2023-08-19

أمام‭ ‬الإدارات‭ ‬الجهوية‭ ‬والمحلية‭ ‬للشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ :‬أصحاب‭ ‬مشاريع‭ ‬صغرى‭ ‬أفلست‭ ‬ينتظرون‭ ‬مساعدات‭ ‬مالية

أقلّ‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬حلول‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية‭ ‬،‭ ‬تتزاحم‭ ‬الصفوف‭ ‬أمام‭ ‬المقرات‭ ‬الجهوية‭ ‬والمحلية‭ ‬للشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وفيها‭ ‬تبحث‭ ‬فئات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬عن‭ ‬مساعدات‭ ‬لمجابهة‭ ‬مصاريف‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية‭ ‬وآخرون‭ ‬أرهقتهم‭ ‬النفقات‭ ‬اليومية‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدمه‭ ‬لهم‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الصعوبات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يعانون‭ ‬منها‭ .‬

ما‭ ‬تمت‭ ‬ملاحظته‭ ‬خلال‭ ‬التجمعات‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الإدارات‭ ‬سيما‭ ‬بولايات‭ ‬تونس‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬عديد‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬الصغرى‭ ‬باتوا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عطالة‭ ‬تامة‭ ‬عن‭ ‬نشاطهم‭ ‬التجاري‭ ‬المرتبط‭ ‬بالخصوص‭  ‬بغياب‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬سميد‭ ‬وفرينة‭ ‬وسكر‭ ‬وزيت‭ ‬نباتي‭ ‬وغيرها‭ ‬،ولم‭ ‬يعد‭ ‬بالإمكان‭ ‬مزاولة‭ ‬نشاطهم‭ ‬،‭ ‬فتوجهوا‭ ‬للمصالح‭ ‬الرسمية‭ ‬للشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬سند‭ ‬مادي‭ ‬يقيهم‭ ‬الحاجة‭ ‬لتوفير‭ ‬مستلزمات‭ ‬أبنائهم‭ ‬التلاميذ‭ ‬والطلبة‭ .‬

أمام‭ ‬الإدارة‭ ‬الجهوية‭ ‬للشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بولاية‭ ‬بن‭ ‬عروس‭ ‬التقينا‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬ممن‭ ‬أرهقتهم‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة‭ ‬المالية‭ ‬حيث‭ ‬قبلوا‭ ‬التحدث‭ ‬إلينا‭ ‬دون‭ ‬ذكر‭ ‬الأسماء‭ ‬كاملة‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬غرار‭  ‬اعبد‭ ‬السلام‭ ‬بب‭ ‬،‭ ‬أب‭ ‬لطالب‭ ‬ولتلميذين‭ ‬في‭ ‬الإعدادي‭ ‬والثانوي‭ ‬،‭ ‬يؤكد‭   ‬أنه‭ ‬يشتغل‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬للأكلات‭ ‬الخفيفة‭ ‬بجهة‭ ‬نعسان‭ ‬ويوفر‭ ‬احتياجاته‭ ‬اليومية‭ ‬للأسرة‭ ‬من‭ ‬مأكل‭ ‬ولباس‭ ‬وكراء‭ ‬واستخلاص‭ ‬الفواتير‭ ‬للكهرباء‭ ‬والغاز‭ ‬والماء‭ ‬،‭ ‬ومكّنه‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬من‭ ‬تعليم‭ ‬أبنائه‭ ‬الثلاثة‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬أوائل‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬تعترضه‭ ‬عدة‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬كالسميد‭ ‬والفرينة‭ ‬وهي‭ ‬مواد‭ ‬تمثل‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المستغلة‭ ‬في‭ ‬نشاطه‭ ‬التجاري‭ .. ‬صعوبات‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬استخلاص‭ ‬فواتير‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء‭ ‬لمنزله‭ ‬وأصبح‭ ‬يعاني‭ ‬الخصاصة‭ ‬جراء‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة‭ ‬،‭ ‬ويبحث‭ ‬محدثنا‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬مساعدته‭ ‬ماديا‭ ‬بداية‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬حاجيات‭ ‬أبنائه‭ .‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬آخر‭ ‬تحدثت‭ ‬إلينا‭ ‬اسعاد‭ ‬مب‭ ‬صاحبة‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬الحلويات‭ ‬التقليدية،‭ ‬اعتبرت‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬مداخيل‭ ‬نشاطها‭ ‬أجبرها‭ ‬قسرا‭ ‬على‭ ‬غلق‭ ‬محلها‭ ‬التجاري‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استخلاص‭ ‬المعاليم‭ ‬الجبائية‭ ‬والأسباب‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬اضطراب‭ ‬التزود‭ ‬بالمواد‭ ‬الأساسية‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الاستغلال‭ ‬مع‭ ‬موجة‭ ‬الأسعار‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭ ‬،‭ ‬محدثتنا‭ ‬أكدت‭ ‬بنبرة‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬عاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وأحيانا‭ ‬يشتغل‭ ‬في‭ ‬حضائر‭ ‬البناء‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬المداومة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬وهو‭ ‬مجبر‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬مزمنة‭ ‬تحتم‭ ‬عليه‭ ‬توفير‭ ‬الأدوية‭ ‬شهريا‭ .‬

ولاحظت‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬مداخيلها‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬50‭ % ‬مقارنة‭ ‬بالسنوات‭ ‬الماضية‭ ‬جعلها‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬الجهوية‭ ‬للشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬المساعدات‭ ‬المادية‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬أسرتها‭ ‬واعتبرت‭ ‬أن‭ ‬وضعيتها‭ ‬مشابهة‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬الأخرى‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭  .‬

حالات‭ ‬عديدة‭ ‬تعاني‭ ‬الخصاصة‭ ‬والفقر‭ ‬اليوم‭ ‬وتتزايد‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬متداخلة‭ ‬،‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬الفقر‭ ‬تتوسع‭ ‬وسط‭ ‬تساؤلات‭ ‬عن‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬الإيفاء‭ ‬بواجبها‭ ‬التضامني‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تعاني‭ ‬جراء‭ ‬الأزمة‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لدعم المجتمع المدني التونسي : إطلاق مشروع «تعزيز» لبعث وتنمية مشاريع الاقتصاد التضامني

تم إطلاق مشروع « تعزيز- استدامة وتمكين المجتمع المدني التونسي» مع بداية الشهر الجاري وهي م…