2024-02-17

كدمات الروح لنبيل دغسن، في سلسلة عروض بالتياترو: عرض يوظّف «العنف» ليسائل  علاقتنا به وبالحرية والسلطة

تبدأ أيام 22،23،و24 فيفري 2024 على الساعة السابعة والنصف مساء بالتياترو، سلسلة عروض مسرحية « كدمات الروح» لنبيل دغسن، من إنتاج ‏La Relève Bariolée . تتحدّث المسرحية عن “..شرطيّ شاب ينتحر، وتتلقى فرقة مسرحية طلب كتابة عمل مسرحي يدور حول هذه الحادثة لتكريم الشرطي.

بدا خلق عمل مسرحي حول هذا التكريم بديهيا، لكنه تحول في ما بعد إلى أمر فوضوي! كلّ يريد إدانة شكل مختلف من أشكال العنف. الشباب ؟ المتعصبون؟ معاداة السامية؟ السلطة ؟ علماء البيئة؟ المتطرفون ؟”.

يقوم بالأداء في المسرحية: نبيل دغسن، ليا ميسلي، سيدي كاماراـ غيوم كاريتاس. تصميم الصوت: مارك رامون. تصميم الإضاءة: ماتيو إم. المدة: 60 دقيقة. عن العرض يقول نبيل دغسن: “  هو عرض يوظّف “العنف” ليسائل  علاقتنا به. هو عمل يتناول العلاقة بين الحرية والسلطة والعنف، سواء أكان شرعياً أم غير شرعي.. في نظري، هناك حاجة ملحة وبديهية لطرح السؤال حول العنف المشروع وغير المشروع، حيث لا يمر يوم دون أن تؤثر هذه المسألة على روابط الثقة والقناعات التي نحملها تجاه عصرنا هذا. هو  أيضا عمل مستلهم من مجموعة من المقابلات الصحفية ،وشهادات ضباط شرطة وضحايا، ومختلف  المقالات والحوارات بالإذاعات والوسائل الإعلامية التلفزيونية. هي سلسلة من المقاطع في حياة ما، مترابطة ومستقلة عن بعضها البعض في نفس الوقت.” يشرف  الممثل والمخرج والشاعر الفرنسي التونسي نبيل دغسن على فرقة La Relève Bariolée منذ عشرين عامًا، ويعمل على جعل “الثقافات” باختلافها في متناول الجميع بما تحمله  في ذلك من فسحة أمل لتخيل المستقبل. تعمل فرقته على المستويين الفني والثقافي، من خلال ابتكار عروض يتم تقديمها في فرنسا وخارجها ومن خلال إدارة الورشات والتنشيط والدروس التي تقام بشكل رئيسي في باريس وأرجائها. يكتب نبيل دغسن ويخرج مسرحياته بطريقة ترتكز على التاريخ  وتعكس في نفس الوقت رغبة شديدة في الهروب. يبرز ذلك من خلال اعتماده على مراجع  متنوعة واستحضاره لمسارات واقعية تنصهر في عالم أقرب إلى الحلم. انطلاقا من الأزياء التي تستلهم من عالم الكرنفال، وإدراج فن السلام والرقص والغناء في هذه الأعمال، يخلق دغسن طابعا شعريا في العروض التي تقدمها La Relève Bariolée. في تأرجح بين عوالم داكنة وأخرى مبتهجة، يسعى نبيل دغسن إلى نسج روابط -دون ادعاء النضالية أو الأخلاقوية. – توجه أنظارنا نحو نقاط الخلاف ومكامن الجمال بما يحرّك مشاعرنا  ويدعونا إلى التساؤل في نفس الآن.  ويرى نبيل دغسن أنّ السلطة تتجاوز الجميع : “ من المواطن المجهول إلى ضابط الشرطة المحلف… نكتشف شيئا فشيئا مظاهر السلطة؛ في ضروريتها، وإساءة توظيفها وسبب وجودها وأيضًا ضررها حينما يتم التشكيك فيها. تماما كالمرور عبر اللحظات، لحظات الحياة، تتواتر أوقات نثق فيها في  بعضنا البعض، وأوقات أخرى نكون فيها في مواجهة وترويض لبعضنا البعض… لتتناوب مشاهد البوح والشهادات والتبادل التي نجدها على حد السواء في شاشة التلفاز وفي دروس الرقص أو الجلسات التي تستدعي التحليل النفسي. يبدو أن Bleu à l’âme هي عبارة عن سلسلة من اللوحات المنفصلة عن أي تسلسل زمني. يتعلق هذا الخيار بالرغبة في تقديم عرض لا-خطي للحظات من الحياة والنضال، يتم تقديمه على شكل قصائد أكثر من كونها قصصًا.”

وورد في مذكرة النوايا التالي : “ نجد أنفسنا في عالم باروكي، تتطور فيه حرية الأجساد والأنواع والأشكال. عالم يقوم على العواطف أكثر من العقل. تماما كأعمال المصورين  الفوتوغرافيين (مثل ديفيد لاشابيل أو ديان أربوس)، أو الرسامين (مثل جون إيفريت ميليه أو جيريكولت أو كارافاجيو)، يتم خلق صور تستدعي اللاوعي الجماعي وتثري العالم الباروكي الذي ذكرته.

تحدث التغيرّات في المشاهد والشخصيات خارج الكاميرا وتقدم انطباعًا بالكثير من السلاسة. يتم إعادة استخدام كل أكسسوار بطرق  مختلفة، تفسح المجال لنشوء الكثير من الإمكانيات وفقًا للبناء الدرامي للمسرحية.

من خلال تلاعب الممثلين المتقن بالأدوار، نترك المجال للمشاهدين، لعيش أحلام في اليقظة. ”

بخصوص التصور الإخراجي، يقوم العرض “على مسرح عار، وعلى ممثلتين وممثلين، من أصول متنوعة وبنية جسدية وكاريزما، يلعبون أدوارًا مختلفة. لعبة بسيطة ومباشرة. – خالية من المؤثرات النفسية وأي جانب استعراضي. تمثيل معاصر ومبتكر ومألوف في آن. يجد به الجسد وعواطفه مكانهما.” فيما يتعلق بديكور هذا العمل، يقول المخرج : “ أعتمد حصريًا على الأضواء والموسيقى البسيطة والراقية. وجدتني بفضل المواهب التي أعمل معها  مثل Aude Bombaut، على تسليط الضوء على أجساد الممثلات والممثلين وأصواتهم وقدراتهم التمثيلية وحساسيتهم.” وبخصوص النصّ، يضيف المخرج قائلا: “يعكس هذا النص مسرح الاستشراف الذي أتبناه، وهو شكل من أشكال المجتمع الجديد الذي يتشكل أمام المشاهدين، أين تمتزج الطبقات في شكل يشبه الجوقة، ليكون دوري هو العمل على بناء هذا المجتمع. سيتلاعب الممثلون بديكور متحرك، وسيكونون متفرجين على الحدث في نفس الوقت، وهو ما يجعلني في حالة بحث عن وجهة نظر كل فرد منهم. ماذا يحدث لحياتك عندما لا تستجيب للقوانين المفروضة في مجتمعنا؟ كنت رجلا أو امرأة أو نخبة أو لا أحد منهم. ؟ ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي بدرع الرعاة في جبل سمّامة : وجدت بين رعاة سمامة السكينة المُستعصية  في أرياف الجليل

الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي كانت ضيفة في مكان يشبهها اختار أن يكرّمها تكريما جميلا دون ش…