2024-03-09

بعد رفض الإفراج عن مدير ومعلّمة : وقفات احتجاجية للمعلّمين …تحت شعار «يدُ المعلّم تقبّل لا تكبّل»

 أثار قرار الاحتفاظ بمعلمة ومدير مدرسة على خلفية حادثة تتمثل في اعتداء تلميذ على زميله بمقص على مستوى العين جدلا واسعا وردود أفعال متباينة ، هذه الحادثة التي اهتز لها الوسط التربوي…واهتز لها الرأي العام أيضا.

الحادثة مثلت محور حديث لأسابيع وكانت شرارة لإعادة موضوع العنف المدرسي إلى الواجهة والتعمق فيه تحليلا وتفكيكا والتنصيص على أهمية التنشئة الأسرية والاجتماعية للحد من تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة …وشرارة لتعرية المعاناة التي تعرفها العديد من المدارس على مستوى النقص في الموارد البشرية ناهيك عن ظروف العمل المهينة وغيرها من الهنات التي تطرقنا لها في العديد من المناسبات والتي تؤكد أن المنظومة العمومية الحالية آيلة للسقوط  على جميع الأصعدة والنواحي والتسريع بالإصلاح أمر لا يحتمل التعجيل حتى  نجنّب الجميع العديد من الحوادث والسلوكيات الخطيرة..على غرار الحادثة الأخيرة  والتي على  إثرها  قررت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية صفاقس 1 الاحتفاظ بكل من المعلمة ومدير المدرسة وفي جلستها يوم  الخميس 7 مارس 2024  قررت تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 14 مارس القادم ورفض مطالب الإفراج في حقهما.

كما قررت رفض طلب العرض على الفحص الطبي للتلميذ المتضرر الذي تقدم به لسان القائمين بالحق الشخصي وذلك وفق ما صرح به المحامي أكرم مرزوق من فريق الدفاع.وأوضح مرزوق في تصريح له  أن القضية لم تكن جاهزة للفصل وأنهم كفريق دفاع قاموا بالترافع أمام الهيئة القضائية وبينوا أن ملف القضية يخلو من أي دليل على حصول تقصير من الإطار التربوي أي المدير والمعلمة في ما نسب اليهما، وفق تعبيره.

في هذا السياق ، دعا الفرع الجامعي للتعليم الأساسي بصفاقس في بيان له ، كل المدرسين بالجهة إلى تنفيذ وقفة احتجاجية بساعتين، الثلاثاء 5 مارس 2024 بكافة مدارس جهة صفاقس، وذلك تضامنًا مع مدير المدرسة الابتدائية –المنى- مركز السبعي والمعلمة بالمدرسة نفسها، بعد إصدار بطاقتي إيداع بالسجن ضدهما على خلفية «إلحاق أضرار بدنية بالغير عن غير قصد والناتج عن إهمال وتقصير وإهمال شؤون قاصر».

كما دعا الفرع الجامعي من كافة المدرسين الحضور بكثافة الخميس 7 مارس 2024 أثناء محاكمة مدير المدرسة الابتدائية والمعلمة لمساندتهما وللمطالبة بإطلاق سراحهما.وأعلن الفرع الجامعي للتعليم الأساسي بصفاقس الاستعداد التام لخوض كل الأشكال النضالية دفاعًا عن المربيين الصادرة في شأنهما بطاقة إيداع بالسجن.

من جهة أخرى عبّر الهيكل النقابي، عن تعاطفه التام مع التلميذ المتضرّر، وأكد أنّ حادثة العنف التِّي تعرّض لها هي «قضاء وقدر» ويمكن أن تحصل حتى بوجود المعلمين في القسم وأمام أنظارهم.وشدّد على أن «مدير المدرسة قام بكل التراتيب الإدارية المطالب بها في مثل هِذه الحالات، وأن إمكانية التقصير أو الإهمال غير واردة بالمرة ولديه من الدلائل الموثقة والشهادات الحيّة ما يثبت ذلك ويدعّمه وأن مثل هذه الإخلالات إن ثبتت تتم معالجتها عبر المسالك الإدارية المتعارف عليها لا عبر أروقة المحاكم والسجون»، وفق نص البيان.

وحمّل الفرع الجامعي للتعليم الأساسي بصفاقس المسؤولية كاملةً لسلطة الإشراف «نظرًا لمواصلتها سياسة تهميش المدرسة العمومية من خلال تغييب أعوان التأطير والإحاطة النفسية والقيمين داخل المدرسة».وتساءل الهيكل النقابي في بيانه، «كيف يُعقل أن يُسيِّر مدير مدرسة مؤسسة بـ 800 تلميذ وأكثر بمفرده دون مساعدٍ أو موظفٍ أو إداري والحالُ أنّ المدرسة الإعدادية التابعة لنفس الوزارة ونفس الدولة والتي تضم فقط 300 تلميذ يُسيّرها إلى جانب المدير والناظر والقيم العام إطار كامل من الإداريين والقيمين والعملة وغيرهم».

كما عبّر الطرف النقابي عن إدانته الكاملة لـ «حملات التّشويه والإساءة التي طالت جميع المربين على صفحات التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام»، حسب ما ورد في البيان.

حيث  نفّذ  امس معلمو المدارس الابتدائية بمعتمدية ساقية الدائر وقفة احتجاجية أمام المدرسة الابتدائية المنى بمركز السبعي بالجهة  رافعين شعارات متعددة على غرار «يدُ المعلم تقبل لا تكبل» ، «المعلم سيدكم وهزو عليهم ايديكم» ، «المربي لا يهان …»وتعطلت الدروس بالمدارس الابتدائية بمعتمدية ساقية الدائر وذلك على خلفية تواصل الاحتفاظ بمدير المدرسة الابتدائية المنى ومعلّمة.

وأعلن عبد الكريم السويسي عضو المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس والكاتب العام للفرع الجامعي للتعليم الاساسي عن عقد اجتماع اليوم السبت لأسلاك التربية لاقرار التحركات القادمة.    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تعاقب الاعتداءات على الإطار التربوي وتصاعد وتيرتها واكتساءها صبغة إجرامية : الوهن الذي تعاني منه منظومتنا التربوية بلغ أقصاه

  نحن اليوم إزاء  أحداث خطيرة باتت تشكّل تهديدا جدّيا للمؤسّسات التربوية.. أحداث متكررة يه…