بسبب النقص الفادح في البذور : انطلاقة متعثرة وبطيئة للموسم الزراعي ودعوة ملحّة للاستعداد الجيد للمواسم الفلاحية
صرح عضو المجلس المركزي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أنيس الخرباش لـ«الصحافة اليوم» أن انطلاقة موسم الزراعات الكبرى متعثرة وبطيئة جدا وذلك بسبب النقص الفادح في البذور بصنفيها الممتاز والعادي، مشيرا الى أن العديد من الفلاحين في مناطق الانتاج قد احتجوا مطلع الأسبوع الحالي أمام الشركات التعاونية مطالبين سلطة الاشراف بالتسريع بتوفير حاجاتهم من البذور.
وتقدر المساحات المبرمجة لهذا الموسم الزراعي بمليون و200 ألف هكتار في حين لم تتم زراعة سوى 500 ألف هكتار وفق محدثنا ، مؤكدا في الان نفسه أن مناطق الانتاج التي تعتمد الحبوب المروية على غرار ولايات سيدي بوزيد ، القيروان والقصرين لم تتعد نسبة البذر فيها 60 % في حين أن الحبوب المروية تمثل 80 ألف هكتار .
أما البذور المطرية والتي تستحوذ عليها ولايات الشمال والشمال الغربي والوطن القبلي فانها لم تصل نسبة 50 % من المساحات المبرمجة ، فمثلا في نابل تحتاج الى 12 ألف قنطار من البذور لكن لم يضخ لها سوى 4500 قنطار والكميات التي تدخل اليها لا تتعد 10 % .
وعاب الخرباش على سلطة الاشراف عدم توفر البذور بكميات تفي حاجيات الفلاح مبينا أن هذا الأخير كان متخوفا من تداعيات العوامل المناخية على الموسم الزراعي وعدم توفر الأمطار بالشكل المطلوب في حين أن أمطار الخريف كانت هامة وباعثة للأمل في نفوس الفلاحين ، لكنهم في المقابل اصطدموا بإشكال آخر كان من المفروض تلافيه مسبقا وهو عدم توفر مستلزمات الانتاج وتحديدا البذور ، علما وأن تهيئة الهكتار الواحد من الأرض لزراعته يتكلف على الفلاح بين 400 و450 دينار.
كما يشكو موسم الزراعات الكبرى كذلك من نقص في مادة « الدأب» حيث لم تبلغ الكميات التي تم ضخها منذ بداية الموسم 70 ألف طن من جملة الحاجيات التي تقدر بـ120 ألف طن .
عدم الاستعداد الجيد وراء تعثر الموسم
لا يختلف اثنان أن نقص مستلزمات الانتاج وخاصة البذور سببه الأساسي سوء الاستعداد للمواسم الفلاحية ، فالفلاح يتحمل غلاء كلفة الانتاج في سبيل توفير حاجيات بلادنا من الحبوب وتحقيق السيادة الغذائية بدلا من الخضوع للتوريد ، في المقابل نجد تهاونا في توفير حاجيات الفلاح من البذور والأسمدة ، فحسب نفس المصدر فان الاستعداد للموسم الفلاحي يبدأ من أشهر جويلية وأوت من خلال اجراء التحاليل للبذور وتعبئتها ونقلها الى مناطق الانتاج حتى تكون جاهزة مع بداية الموسم الزراعي سيما وأن نهاية عمليات البذر تكون موفى الشهر الحالي .
تجدر الاشارة الى أن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري كانت قد وضعت خطة لتوفير 300 ألف طن من مختلف أنواع الأسمدة للمزارعين و300 ألف قنطار من البذور الممتازة وفق الأسعار المعمول بها في ظل خطط لزراعة مليون و173 ألف هكتار .
مع دخول فصل الشتاء : دعوة الى التزام اليقظة والحذر عند استعمال وسائل التدفئة
مع انخفاض درجات الحرارة وبرودة الطقس تلتجئ العائلات التونسية إلى اعتماد وسائل التدفئة سواء…