬نزيف‭ ‬معاناة‭ ‬المواطنين‭ …‬ولعل‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بتوفير‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ..  !‬

النقل‭ ‬العمومي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬أتعس‭ ‬حالاته‭  …‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإصلاح‭ ‬فوريا‭ ‬لحفظ‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭   

 ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة تتربّص بها المخاطر و لم تعد آمنة..!

لم تعد  المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد  بات محيطها حاضنا لجملة من …