2023-11-08

بعد‭ ‬شهر‭ ‬ونيف‭ ‬على‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬فعلته‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬بغزّة‭…‬؟ الخسارات‭ ‬والانتصارات‭…‬

بعد‭ ‬كلّ‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬حلّ‭ ‬بغزّة‭… ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التدمير‭ ‬للبشر‭ ‬وللشعب‭ ‬والعشب‭ ‬والحجر‭… ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المدنيين‭ ‬بغزة‭… ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الطوفان‭ ‬من‭ ‬الباطل‭ ‬الذي‭ ‬قابل‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬وحاصره‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬الاوروبي‭ ‬بكل‭ ‬امتداده‭ ‬وعتاده‭ ‬وأمريكا‭ ‬بكل‭ ‬امكانياتها‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬والعسكرية‭ ‬وبعد‭ ‬شهر‭ ‬ونيف‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭ ‬وآلاف‭ ‬الجرحى‭ ‬وبعد‭ ‬قصف‭ ‬غزة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭ ‬وبعد‭ ‬اتفاق‭ ‬العالم‭ ‬االحرّ‭ ‬والديمقراطيب‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬بصدد‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬ولذلك‭ ‬يحق‭ ‬لها‭ ‬إفناء‭ ‬شعب‭ ‬وبلد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احفظ‭ ‬ماء‭ ‬الوجهب‭ ‬الذي‭ ‬مرّغته‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭… ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬نريد‭ ‬ان‭ ‬نسأل‭ ‬ذاك‭ ‬السؤال،‭ ‬سؤال‭ ‬العقل‭ ‬الذي‭ ‬أرجأناه‭ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭… ‬وبما‭ ‬ان‭ ‬الحرب‭ ‬لن‭ ‬تنتهي‭ ‬الا‭ ‬بعد‭ ‬فناء‭ ‬فقد‭ ‬قررنا‭ ‬ان‭ ‬نلقي‭ ‬بهذا‭ ‬السؤال‭ ‬وليكن‭ ‬ما‭ ‬يكون‭…‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬فعلته‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وجناحها‭ ‬المسلح‭ ‬بغزة‭ ‬وأهلها‭…‬؟‭ ‬وهل‭ ‬وضعت‭ ‬كل‭ ‬الحسابات‭ ‬والتقديرات‭ ‬والتداعيات‭ ‬قبل‭ ‬تنفيذ‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الاقصى‭…‬؟‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬بأن‭ ‬التدمير‭ ‬سيكون‭ ‬عظيما‭ ‬لكأنه‭ ‬القيامة‭ ‬الآن‭… ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬تدرك‭ ‬بان‭ ‬ردّة‭ ‬الفعل‭ ‬الصهيونية‭ ‬ستكون‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬وبأن‭ ‬العالم‭ ‬الاوروبي‭ ‬والامريكي‭ ‬سيفزع‭ ‬ليحضن‭ ‬الطفل‭ ‬الصهيوني‭ ‬المدلل‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬ينكسر‭… ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬سيبرّر‭ ‬كل‭ ‬الجرائم‭ ‬الصهيونية‭ ‬باختلاق‭ ‬عناوين‭ ‬باطلة‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬االدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفسب‭ ‬وسيحاصر‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬بأضخم‭ ‬ترساناته‭ ‬العسكرية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النووية‭…‬

هل‭ ‬كانت‭ ‬حماس‭ ‬وهي‭ ‬تعدّ‭ ‬لطوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬تدرك‭ ‬بان‭ ‬أرض‭ ‬غزّة‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬سيزلزل‭ ‬زلزالها‭ ‬بما‭ ‬ينهي‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الحياة؟

بعد‭ ‬شهر‭ ‬ونيف‭ ‬من‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬للبشر‭ ‬ولعائلات‭ ‬برمتها‭ ‬خرجت‭ ‬تماما‭ ‬ـ‭ ‬بعد‭ ‬فنائها‭ ‬ـ‭ ‬من‭ ‬سجلات‭ ‬الحياة‭ ‬نسأل‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬فعلته‭ ‬حماس‭ ‬بغزّة‭ ‬وبأهل‭ ‬غزّة‭…‬؟‭ ‬فمقاتلوها‭ ‬تحت‭ ‬الارض‭ ‬وفي‭ ‬الانفاق‭ ‬ومن‭ ‬تحتها‭ ‬يقاتلون‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬والمدنيون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬فوق‭ ‬الارض‭ ‬ـ‭ ‬لا‭ ‬تحتها‭ ‬ـ‭ ‬لكأنهم‭ ‬دروع‭ ‬ـ‭ ‬حفاة‭ ‬عراة‭ ‬ـ‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬النار‭… ‬وهم‭ ‬أول‭ ‬الشهداء‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭.‬

أولا‭… ‬وقبل‭ ‬ان‭ ‬نمضي‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬الكلام‭… ‬وبعضه‭ ‬قد‭ ‬يزعج‭ ‬المنتصرين‭ ‬هكذا‭ ‬دون‭ ‬عقل‭… ‬وبعيدا‭ ‬من‭ ‬ذاك‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬يدين‭ ‬قيادات‭ ‬حماس‭ ‬بحقّ‭ ‬وبغير‭ ‬حق‭ ‬ويدعي‭ ‬عليهم‭ ‬ويتجنى‭ ‬كالقول‭ ‬بأنهم‭ ‬يديرون‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬منافٍ‭ ‬مترفة‭ ‬وبعضهم‭ ‬مسترخٍ‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وآخرون‭ ‬بين‭ ‬تركيا‭ ‬وقطر‭ ‬ومصر‭ ‬ولهم‭ ‬ثروات‭ ‬واموال‭ ‬وابناؤهم‭ ‬يدرسون‭ ‬بأكبر‭ ‬المعاهد‭ ‬والكليات‭.. ‬وأنا‭ ‬شخصيا‭ ‬غير‭ ‬معني‭ ‬بهذا‭ ‬الكلام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬الذي‭ ‬نحاول‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬طرح‭ ‬سؤال‭ ‬عقل‭ ‬ودون‭ ‬الدخول‭  ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المتاهة‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬حماس‭ ‬الاخوانية‭ ‬فهذه‭ ‬المسألة‭ ‬أيضا‭ ‬غير‭ ‬مطروحة‭ ‬وقت‭ ‬الحرب‭ ‬فهي‭ ‬ـ‭ ‬الآن‭ ‬ـ‭ ‬حركة‭ ‬مقاومة‭ ‬وطنية‭ ‬تقاوم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استرداد‭ ‬الأرض‭  ‬المنهوبة‭.. ‬وانتهى‭.. ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬سؤالنا‭ ‬الاساسي‭ ‬ـ‭ ‬هنا‭ ‬ـ‭ ‬وأسميناه‭ ‬سؤال‭ ‬عقل‭ ‬انما‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬بغزة‭ ‬وأهلها‭..‬؟‭ ‬وهل‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬كردّة‭ ‬فعل‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني‭..‬؟

لنبدأ‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نبدأ‭..‬

لقد‭ ‬انتصرنا‭ ‬جميعنا‭ ‬كشعوب‭ ‬حرة‭ ‬لعملية‭ ‬اطوفان‭ ‬الاقصىب‭ ‬التي‭ ‬نفذتها‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬لـ2023‭.. ‬يوم‭ ‬مشهود‭ ‬سيبقى‭ ‬راسخا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المقاومة‭ ‬العربية‭ ‬خاصة‭ ‬وقد‭ ‬أبانت‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬هشاشة‭ ‬المنظومة‭ ‬الامنية‭ ‬والاستخباراتية‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتوقع‭ ‬االضربةب‭ ‬في‭ ‬ذاك‭ ‬اليوم‭ ‬والتوقيت‭ ‬لذلك‭ ‬هي‭ ‬ردت‭ ‬بكل‭ ‬تلك‭ ‬الشراسة‭ ‬ولن‭ ‬تتراجع‭ ‬الا‭ ‬بعد‭ ‬ابادة‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬حماس‭ ‬وكل‭ ‬اجنحتها‭ ‬السياسية‭ ‬كما‭ ‬العسكرية‭.‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬أبانت‭ ‬الحركة‭ ‬ان‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬صالحها‭ ‬واكتفت‭ ‬ببعض‭ ‬االرشقات‭ ‬الصاروخيةب‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكلف‭ ‬العدو‭ ‬خسائر‭ ‬تضاهي‭ ‬ما‭ ‬تكبدته‭ ‬غزة‭ ‬المنكوبة‭ ‬في‭ ‬ابنائها‭ ‬وفي‭ ‬نسائها‭ ‬وفي‭ ‬رجالها‭ ‬وفي‭ ‬اطفالها‭ ‬وقد‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭‬ عراة‭ ‬لكأنهم‭ ‬دروع‭ ‬‭ ‬رغما‭ ‬عنهم‭ ‬ـ‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬لم‭ ‬يختاروها‭ ‬ولم‭ ‬يتهيؤوا‭ ‬لها‭ ‬ـ‭ ‬فكانوا‭ ‬اولى‭ ‬ضاحاياها‭..‬

وهنا‭ ‬نطرح‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬من‭ ‬اسئلة‭:‬

عندما‭ ‬قررت‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬اطلاق‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الاقصى‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬تدرك‭ ‬ما‭ ‬سيحدث‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬لجيش‭ ‬تعرف‭ ‬عميقا‭ ‬مدى‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬كل‭ ‬اشكال‭ ‬الجريمة‭..‬؟

هل‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬كما‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬مقاتليها‭ ‬في‭ ‬الانفاق‭..‬؟‭ ‬هل‭ ‬هيأت‭ ‬المدنيين‭ ‬للجحيم‭ ‬الذي‭ ‬اطلقه‭ ‬جيش‭ ‬العدو‭..‬؟

وفي‭ ‬الحالتين‭ ‬نحن‭ ‬امام‭ ‬مأساة‭ ‬انسانية‭ ‬كبرى‭..‬

فإن‭ ‬كانت‭ ‬حماس‭ ‬تدرك‭ ‬بان‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني‭ ‬ستكون‭ ‬بهذه‭ ‬الشراسة‭ ‬ولم‭ ‬تهيئ‭ ‬المدنيين‭ ‬لذلك‭ ‬ولم‭ ‬تعدّ‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬يحميهم‭ ‬ففي‭ ‬ذلك‭ ‬حديث‭ ‬آخر‭ ‬وادانة‭ ‬ايضا‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬دروعا‭ ‬لتلقي‭ ‬كل‭ ‬ضربات‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني‭ ‬وردة‭ ‬فعله‭ ‬العمياء‭..‬

وان‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تدرك‭ ‬حجم‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني‭ ‬بعد‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬ـ‭ ‬ما‭ ‬نستبعده‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ـ‭ ‬ففي‭ ‬ذلك‭ ‬ايضا‭ ‬عبث‭ ‬وإدانة‭ ‬لها‭.. ‬وكان‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬ان‭ ‬تضمن‭ ‬ـ‭ ‬أولا‭ ‬ـ‭ ‬وقبل‭ ‬اطلاق‭ ‬اطوفان‭ ‬الاقصىب‭ ‬ما‭ ‬يحمي‭ ‬مواطنيها‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬عشوائيا‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭ ‬الاسرائيلي‭.. ‬فكما‭ ‬هيأت‭ ‬الانفاق‭ ‬لمقاتليها‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬تهيّئ‭ ‬الحد‭ ‬الادنى‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬الخروج‭ ‬الآمن‭ ‬للمدنيين‭.. ‬اما‭ ‬ان‭ ‬يكونوا‭ ‬ادروعاب‭ ‬رغما‭ ‬عنهم‭ ‬فهذه‭ ‬مسألة‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬بها‭ ‬عقل‭.. ‬وهنا‭ ‬نطرح‭ ‬السؤال‭ ‬الكبير‭…‬

هل‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬بصدد‭ ‬تنفيذ‭ ‬أجندات‭ ‬أطراف‭ ‬المحور‭ ‬وتحديدا‭ ‬محور‭ ‬ايران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬وسوريا‭ ‬زائد‭ ‬قطر‭ ‬وتركيا‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬المقابلة‭ ‬حيث‭ ‬تقيم‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬أم‭ ‬هي‭ ‬بصدد‭ ‬التحرك‭ ‬كفصيل‭ ‬مقاومة‭ ‬فلسطينية‭…‬

في‭ ‬الواقع‭ ‬الأمر‭ ‬معقد‭ ‬ومتشابك‭ ‬ـ‭ ‬هنا‭ ‬ـ‭ ‬باعتبار‭ ‬طبيعة‭ ‬المناورات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬للحركة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يضيرها‭ ‬أن‭ ‬تأكل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الموائد‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬المحاور‭ ‬فكما‭ ‬وثقت‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬ايران‭ ‬باعتبارها‭ ‬الممول‭  ‬المباشر‭ ‬للحركة‭ ‬عسكريا‭ ‬وماليا‭ ‬وكل‭ ‬سلاحها‭ ‬من‭ ‬ايران‭ ‬تقريبا‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬ترفض‭ ‬عودة‭ ‬التقارب‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬علاقتها‭ ‬القوية‭ ‬بدولة‭ ‬قطر‭ ‬وبتركيا‭… ‬فالحركة‭ ‬وزّعت‭ ‬الأدوار‭ ‬بين‭ ‬الجناح‭ ‬السياسي‭ ‬والجناح‭ ‬العسكري‭.. ‬الأول‭ ‬مكلف‭ ‬بتوطيد‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬قطر‭ ‬وتركيا‭ ‬سياسيا‭ ‬والثاني‭ ‬ينحاز‭ ‬تماما‭ ‬للمحور‭ ‬الايراني‭ ‬ـ‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬عسكريا‭ ‬باعتبار‭ ‬احتياجاته‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭… ‬وبين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬تبقى‭ ‬المسألة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مرتهنة‭ ‬الى‭ ‬أجندات‭ ‬دول‭ ‬المحور‭ ‬ولمختلف‭ ‬مصالحها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭…‬

عملية‭ ‬اطوفان‭ ‬الأقصىب‭ ‬كما‭ ‬صرّح‭ ‬كل‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬والسياسيين‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قيادة‭ ‬حماس‭ ‬تمت‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬أطراف‭ ‬المحور‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ايران‭ ‬وبما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬حيث‭ ‬أنكرها‭ ‬الخامئني‭ ‬كما‭ ‬أنكر‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬علمه‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬مباركتها‭… ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬كان‭ ‬يتوقعها‭ ‬وقد‭ ‬تمت‭ ‬بسرية‭ ‬تامة‭ ‬ودون‭ ‬استشارة‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬حيث‭ ‬وجدت‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬خطير‭ ‬قد‭ ‬يفتح‭ ‬حربا‭ ‬اقليمية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬نستبعدها‭ ‬ـ‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ـ‭ ‬رغم‭ ‬الطبول‭ ‬التي‭ ‬تدق‭ ‬من‭ ‬حولها‭…‬

لقد‭ ‬وضعت‭ ‬عملية‭ ‬اطوفان‭ ‬الأقصىب‭ ‬كل‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬تماسات‭ ‬خطرة‭ ‬ومحرجة‭ ‬ولم‭ ‬تحقق‭ ‬الى‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬رشقات‭ ‬صاروخية‭ ‬تجاه‭ ‬الفراغ‭… ‬وحتى‭ ‬ورقة‭ ‬الأسرى‭ ‬التي‭ ‬تلوّح‭ ‬بها‭ ‬حماس‭ ‬وتقايض‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬ورقة‭ ‬رابحة‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬ـ‭ ‬في‭ ‬عقيدته‭ ‬ـ‭ ‬إنّما‭ ‬يعتبر‭ ‬كل‭ ‬أسير‭ ‬قتيل‭..!‬

وهنا‭ ‬نصل‭ ‬الى‭ ‬تعداد‭ ‬الانتصارات‭ ‬والخسارات‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬ونيف‭ ‬على‭ ‬اطوفان‭ ‬الأقصىب‭…‬

نبدأ‭ ‬أولا‭ ‬بتعداد‭ ‬ما‭ ‬نعتبره‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭ ‬الحدوث‭:‬

أولا‭: ‬الحرب‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬الا‭ ‬بهزيمة‭ ‬وزوال‭ ‬أحد‭ ‬الطرفين‭ ‬إمّا‭ ‬حماس‭ ‬وإمّا‭ ‬اسرائيل‭ ‬والخسارات‭ ‬الظاهرة‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬كفيلة‭ ‬بالاجابة‭.‬

ثانيا‭: ‬ايران‭ ‬لن‭ ‬تغامر‭ ‬بدخول‭ ‬حرب‭ ‬لم‭ ‬تخترها‭ ‬ولم‭ ‬تختر‭ ‬توقيتها‭ ‬لذلك‭ ‬ومنذ‭ ‬البدء‭  ‬انكرت‭ ‬عملية‭ ‬الأقصى‭ ‬وباركتها‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬ووكيلها‭ ‬بالمنطقة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬سيكتفي‭ ‬برشق‭ ‬العدوّ‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬الى‭ ‬آخر‭ ‬وسوريا‭ ‬لا‭ ‬لوم‭ ‬عليها‭ ‬فلا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوّة‭ ‬لها‭ ‬وبشار‭ ‬يسعى‭ ‬للنجاة‭ ‬بنفسه‭ ‬لذلك‭ ‬سارع‭ ‬بمنع‭ ‬المسيرات‭ ‬العشوائية‭ ‬بدمشق‭ ‬ودولة‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬إحراج‭ ‬وقيادتها‭ ‬تسعى‭ ‬للقيام‭ ‬بدور‭ ‬الوسيط‭ ‬لاطلاق‭ ‬الأسرى‭ ‬الصهاينة‭ ‬ولا‭ ‬تسعى‭ ‬لوقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭… ‬ومصر‭ ‬لن‭ ‬تحارب‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬أراضيها‭ ‬ولن‭ ‬يتحرك‭ ‬جيشها‭ ‬إلاّ‭ ‬للردّ‭ ‬على‭ ‬عدوان‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬وعلى‭ ‬شعبها‭… ‬وما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬فإمّا‭ ‬مطبّعة‭ ‬وإمّا‭ ‬مكتفية‭ ‬بالإدانة‭ ‬شديدة‭ ‬اللهجة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تركيا‭… ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬فإنّنا‭ ‬نستبعد‭ ‬قيام‭ ‬حرب‭ ‬اقليمية‭ ‬والتواجد‭ ‬الامريكي‭ ‬العسكري‭ ‬بالمنطقة‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬رسائل‭ ‬مباشرة‭ ‬الى‭ ‬ايران‭ ‬وقد‭ ‬تلقتها‭ ‬بالفعل‭ ‬خاصة‭ ‬بعدما‭ ‬ابرّأهاب‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬أمريكا‭ ‬ابلينكنب‭ ‬بقوله‭ ‬إنّ‭ ‬ايران‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بعملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬وهذه‭ ‬رسالة‭ ‬مباشرة‭ ‬ـ‭ ‬أيضا‭ ‬ـ‭ ‬الى‭ ‬ايران‭ ‬وفيها‭ ‬دعوة‭ ‬ضمنية‭ ‬الى‭ ‬التهدئة‭ ‬والتحييد‭.‬

أمّا‭ ‬عن‭ ‬الخسارات‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬ونيف‭ ‬فهي‭ ‬كثيرة‭ ‬وموجعة‭…‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭ ‬وآلاف‭ ‬مؤلفة‭ ‬من‭ ‬الجرحى‭ ‬وفناء‭ ‬كامل‭ ‬للحياة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وآلاف‭ ‬المهجرين‭ ‬من‭ ‬ديارهم‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬ملاذات‭ ‬غامضة‭ ‬بصدد‭ ‬التهيّؤ‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬تهجير‭ ‬تبدو‭ ‬عشوائية‭ ‬لكنّها‭ ‬ممنهجة‭ ‬ومدروسة‭.‬

بعد‭ ‬شهر‭ ‬ونيف‭ ‬على‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭… ‬شهداء‭ ‬وتدمير‭ ‬وإبادة‭ ‬وشعر‭ ‬وأغنيات‭ ‬وحماسات‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬الغضب‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬غير‭ ‬المعنية‭ ‬والحرب‭ ‬ستنتهي‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬بانتصار‭ ‬أو‭ ‬هزيمة‭ ‬وسيختفي‭ ‬أحد‭ ‬الطرفين‭ ‬من‭ ‬الوجود‭… ‬إمّا‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وإمّا‭ ‬اسرائيل‭ ‬الطفل‭ ‬المدلل‭ ‬لأمريكا‭ ‬ولكل‭ ‬أوروبا‭…‬

سنبقى‭ ‬ـ‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ـ‭ ‬منتصرين‭ ‬للمقاومة‭ ‬ولأهلنا‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬الحرب‭ ‬أوزارها‭ ..‬

وبعد‭ ‬التعداد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننصت‭ ‬للحساب‭..‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

ذكرى الجمهورية بين «واقعتين»..!

يحتفل التونسيون اليوم بالذكرى 67 لعيد الجمهورية الموافق لـ25 جويلية 1957وهي ذكرى عزيزة على…