2023-10-14

معاناة الطلبة ، بلغت المنتهى : نقل مذلّ لكرامتهم ومعطّل لمسارهم الدراسي..!

لا‭ ‬أصعب‭ ‬على‭ ‬الطالب‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬افقدان‭ ‬وسائل‭ ‬النقلب‭ ‬المؤدية‭ ‬إلى‭ ‬جامعته‭ ‬وان‭ ‬يتأخر‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬الدرس‭  ‬بسبب‭ ‬الوضع‭ ‬الكارثي‭ ‬الذي‭ ‬بلغه‭ ‬قطاع‭ ‬النقل‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والذي‭ ‬قيل‭ ‬عنه‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬وقد‭ ‬وصفه‭ ‬اعلى‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‭ ‬بالمخل‭ ‬بالكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬إقرار‭ ‬بضرورة‭  ‬إنقاذ‭ ‬القطاع‭ ‬وتجنيب‭ ‬المواطنين‭ ‬عموما‭ ‬والطلبة‭ ‬خاصة‭ ‬السفرات‭ ‬المذلّة‭ ‬والمهينة‭ ‬ونتحدث‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬المركب‭ ‬جامعي‭ ‬ب منوبة‭   ‬الذي‭ ‬يضمّ‭ ‬15‭ ‬جامعة‭ ‬و17‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬فشقّ‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬يومي‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭  ‬العمومي‭ ‬والذي‭ ‬يعرف‭ ‬نقصا‭ ‬فادحا‭..‬،‭ ‬فالمعاناة‭ ‬يومية‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المبالغة‭  ‬القول‭ ‬بأننا‭ ‬بلغنا‭ ‬مرحلة‭  ‬توفر‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬واحدة‭  ‬في‭ ‬اغلب‭ ‬الأحيان‭  ‬مما‭ ‬يجعل‭  ‬الطالب‭ ‬يعاني‭ ‬الأمرّين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وضع‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنه‭ ‬أنه‭ ‬اسيئ‭ ‬جداب‭ ‬فلغة‭ ‬الارقام‭ ‬وحدها‭ ‬كفيلة‭ ‬للبرهنة‭ ‬والاستدلال‭   ‬فمترو‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬ااثنان‭ ‬متوفر‭ ‬ويتأخر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬12‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭. ‬

‭ ‬وللمرء‭ ‬أن‭ ‬يتخيّل‭  ‬أبعاد‭ ‬الصورة‭ ‬االمذلّةب‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عليها‭ ‬الطلبة‭ ‬اليوم‭ ‬وضع‭  ‬يُحرّك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساكن‭ ‬ويطرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سؤال‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬و‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬الطلبة‭ ‬والمواطنين‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭ ‬ومع‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬كُتب‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬الانتقادات‭ ‬ونداءات‭ ‬الاستغاثة،‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬بعد‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬تدخّل‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬بطيء‭ ‬او‭ ‬شبه‭ ‬غائب‭ ‬لانقاذ‭ ‬القطاع‭ ‬ويبدو‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬اإذلالب‭ ‬للطلبة‭ ‬صباحا،‭ ‬مساء‭ ‬ا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬النقلب‭  ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إلاّ‭ ‬إرباكا‭ ‬لهم‭  ‬في‭ ‬مسارهم‭ ‬الدراسي‭ … ‬

‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬فإنّ‭ ‬رحلة‭ ‬المعاناة‭ ‬هذه‭ ‬ستكون‭ ‬باهظة‭ ‬وسيدفع‭ ‬الجميع‭  ‬كلفتها‭ ‬خاصّة‭ ‬أنّ‭ ‬مستقبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬مهدّد‭ ‬بسبب‭ ‬النقل‭  ‬ذنقص‭ ‬فادح‭ ‬في‭ ‬الأسطولذ‭ ‬وسلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬لم‭ ‬تقدّم‭ ‬أيّ‭ ‬خطّة‭ ‬و‭ ‬لم‭ ‬تُقدّم‭ ‬أي‭  ‬برنامج‭ ‬للاصلاح‭ ‬وتطوير‭ ‬الأسطول‭ ‬خاصة‭ ‬بمنطقة‭ ‬منوبة‭ .‬

من‭ ‬الضروري‭ ‬اليوم‭ ‬توفير‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬والنقل‭ ‬العمومي‭ ‬اللائق‭ ‬الذي‭ ‬يحفظ‭ ‬الكرامة‭ ‬الانسانية‭  ‬فهذه‭ ‬المتاهة‭  ‬التي‭ ‬يتخبّط‭ ‬فيها‭ ‬الطلبة‭ ‬يوميا‭ ‬وماراطون‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬الوجهة‭ ‬ربما‭ ‬تُضاف‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬النقاط‭ ‬والتراكمات‭  ‬لخيبات‭ ‬وموروث‭ ‬سنوات‭ ‬عجاف‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭  ‬أتت‭ ‬على‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬ولم‭ ‬تترك‭ ‬مجالا‭ ‬إلا‭ ‬وخربته‭  ‬فهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭ ‬أُنهك‭ ‬وتُرك‭ ‬دون‭ ‬إصلاحات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تهاوى‭ ‬وبلغ‭ ‬مرحلة‭ ‬الانهيار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬عديد‭ ‬التساؤلات‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬هل‭ ‬تصلح‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬ما‭ ‬أفسدته‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬؟‭ ‬وهل‭ ‬تعجّل‭ ‬بالإصلاح‭ ‬وتطوير‭ ‬وانقاذ‭ ‬أسطول‭ ‬النقل‭ ‬العمومي؟‭ ‬ومهما‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬فإنّ‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬ترقّب‭ ‬تحبس‭ ‬أنفاس‭ ‬الجميع‭ ‬ونحن‭ ‬نواجه‭ ‬نقصا‭ ‬فادحا‭ ‬في‭ ‬الأسطول‭  ‬بلغ‭ ‬أشدّه‭.. ‬هذا‭ ‬الصّراع‭ ‬المحموم‭ ‬والمحتدم‭  ‬في‭ ‬عربات‭ ‬االمتروب‭  ‬وما‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بلّة‭ ‬أنّ‭ ‬لا‭ ‬بوادر‭ ‬للإصلاح‭  ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كتابة‭  ‬هذه‭ ‬الأسطر‭. ‬

سيذكر‭ ‬التّاريخ‭ ‬أننا‭ ‬بلغنا‭ ‬مرحلة‭ ‬الإخلال‭ ‬بكرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬وبأجيال‭ ‬المستقبل‭ ‬عبر‭ ‬اسطول‭ ‬امهترئب‭ ‬وان‭ ‬حكومات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬بمختلف‭ ‬ألوانها‭ ‬كانت‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬تدبير‭ ‬أمر‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬ولم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬ترتقي‭ ‬بمستوى‭ ‬أدائها‭ ‬وتقوم‭ ‬باصلاح‭ ‬القطاعات‭ ‬العمومية‭ ‬الحيوية‭ ‬فهل‭ ‬تتمكن‭ ‬حكومة‭ ‬الحشاني‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستثناء‭ ‬وان‭ ‬تعجل‭ ‬بإنقاذ‭ ‬القطاع‭ ‬وقد‭ ‬بات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انهيار‭ ‬تام؟‭ ‬

هذا‭ ‬حال‭ ‬الطلبة‭……‬وذاك‭ ‬حال‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭….‬فمتى‭ ‬تتحرك‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭…‬؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة تتربّص بها المخاطر و لم تعد آمنة..!

لم تعد  المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد  بات محيطها حاضنا لجملة من …