2024-04-11

مع الأحداث: الحرب في غزة والانعطافة الأمريكية

تتردد منذ أيام التقارير عن انزعاج أمريكي من سياسات إسرائيل تجاه غزة وتؤكد هذه التقارير ان انعطافة امريكية حصلت في الأسابيع الأخيرة تجلت أولى مؤشراتها في الامتناع عن التصويت الذي اعتمدته أمريكا لأول مرة في مجلس الأمن منذ بداية الحرب في غزة.

وتستشهد التقارير المتناقلة بتصريحات لبايدن او لمسؤولين مقربين منه تؤكد أن الرئيس الديمقراطي ليس راضيا على ما يفعله حليفه المدلل نتانياهو وانه مثلا حذره من مغبة الاقدام على عملية بحجم اقتحام رفح بريا أو انه انزعج من مقتل عمال إغاثة في غزة .

لكن كل هذه التقارير التي تشير لوجود انعطافة أمريكية محتملة لا تعكس حقيقة العلاقات بين إسرائيل وأمريكا التي مهما حاولت ان تنأى بنفسها عن الانخراط الأعمى في دعم إسرائيل في المنطقة والدفاع عن مصالحها بالمال والعتاد تجد نفسها تظهر دائما بمظهر الدولة التي تغالط شعبها قبل أن تغالط شعوب العالم.

يعلم الكل جيدا أن نفوذ الولايات المتحدة وقدرتها على التأثير على القرار الإسرائيلي لا حدود لها حتى وان ادعت هذه الأخيرة أنها دولة ذات سيادة وانها من يتخذ قراراته بنفسه لكن واشنطن ولاعتبارات كثيرة لم تذهب بعيدا في الضغط على تل ابيب من اجل الانصياع مثلا لقرار مجلس الأمن الذي أمرها على الفور بوقف اطلاق النار ومن اجل الامتثال لقرار سابق يأمرها ايضا بالسماح للمساعدات الانسانية بالمرور بسلاسة حتى لا يموت اكثر من مليوني شخص جوعا.

إن الرئيس بايدن الذي يحاول اليوم ان يظهر إنسانيته في وقت كشفت فيه استطلاعات مختلفة للرأي عن جهات مختلفة تراجع شعبيته بسبب الحرب على غزة يحاول اليوم تدارك ما فاته عبر التسويق لشخصية الرئيس الذي لا يقبل بالظلم واضطهاد الأقليات والرئيس الذي يستمع لصوت الشارع والمتظاهرين الذين لم يفوتوا الأسبوع الماضي سهرته لجمع التبرعات في نيويورك للهتاف ضده والتعبير عن غضبهم من سياساته في غزة.

مما لا شك فيه ان الحرب في غزة ستكون لها كلمتها في الانتخابات الأمريكية التي لم يعد يفصلنا عنها سوى بضعة أشهر لذلك سيكون من السذاجة بمكان تصديق تلك التقارير التي بدأت في التهاطل منذ أسابيع مؤكدة أن علاقة بايدن بنتانياهو تمر بمرحلة الطلاق الصامت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في ذكرى النكبة جرح فلسطين الغائر..!

 في عام 1948 وفي الليلة الفاصلة بين 14 و15 ماي أعلن ديفيد بن غوريون تأسيس الدولة اليهودية …