2024-02-28

صفقة الحافلات الفرنسية «المستعملة» : جــــُرّبــــت فـــخـــابــــت ..!

أثار استيراد الحافلات المستعملة من أسطول النقل الفرنسي جدلا واسعا باعتبارها حافلات «منتهية الصلاحية» وبلادنا ليست مصبا «للخردة» ناهيك أن مثل هذه الصفقات جرّبت سابقا فخابت.
موجة الانتقادات قابلة للدحض لو أثبتت الصفقة الحالية عكس ذلك و تبقى كل أنواع التهكم مجرّد أقاويل متداولة «ولغطا» تعودنا عليه ولكن عندما يتجسد الأمر حقيقة على ارض الواقع وعندما تتحوّل الحافلات المستعملة الموردة سابقا إلى عنصر معرقل للسير ومعطل لمصالح الناس في عدة مناطق عندها فقط نعلم علم اليقين أن ما قيل وما يقال حقيقة لا مفر منها ولابد من الوقوف عندها والتدقيق فيها ولا يمكن حجبها فحال الحافلات في الطرقات يشي بأنها «منتهية الصلوحية»… فلا يكاد يمرّ يوم إلا وتتعطل حافلة في الطرقات…وطبعا للمرء أن يتخيّل تبعات ذلك.

ما ذنب المواطن في تحمّل عبء وسائل نقل «جديدة»مهترئة ؟ والحال أن الأسطول المتوفر ضيّق أنفاسه وأطبق عليه الخناق ؟ أي تفسير يمكن أن يقدّم في حال ثبت فعليا أنّ بلادنا أصبحت مصبا للخردة ؟ …ألم تؤكّد سلطة الإشراف ، أن الحافلات المستعملة الموردة إلى تونس ليست معطبة بل إن التوريد قائم على كراس شروط ويتم إيفاد مهندسين تابعين لهياكل حكومية للتثبت من مطابقة الحافلات وانتقاء ما يستجيب للشروط..! نتساءل في هذا السياق ربما ذهب المهندسون الذين تم إيفادهم للتثبت في مدى صلوحية الحافلات الموردة ومدى تماشيها مع خصوصية البنية التحتية في سفرة سياحية ترفيهية لا أكثر لا أقل …

لنعد بالذاكرة الجماعية القريبة إلى ما أثاره الإعلان عن وصول الدفعة الأولى من الحافلات، من جدل واسع خاصّة في الفضاء الأزرق -مواقع التواصل الاجتماعي- من انتقادات «حادّة» خاصّة أنّ صفقة اقتناء 300 حافلة فرنسيّة مُستعملة تكلّف ميزانية الدولة 16 مليون دينار هذه الصفقة التي يرى عديد المنتقدين ، أنّه لا جدوى منها باعتبار أنّ مثل هذه التجارب جرّبت فخابت فلقد صنّف اقتناء حافلات مُستعملة سابقا ضمن سلسلة التجارب الفاشلة والصفقات التي أثقلت كاهل البلاد ، بل ذهب العديد منهم إلى ابعد من ذلك ليعتبر أن مستودع شركة النقل أصبح وجهة لحافلات «منتهية الصلوحية»و وجهة «للخردة» باعتبار أنّ الحافلات المستعملة سيكون مصيرها الإلقاء في النفايات مقابل إثقال كاهل الدولة بملايين الدولارات من العملة الصعبة..على شاكلة التي سبقتها، التي تسببت بعديد الحوادث من خلال اكتشاف عديد العيوب فيها ، ممّا أدّى إلى تعطّل العشرات منها في السنوات الماضية… وباعتبار أنّ تهرّؤ أسطول الحافلات وخرابها أمر لا مجال للتشكيك فيه والحال تلك فانه لا جدوى من مزيد تكديس الخردة ببلادنا ولا جدوى من اتباع مسار أثبت فشله في كل مرّة مسار كلفته ثقيلة على البلاد والعباد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة تتربّص بها المخاطر و لم تعد آمنة..!

لم تعد  المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد  بات محيطها حاضنا لجملة من …