2024-01-12

مهمّشون ومفقّرون من الشوارع يقتاتون.. لا حول ولا قوة لهم..!

في مثل هذا الطقس البارد يتبادر إلى أذهاننا حال كل المفقرين والمهمّشين وتتوالد الأفكار وسيل الأسئلة عن حالهم وكيف يوفرون لقمة العيش؟ أي مشقة تلك التي يتحمّلونها في سبيل محاولة العيش ؟ فالوضع يشي بمعاناة ثقيلة على العائلات المفقرة والمهمشة في كل ربوع البلاد بالعاصمة ودواخلها…

أطفال في الأرياف المنسية يرتادون المدارس لمسافات طويلة في صراع متواصل مع تقلّبات الطقس بأسمال بالية …كهول وشباب تجمدت أوصالهم في الشوارع يستعطفون المارة لمدّهم بما جادت «جيوبهم» الخاوية طبعا فأغلبية الشعب يعاني اليوم من صعوبة في التعامل مع متطلبات الحياة اليومية والأسباب معلومة وتم تفصيل القول فيها في كل المناسبات دون استثناء ومازالت موضع حديث يومي من اهتراء للمقدرة الشرائية وتهاو للطبقة الوسطى والتضخم …وضع اقتصادي واجتماعي كارثي والمحصلة مشاهد تدمي القلوب لعائلات تعاني الفاقة والحاجة ولا نصير لها في مثل هذا الشتاء البارد سوى الخروج إلى الشوارع والبحث عما قد تجود به (بلاستيك، خبز،…) فلقد دفعت بهم الظروف القاسية وحياة الكفاف والبؤس وقلة ذات اليد والحرمان والخصاصة إلى البحث عما يسد الرمق وتوفير قوتها اليومي بطرق مختلفة بالتجوال في الأحياء وطلب وجمع الخبز أو البلاستيك .

كلها تمثل مورد رزق لهذه الفئة المعدمة والمفقرة والمهمشة. لقمة عيشهم كتب لها ان تكون مغموسة في القذارة والأوساخ. معاناتهم تحاكيها ملامح وجوههم، وأياديهم التي صبغت باللون الأسود لشدة احتكاكها بالأوساخ… توفير لقمة العيش هو هدفهم الأساسي يجمعون القوارير البلاستيكية والخبز… بعضهم يتسول… وبعضهم يشتغل بالقليل من المليمات.
وآخرون هناك في الأرياف يشتغلون بالفلاحة وجني الزيتون وكلها طرق مختلفة لمحاولة العيش بكرامة فالمفقرون يعيشون في عالم تحيط به هالة من الألم والمعاناة في ظل تناسي الهياكل المعنية لهم او لنقل هذه الظاهرة أصبحت أمرا مألوفا لدى حكومات ما بعد الثورة وآخر همّهم هو الاحاطة بهذه الفئة المعدمة والبحث في السبل الكفيلة بإنقاذهم من شبح الفقر والمعاناة…
نأمل أن تمثل الحكومة الحالية الاستثناء إذ لا تكفي المساعدات المقدمة من الجمعيات ومكونات المجتمع المدني على اختلاف أطيافها لتغطية مستحقات كل المفقرين فبعضهم غير «مصنف» وخارج الجغرافيا هناك في الأرياف المنسية… ولا تكفي النوايا في بلوغ تعداد أكبر عدد ممكن من المفقرين.. فقط يكفي التعجيل في إيجاد حلول عملية فورية تمكن من توفير موارد رزق قارة للمفقرين تحول دون معاناتهم المتواصلة وتمكنهم من الحق في العيش بكرامة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة تتربّص بها المخاطر و لم تعد آمنة..!

لم تعد  المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد  بات محيطها حاضنا لجملة من …