قبل أسبوعين من عودة نشاط «البلاي آوت» : الـنـادي الـبـنـزرتــي فـــي أمــان.. والـصـلابـة داخــل الـقـواعد ضرورية للاطمئنان
تعود مجموعة تفادي النزول الى النشاط بعد أسبوعين ليتواصل الصراع في الجولات الثماني المتبقية من أجل تأمين مقعد مع الكبار وهو ما يفرض بذل مجهودات مضاعفة لتدعيم حظوظ البقاء بالنسبة الى بعض الفرق التي حقّقت نتائج متميزة أو تدارك النقائص الواضحة التي جعلت بقية المتنافسين في وضعية صعبة مع وجود تفاوت بينها في النقاط وكذلك في الظروف التي يحاول كل فريق تجاوزها لاستئناف النشاط بأفضل طريقة.
وقبل انتصاف السباق في الجولة الاخيرة ذهابا، بدأت الصورة تتضح تدريجيا في أعلى الترتيب بهروب النادي البنزرتي في الريادة ليؤمن بنسبة كبيرة بقاءه كما يوجد اتحاد تطاوين والأولمبي الباجي في وضعية مريحة غير أن المشاكل التي يعيشانها قد تنسف مكتسبات المرحلة الفارطة في الوقت الذي تبدو فيه حظوظ بقية الفرق متساوية باستثناء مستقبل المرسى الذي فشل في تدارك سيناريو المرحلة الأولى ليصبح في موقف لا يحسد عليه ويكون مهددا بالنزول مبكرا في صورة عدم الاستفاقة وجني أكبر عدد ممكن من النقاط رغم أن المهمة صعبة للغاية.
وسيطغى التشويق والحماس على الجولات المتبقية والتي قد تكون مرآة عاكسة لما سبق من خلال التفوق الجلي للفرق المحلية وهو ما يبرزه نجاح مستقبل سليمان والأولمبي الباجي واتحاد تطاوين فقط في الانتصار خارج القواعد كما ستلعب المواجهات المباشرة دورا في تحديد هوية النازلين في أعقاب «البلاي آوت» الذي عرف أرقاما هجومية محترمة مقارنة ببداية مرحلة التتويج رغم هاجس النتائج والضغط الكبير الذي تعيشه جميع الفرق لتفادي الهبوط حيث وقع تسجيل 41 هدفا في 24 مباراة، وكان الامتياز النادي البنزرتي الذي يحتل طليعة خطوط الهجوم صحبة الأولمبي الباجي ومستقبل سليمان ونجم المتلوي برصيد 7 أهداف وطليعة خطوط الدفاع بقبول الحارس أشرف كرير هدفا وحيدا كما يحتل مهاجمه الطيب بن زيتون صدارة الهدافين في المرحلة الثانية برصيد أربعة أهداف رفعت عداده إلى 6 منذ انطلاق الموسم، في حين اكتفى قوافل قفصة واتحاد بن قردان بتسجيل هدفين واهتزت شباك مستقبل المرسى في 10 مناسبات.
النادي البنزرتي (17 نقطة): بعيد عن السرب
لم يترك النادي البنزرتي الباب مفتوحا أمام المفاجآت حيث عبّد طريق النجاح مبكرا ليهرب في الريادة ويبقي على مسافة أمان مريحة عن بقية منافسيه بفضل تألقه داخل القواعد بتحقيقه أربعة انتصارات جعلته في وضعية مريحة خاصة وأنه استفاد من دخوله المرحلة الثانية بأربع نقاط حوافز، ويعتبر فريق عاصمة الجلاء الأكثر استقرارا على مستوى الأداء بفضل ثراء رصيده البشري وبصمة مدربه ماهر الكنزاري الذي وضع توليفة النجاح.
وسيعمل النادي البنزرتي على الاطمئنان مبكرا على مصيره مثلما فعل في الموسم الفارط وهو ما يمرّ عبر مواصلة حصد النقاط لتأمين فارق الثماني نقاط الذي يفصله عن أصحاب المركز الخامس، ولعل الصعوبات التي وجدها «قرش» الشمال خارج الديار ستجعله مطالبا بحصد النقاط كاملة في معقله لتفادب مفاجأة غير سارة تبدو مستبعدة.
اتحاد تطاوين (14 نقطة):تحدي المصاعب لمواصلة السلسلة الباهرة
تحدى اتحاد تطاوين جميع الصعوبات المالية ليحقق مسيرة وردية في الجولات الفارطة ليكون الفريق الوحيد الذي لم يعرف طعم الهزيمة في «البلاي آوت» ما جعله في مركز مريح غير أن «غول» الإضرابات المتواصل قد يهدم ما بناه فريق الجنوب الشرقي في صورة عدم العودة سريعا الى التدريبات وبداية التحضير للمنعرج الأخير من الموسم والذي ستكون فيه لكل نقطة حسابها.
وتكتسي المواجهة القادمة لاتحاد تطاوين ضد النادي البنزرتي أهمية بالغة بحكم أنها ستقوي حظوظه في ضمان البقاء في صورة الفوز مثلما قد تعيده عثرة الى مربع الخطر ليكون الاستعداد الجيد لهذه المواجهة مهم للغاية خاصة وأنه تسبق التحول الى العاصمة لملاقاة مستقبل المرسى، ويعوّل فريق الجنوب الشرقي كثيرا على الاستقرار الموجود في التشكيلة والذي أرساه المدرب سامي القفصي الذي كان قدومه فارقا على مستوى النتائج في ظل الواقعية التي أرساها.
الأولمبي الباجي (14 نقطة): تأكيد العودة من بعيد
كانت مسيرة الأولمبي الباجي متقلبة في المرحلة الثانية، فبعد بداية صعبة عجّلت بالقطيعة مع المدرب مراد العقبي عاد حامل كأس السوبر الى المسار الصحيح مع قدوم عماد بن يونس الذي استهل مشواره بتعادل في تطاوين قبل أن يحقّق ثلاثة انتصارات متتالية ثبّتته في المركز الثاني صحبة اتحاد تطاوين والقاسم المشترك بينهما أيضا تعطّل سير التحضيرات في فترة التوقف ليكون فريق الشمال الغربي مهددا بدوره بدفع الضريبة غاليا.
وأكد الأولمبي الباجي في الجولات الأخيرة أنه يملك جميع الآليات التي تؤهله لضمان البقاء دون صعوبات حيث يجمع لاعبوه بين الخبرة والطموح وتميّز مدربه عماد بن يونس بحسن قراءة المنافسين لكن التأكيد ضروري طالما أن حرمان الفريق من ملعبه قد ينعكس على مستواه رغم الانتصارين اللذين حققهما في ملعب عزيز جاب الله بمنزل بورقيبة والتي قد تزيدها الأزمة المادية حدّة في صورة عدم عودة الأمور الى نصابها.
نجم المتلوي (10 نقاط): تجاوز التذبذب في النتائج
غاب الاستقرار عن نجم المتلوي في الجولات الست الأولى من «البلاي آوت» اذ تميّز داخل قواعده بتحقيق سبع نقاط مقابل فشل تام خارجها ليحتل المركز الرابع بفارق نقطة وحيدة عن أصحاب المركز الخامس، وأصبح فريق المناجم مطالبا بتحسين نتائجه خارج المتلوي مع العمل على المحافظة على الثوابت التي يملكها داخلها بداية من الجولة القادمة التي يستقبل فيها مستقبل سليمان والتي سيعمل خلالها على الهروب تدريجيا عن منطقة الخطر.
ويرنو نجم المتلوي الى استغلال الخبرة التي يملكها بحكم أنه عاش هذه الوضعية في المواسم الأخيرة غير أن الطريق لا يبدو سالكا في ظل التوازن الكبير والتقارب في مستويات الفرق.
اتحاد بن قردان (9 نقاط): تدارك التقهقر الكبير
لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يعيش اتحاد بن قردان هذه الوضعية خصوصا وأن بدايته في مرحلة تفادي النزول كانت موفقة باحتلاله الريادة صحبة النادي البنزرتي قبل أن يتقهقر تدريجيا في الترتيب بسبب نزيف النقاط، وضاعفت الخسارة ضد الأولمبي الباجي في الجولة الفارطة من مصاعب فريق الجنوب الشرقي الذي كان متواجدا في مجموعة اللقب في الموسمين الفارطين ما جعله رقما صعبا في البطولة قبل أن تتغيّر جميع المعطيات ويصبح مهددا بمصير كارثي في صورة عدم التدارك سريعا.
ويسعى المدرب محمد علي معالج الى استغلال فترة التوقف من أجل تعديل الأوتار وإخراج الفريق من فترة الشك التي طالت أكثر من اللزوم، وستكون استعادة الثوابت في ملعب 7 مارس الخيار الوحيد أمام اتحاد بن قردان لتدعيم آماله في البقاء خاصة وأن تواصل خسارة النقاط سيجعل الأمور أكثر تعقيدا.
مستقبل سليمان (9 نقاط): فرض الاستقرار
تشابهت مسيرة مستقبل سليمان مع الأولمبي الباجي لكن بسيناريو معاكس اذ برز أبناء المدرب أنيس بوجلبان بشكل لافت في بداية المشوار قبل أن تتدهور النتائج وهو ما يبرزه انقيادهم الى خسارتين متتاليتين أعادتهم الى مراكز الخطر رغم التحسن الكبير مقارنة بالمرحلة الأولى التي كانوا خلالها خارج الموضوع في المجموعة الأولى.
ولم تعد الخيارات كثيرة أمام فريق الوطن القبلي الذي يملك زادا بشريا ثريا وقادرا على تأمين البقاء شريطة حسن توظيفه وكذلك التخلّص من الأخطاء الدفاعية القاتلة التي دفع ثمنها غاليا ضد اتحاد تطاوين في الجولة الفارطة ليعرف الخسارة الأولى على أرضه في «البلاي آوت».
قوافل قفصة (9 نقاط): ترتيب الأوراق من جديد
أنعش الفوز الأخير ضد الجار نجم المتلوي وهو الأول بقيادة اسكندر القصري قوافل قفصة كثيرا بما أنه أنقذ الفريق من اتساع الفارق عن بقية المنافسين وأعاد توزيع الأوراق من جديد ليدخل فترة الراحة بنفس وروح جديدين على أمل تأكيد عودة الروح في الجولات المتبقية ومواصلة حصد النقاط لتدارك ما فاته في بداية منافسات الذهاب
وعلى غرار أغلب فرق مجموعة تفادي النزول، يعاني فريق القوافل من مشاكل كبيرة كلّما لعب خارج قفصة ما يؤكده عدم تحقيق أي نقطة لكن «السلاح» الأبرز لزملاء الخليل بانغورا سيكون عدم المساومة داخل الديار حيث سيكون مضيّفا في أربع مباريات وهو ما يجعل أمل البقاء قويا في صورة تأكيد الصلابة والبناء على إيجابيات الجولات الأخيرة.
مستقبل المرسى (3 نقاط): مباراتان مصيريتان
مازال مستقبل المرسى الحلقة الأضعف في البطولة رغم تغيّر الوضعية مقارنة بالمرحلة الأولى ذلك أن التغييرات المستمرة في المدربين والتعزيزات القوية في فترة الانتقالات الشتوية لم تعطيا أكلهما ليتعاقد فريق الضاحية الشمالية مع الهزائم ويكتفي بفوز يتيم في الجولة الثانية ضد قوافل قفصة لم يغيّر واقعه ليجد نفسه بعيدا بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه.
وسيكون اللقاءان القادمان في ملعب الشتيوي ضد اتحادي بن قردان وتطاوين مصيريين لمستقبل المرسى الذي سيلعب آخر أوراقه من أجل تفادي العودة الى الرابطة الثانية فكل نقطة تضيع ستتقلص معها الحظوظ الضئيلة أصلا وبالتالي لم يعد أمام المدرب صهيب زروق من خيار سوى إيجاد التركيبة المثلى لصنع «ريمونتادا» لن تكون سهلة بالمرة.
في مواجهة بيراميدز : الــجــــلاصــي مـــهـــدد ولــكن…
عدّل المدرب الروماني لورينسيو ريجيكامب مواعيد التدريبات لتتلاءم مع موعد انطلاق مواجهة بيرا…