توزر تحتفي بالرواية التونسية : الرواية والذاكرة تؤثث دورتها الثالثة في روضة الشابي
عاشت دار الثقافة روضة الشابي بتوزر، بداية الاسبوع، على وقع أحتفائية الرواية التونسية – الرواية والذاكرة، التي نظمتها بيت الرواية، والتي انقسمت أشغالها طيلة ثلاثة أيام الى عدد من الورش، والندوات، وحاضر خلالها عدد من الكتاب التونسيين، كما عرفت نقاشات ثرية أدلى خلالها الحضور والمشاركون بأراء وأفكار مختلفة حول الرواية والذاكرة، في أبعادها المختلفة، وقراءاتها المتنوعة.
المندوب الجهوي للشؤون الثقافية افتتحت الندوة بالتأكيد على حرص سلط الاشراف، مركزيا وجهويا، على توفير الدعم اللازم للانشطة الثقافية ذات البعد الفكري، خصوصا ما يتعلق منها بالابداع الفني والادبي، بكل أجناسه وأنواعه وتفرعاته. مؤكدة حرص المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر على انجاح أشغال هذه الندوة، ورغبتها في ان تتكرر مثل هذه الملتقيات بالجهة.
أما الكاتب يونس السلطاني مدير بيت الرواية، فقد ركز في مداخلته الافتتاحية على أهمية الملتقيات والندوات التي تتطرق للشأن الادبي، خصوصا المتعلق منها بالرواية التونسية ومساراتها وتداخلها بالشأن الثقافي العام، الذي يحتاج الى مزيد الدفع باتجاه خلق مشهد روائي تونسي يضاهي العالمية وينافس على المستويين العربي والاقليمي.
وقال اليونسي ان الرواية اليوم في تونس تعيش فترة ازدهار، كمّا ومضمونا، وان الروائيين التونسيين يخطون بأقلامهم وحروفهم خارطة مشهد روائي سيكون له شأن في داخل الابداع الروائي العربي والعالمي.
وأضاف ان هذه الاحتفائية تأتي في سياق احتفاء بيت الرواية بالروائيين التونسيين ومزيد تثمين وابراز تجاربهم الابداعية، وهو موعد أدبي هام بدأ يترسخ وينحت له مسلكا مخصوصا في اثراء المدونة السردية، حيث يلتقي جمع من الروائيين النقاد للتحاور والنقاش ضمن جلسات علمية حول موضوع محدد، اخترنا هذا العام ان يكون “الرواية والذاكرة”.
أما اشغال الندوة فقد توزعت على أربع ندوات علمية أدار جلستها الاولى الاديب عباس سليمان، وعنوانها “مداخل مفاهيمية: الرواية والذاكرة” أثث جزءها الاول الاستاذ مصطفى الكيلاني، الذي أبرز تجذر هذا المفهوم عند الروائيين الغربيين والعرب على حد السواء، وتحوزه على نصيب هام من تكوين الرواية. تلتها مداخلة للاستاذة الكاتبة خديجة التومي والاستاذ أحمد الجامعي والكاتب أحمد القاسمي.
أما الجلسة الثانية فقد حملت عنوان “الرواية ووقائع التاريخ” أدارها الاديب محمد بوحوش، وقدم خلالها كاتب هذا المقال، محمد بوعود، مداخلة بعنوان “توظيف التاريخ في الرواية التونسية.. أمثلة ونماذج”. تلتها مداخلة للكاتبة هند الزيادي ومداخلة للاستاذة ريم العيساوي، واختتمت بمداخلة للكاتب الكبير محمد حيزي.
في الختام حملت الجلسة العلمية الثالثة عنوان “الواقع والرمز في رواية الذاكرة، أدار النقاش فيها الاديب والشاعر عبد الوهاب ملوح، وتخللتها مداخلات للاستاذة نورة عبيد والاستاذ شوقي الصليعي والاستاذة الصحفية وحيدة المي.
وقد أجمع الكتاب والنقاد الذين واكبوا الاحتفائية أن الذاكرة في الحالة الروائية عبارة عن بيت من بيوت الزمن لم يقدر النسيان على محو ما تختزنه من أحداث بابعادها التاريخية والحضارية والثقافية، وان هذا المبحث يتطلب مزيدا من العناية والتعمق في أبعاده المختلفة، وأنه مخزون اثراء لا استغناء عنه عند كتابة الرواية، لانه لا أحد ينطلق من فراغ او من الصفر، بل جميع الكتاب يزخرون بذاكرة تختلف درجة غزارتها، وتتنوع مناهلها، لكنها تلتقي في أنها “منصّة وقاعدة بيانات” ينطلق منها الكاتب ويعود اليها، وأحيانا يتجاوزها، وأحيانا يغوص في متاهتها، الى ان تتحول أحيانا بعض الروايات الى نبش في الذاكرة فقط.
احتفائية الرواية والذاكرة أسست في هذه الدورة لمجال شاسع من مجالات الجدل والحوار حول تركيبة وبنية الرواية التونسية الحديثة، ومنطلقاتها، والركائز التي تستند اليها، وفتحت بالخصوص المجال واسعا للنقاش حول وضع الرواية التونسية حاليا ومجالات اشتغالها، ومدى مواكبتها للتطورات التي تعرفها الرواية العالمية، وهي مواضيع قابلة لمزيد البحث، والتطوير من خلال التعمق أكثر في المجال الابداعي واعطائه حقه في التمحيص والبحث.
لا يمكن التعويل على الذات دون دعم الفلاحة وزيادة الاستثمارات : مـــتـــى يـــعـــي الــتـونــســيــون أن أمــانـهــم فـي أرضهم؟
في آخر تقرير صادر عنه الاسبوع الفارط، حذّر المرصد الوطني للفلاحة من تراجع في قيمة الاستثما…