2023-12-23

في انتظار الحلول الناجعة : تفشّي ظاهرة المخدرات تؤرق المجتمع..!

استفحلت  ظاهرة المخدرات واستحكم ظهورها خاصّة بعد الثورة وتحديدا بعد التعديلات  في القوانين المتعلقة بمسكها واستهلاكها ممّا أضفى عليها مشروعية وجود واعتراف وأضافها إلى ساحة الاهتمامات اليومية والأحداث المعتادة التي يتم تناولها والتداول فيها ناهيك عن التعايش معها واعتبارها من الظواهر التي تستوجب الدراسة والتمحيص بعمق  في  مختلف جوانبها وتداخلاتها مع غيرها من المشاكل ، فجرائم المخدرات تعد من أخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات وتعتبر من الجرائم الكبرى العابرة للقارات ، حيث تهدد الأمن  والاستقرار…

لا يمكن الحديث عن هذه الآفة ببلادنا دون التطرق للوضع في العالم خاصة وان تعاطي المخدرات هي جريمة عابرة لكل القارات وهي جريمة دولية بامتياز كما أن جرائم المخدرات لم تعد جرائم تقليدية  بل أصبحت جرائم منظمة كما أن تواجد تونس في محيط إقليمي قريب من مناطق إنتاج المخدرات والاتجار فيها جعلها مستهدفة بعبورها مما افرز سوقا استهلاكية قائمة الذات … وانتشر ترويج المواد المخدرة كالنار في الهشيم  ،ظاهرة  أصبحت تؤرق المجتمع وقد طالت كل الفئات العمرية.

ففي إطار التصدّي لمظاهر مسك واستهلاك وترويج المُخدّرات بجميع أنواعها وتعقّب الأشخاص الناشطين في المجال،  تمكنت الإدارة الفرعيّة لمكافحة المخدّرات  من الكشف عن شبكة دوليّة تنشط في مجال تهريب وترويج المخدرات في شهر نوفمبر من السنة الحالية وتمكنت مؤخرا من إحباط محاولة تهريب أكثر من 6 كيلوغرامات ،تبعا لعمل استعلامي مفاده اعتزام بعض الأشخاص تهريب مواد مخدرة على متن إحدى البواخر  لنقل المسافرين، حيث قام أعوان الفرقة البحرية للديوانة بإخضاع الباخرة المذكورة إلى التفتيش عند رسوها بميناء حلق الوادي والقادمة من ميناء مرسيليا ، وقد تمّ استهداف بعض الأماكن المشبوهة بأرجاء الباخرة خاصة مكان رفع الفضلات، وفق ما أفادت به الإدارة العامّة للديوانة، الأربعاء 20 ديسمبر 2023.

وذكرت الإدارة العامّة للديوانة في بلاغ إعلامي، أنّه خلال عملية تفريغ الفضلات بإحدى الشاحنات بالمكان، تمّ التفطن لوجود جسم مشبوه داخل غلاف بلاستيكي أسود اللون فتم إنزاله من على الشاحنة وبتفحصه تبين أنه يحتوي على 12 كيسا بها مادة بيضاء اللون من مادة الكوكايين المخدرة وتزن إجمالا باعتبار اللف حوالي 6.2 كلغ .وفي الحين تمّ استكمال عملية التفتيش لباقي أرجاء الباخرة والتنسيق مع أعوان المكتب الحدودي بحلق الوادي الشمالي قصد إحكام غلق المنافذ وتكثيف عمليات التفتيش عند النزول من الباخرة.

وبمواصلة التحري، تم حصر الشبهة في بعض الأشخاص نظرا لتحركاتهم المسترابة في نفس توقيت رفع الفضلات حيث تم اقتيادهم وكذلك سائق الشاحنة  لمقرات عمل الفرقة البحرية للديوانة للقيام  بالإجراءات القانونية اللازمة في شأنهم.  وباستشارة النيابة العمومية أذنت بإحالة المحجوز والشاحنة والمشتبه فيهم على أنظار المصالح الأمنية المختصة لاستكمال إجراءات التتبع.

، لابد  من الإشارة في هذا السياق إلى أن المخدرات  تشكل عبءا  ثقيلاً على جميع الأصعدة والمستويات ، فالعديد من مكونات المجتمع المدني والخبراء نبهوا لخطورة الوضع الذي باتت تعرفه بلادنا،بل ذهب العديد منهم إلى القول بأن ترويج المخدرات الخطيرة ليس عملية عفوية أوتلقائية تدخل في خانة جرائم الحق العام  ولكنها جرائم سياسية بامتياز يراد من خلالها تدمير المجتمع تقف وراءها لوبيات المال الفاسد التي تسعى لتحقيق أهدافها على حساب مصلحة البلاد والمجتمع مما يعني أن التعامل مع ظاهرة المخدرات لابد أن يكون مرتبطا عضويا بعلاقتها بالأجندات الأجنبية باعتبار أن المخدرات تروّجها مافيا دولية وهي من الجرائم العابرة للقارات ومن أخطرها ويتم ترويجها عبر  شبكات دولية لديها سياسات وأهداف لتدمير شعوب بأكملها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة تتربّص بها المخاطر و لم تعد آمنة..!

لم تعد  المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد  بات محيطها حاضنا لجملة من …