2023-11-20

الدّو أحسن توظيف قدرات المجموعة .. ونجاح مؤكد للحناشي والسعفي

تجاوز‭ ‬الملعب‭ ‬التونسي‭ ‬بسلام‭ ‬وبكل‭ ‬اقتدار‭ ‬المرحلة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يعيشها‭ ‬خلال‭ ‬ذهاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬البطولة،‭ ‬وما‭ ‬تحقق‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬مباريات‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬الإياب‭ ‬جعل‭ ‬كل‭ ‬الأوضاع‭ ‬والمعطيات‭ ‬تنقلب‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬لفائدة‭ ‬فريق‭ ‬باردو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتهدده‭ ‬سيناريو‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬بكل‭ ‬قوة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحوّل‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المنافسين‭ ‬على‭ ‬التأهل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬البلاي‭ ‬أوف‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حقق‭ ‬ثلاثة‭ ‬انتصارات‭ ‬متتالية‭ ‬جعلته‭ ‬يصعد‭ ‬إلى‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬ويقلص‭ ‬الفارق‭ ‬الذي‭ ‬يفصله‭ ‬عن‭ ‬المتصدر‭ ‬الحالي‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬ويبتعد‭ ‬عن‭ ‬أقرب‭ ‬ملاحقيه‭ ‬بفارق‭ ‬أربع‭ ‬نقاط‭ ‬كاملة،‭ ‬وهذا‭ ‬المعطي‭ ‬يبدو‭ ‬مهما‭ ‬للغاية‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تبقي‭ ‬ثلاث‭ ‬مباريات‭ ‬فقط‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬البطولة‭ ‬والتي‭ ‬سيخوض‭ ‬خلالها‭ ‬الفريق‭ ‬اختبارات‭ ‬تبدو‭ ‬قوية‭ ‬ومعقدة‭ ‬ضد‭ ‬قوافل‭ ‬قفصة‭ ‬والنجم‭ ‬الساحلي‭ ‬خارج‭ ‬الديار‭ ‬والنادي‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬مركب‭ ‬باردو‭.‬

لكن‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬المباريات‭ ‬الثلاث‭ ‬الأخيرة‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الملعب‭ ‬التونسي‭ ‬بات‭ ‬يملك‭ ‬الآليات‭ ‬الضرورية‭ ‬والحلول‭ ‬المجدية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬الاختبارات‭ ‬بسلام،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المقابلات‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬انتفت‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬اللقاءات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مواجهتي‭ ‬الأولمبي‭ ‬الباجي‭ ‬واتحاد‭ ‬بن‭ ‬قردان،‭ ‬والحديث‭ ‬هنا‭ ‬أساسا‭ ‬طريقة‭ ‬تعامل‭ ‬المدرب‭ ‬حمادي‭ ‬الدّو‭ ‬مع‭ ‬الرصيد‭ ‬البشري‭ ‬المتوفر‭ ‬لديه‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬توصل‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬التوليفة‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬الدفاع،‭ ‬فالتعويل‭ ‬على‭ ‬ماهر‭ ‬الحناشي‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬ظهير‭ ‬أيمن‭ ‬ساهم‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وجلي‭ ‬في‭ ‬تحسن‭ ‬قدرات‭ ‬الفريق‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التغطية‭ ‬الدفاعية‭ ‬أو‭ ‬المساندة‭ ‬الهجومية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التمسك‭ ‬بخدمات‭ ‬نضال‭ ‬اللايفي‭ ‬والتعويل‭ ‬عليه‭ ‬باستمرار‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬ظهير‭ ‬أيسر‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬وجدها‭ ‬هذا‭ ‬اللاعب‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬أعطى‭ ‬أكله‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬أداء‭ ‬اللايفي‭ ‬تطور‭ ‬كثيرا‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬لاعبي‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬المباراتين‭ ‬الأخيرتين،‭ ‬ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬فإن‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬الثنائي‭ ‬ساعد‭ ‬الفريق‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬أدائه‭ ‬الدفاعي‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬نجح‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الثنائي‭ ‬المناسب‭ ‬للعب‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬الدفاع،‭ ‬والحديث‭ ‬هنا‭ ‬يخص‭ ‬حمزة‭ ‬بن‭ ‬عبدة‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬الفريق‭ ‬وكذلك‭ ‬الإيفواري‭ ‬عثمان‭ ‬واتارا‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬جدارته‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬عنصرا‭ ‬أساسيا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬وسام‭ ‬بوسنينة‭.‬

وسط‭ ‬ميدان‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية

تغييرات‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التشكيلة‭ ‬برزت‭ ‬فعاليتها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬وسط‭ ‬الميدان،‭ ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الترشيحات‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬كانت‭ ‬تصب‭ ‬لفائدة‭ ‬الثالوث‭ ‬الأجنبي‭ ‬المتكون‭ ‬من‭ ‬دومنيك‭ ‬ميندي‭ ‬ولامين‭ ‬انداو‭ ‬وستيف‭ ‬داوسون،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أعطت‭ ‬شكلا‭ ‬وواقعا‭ ‬جديدا‭ ‬صلب‭ ‬التشكيلة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬الأخيرة‭ ‬مشاركة‭ ‬ثالوث‭ ‬تونسي‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬سند‭ ‬الخميسي‭ ‬وغازي‭ ‬العيادي‭ ‬وكذلك‭ ‬يوسف‭ ‬السعفي،‭ ‬وهذا‭ ‬الأخير‭ ‬قدّم‭ ‬أداء‭ ‬مقنعا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬العناصر‭ ‬في‭ ‬تشكيلة‭ ‬فريق‭ ‬باردو،‭ ‬وهذا‭ ‬النجاح‭ ‬يعطي‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬التركيبة‭ ‬الأمثل‭ ‬والأكثر‭ ‬نجاعة‭ ‬وفعالية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬عناصر‭ ‬وسط‭ ‬الميدان‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الملعب‭ ‬التونسي‭ ‬انتصارين‭ ‬في‭ ‬المباريات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجلى‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬المواجهة‭ ‬الحاسمة‭ ‬خارج‭ ‬الديار‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأولمبي‭ ‬الباجي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سجل‭ ‬غازي‭ ‬العيادي‭ ‬الهدف‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬مكّن‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬انتزاع‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭.‬

نجاعة‭ ‬أكبر

وإزاء‭ ‬تألق‭ ‬عناصر‭ ‬وسط‭ ‬الميدان‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنشيط‭ ‬الهجومي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬يتحسن‭ ‬أداء‭ ‬الخط‭ ‬الأمامي،‭ ‬ليبرز‭ ‬بلال‭ ‬الماجري‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ويتألق‭ ‬حمزة‭ ‬الخضراوي‭ ‬بدوره،‭ ‬وهذا‭ ‬الثنائي‭ ‬استغل‭ ‬كأفضل‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬بروز‭ ‬بقية‭ ‬العناصر‭ ‬ليقود‭ ‬الفريق‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬عقبة‭ ‬اتحاد‭ ‬بن‭ ‬قردان‭ ‬بسلام،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬غياب‭ ‬المهاجم‭ ‬الأول‭ ‬ونعني‭ ‬بذلك‭ ‬هيثم‭ ‬الجويني‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المقابلة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬تأثيره‭ ‬السلبي‭ ‬واضحا‭ ‬بالمرة‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الثنائي‭ ‬قدّم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬منه،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يثبت‭ ‬أيضا‭ ‬صواب‭ ‬توجهات‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬واختياراته‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الموسم،‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬سجل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬13‭ ‬هدفا‭ ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬ضمن‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى،‭ ‬ولا‭ ‬يتقدم‭ ‬عليه‭ ‬سوى‭ ‬الاتحاد‭ ‬المنستيري‭ ‬الذي‭ ‬ينافس‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬الثانية‭ ‬وسجل‭ ‬15‭ ‬هدفا‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

يمر إلى ربع النهائي بالسرعة السادسة: الـخـضـراوي يخــطف كل الأضـواء 

فـــــي مـباراة سيحفظها تاريخ الملعب التونسي نجح فريق باردو في انتزاع بطاقة التأهل إلى الد…