دور الشركات الأهلية في تطوير السياحة الإيكولوجية : مشاريع تنتظر التفعيل في حال توفير الدعم والتسهيلات الضرورية
تمثل السياحة الإيكولوجية نموذجًا مستدامًا يتماشى مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة وفي هذا السياق، تلعب الشركات الأهلية دورًا محوريًا في النهوض بالسياحة الإيكولوجية، خصوصًا في تونس التي تتمتع بموارد طبيعية وثقافية غنية ومتنوعة .
فالشركات الأهلية باعتبارها نماذج تنظيمية تقوم على أساس شراكة مجتمعية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في إطار محلي وتجمع بين أفراد المجتمع للاستثمار في مشاريع ذات طابع اجتماعي واقتصادي، مما يعزز التمكين الاقتصادي ويقلل من الاعتماد على التمويل الخارجي، لها القدرة اليوم على تخطي عديد الحواجز في هذا القطاع بما أن أصحابها من أماكن يعي أهلها جيدا قيمة مواردها وخصوصياتها الاجتماعية والاقتصادية لتكون محركا لتنمية السياحة الايكولوجية بالخصوص .
أهداف الشركات الأهلية
في الولايات الداخلية التي تفتقر إلى النزل السياحية المصنفة وفي ظل غياب بنية سياحية تقليدية ، بدت تظهر بوادر لإنشاء مثل هذه المشاريع بطابع يمتزج فيه المحلي بالمعاصر، وهناك مقترحات عديدة على المجالس المحلية للتنمية قصد المساهمة في تسهيل بعث مشاريع السياحة الايكولوجية بدعم الشركات الأهلية وتعبيد الطريق أمامها على غرار ولايات القصرين وسيدي بوزيد وقفصة والقيروان لما تزخر به هذه الجهات من موروث حضاري وثقافي يمتزج مع خصوصيات الوفرة في المعالم الأثرية القديمة.
«الصحافة اليوم» اطلعت على بعض المقترحات التي أعدها أبناء هذه المناطق بالخصوص في ولايتي القصرين وسيدي بوزيد ليتم عرضها على المصالح الجهوية والتفكير في بلورة مشاريع تتماشى وبيئة المجتمعات المحلية على غرار التخييم والاقامات الريفية والجبلية سواء لفائدة السائح الأجنبي أو المحلي ، شريطة أن تتوفر التسهيلات اللازمة إداريا وماديا .
وتنكب مجموعة من متساكني هذه المناطق على توفير فرص عمل محلية من خلال استثمار الموارد الطبيعية والاثرية بشكل مستدام خاصة بالنسبة للآثار الرومانية والبيزنطية في ولايتي القيروان وسيدي بوزيد حيث لا تخلو منطقة من هذه الآثار المرسخة لحضارات قديمة مرت بها البلاد .
السياحة الإيكولوجية من منظور تونسي
أغلب من اقترحوا هذه الأفكار هم أبناء هذه المناطق ، عرفوا كيف يتوجهون نحو الاستثمار الجيد في جغرافية البيئة المتنوعة والممتدة على عصور مختلفة خلفت آثارها إلى اليوم وتمتلك مقومات طبيعية تجعلها وجهة سياحية إيكولوجية.
ومن بين هذه المقومات ، المحميات الطبيعية مثل جبل الشعانبي بالقصرين وبوهدمة بالمزونة من ولاية سيدي بوزيد إلى جانب ثراء الثقافة المحلية والتراث كالطعام التقليدي والحرف اليدوية واللباس التقليدي وغيرها من الأنشطة.
إدارة الموارد الطبيعية
ترتكز إرادة أصحاب هذه الافكار على الاستثمار في المحميات الطبيعية والمواقع البيئية الخلابة بالأساس ومنها تأتي الغاية للترويج للسياحة المستدامة مع احترام النظم البيئية، ومنها التفكير في دعم الحرف اليدوية التقليدية كجزء من التجربة السياحية وتنظيم جولات سياحية تربط السياح بالمجتمع المحلي فضلا عن نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة بين السكان المحليين والسياح.
خلق فرص عمل
إن مثل هذه المشاريع تساهم في توظيف السكان المحليين في المشاريع السياحية الصغرى وتقدم الدعم للمبادرات النسائية، خاصة في الصناعات اليدوية والتقليدية المرتبطة بالسياحة علاوة على إنتاج وتسويق منتجات محلية مثل زيت الزيتون والعسل وهي منتجات تتوفر بكثرة داخل هذه المناطق .
في المقابل فإن نجاح هذه التجارب يتطلب وفق بعض أصحابها توفير التمويل اللازم وتسهيل الإجراءات الإدارية لتأسيس الشركات الأهلية والعمل على تقوية أسس الترويج السياحي باعتماد استراتيجيات فعالة للتعريف بالسياحة الايكولوجية على غرار فتح روابط تواصل مع المنظمات المحلية والدولية العاملة في مجال حماية البيئة ودعم المشاريع الايكولوجية علاوة على ضرورة إيجاد منصات رقمية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لهذه السياحة المستدامة .
ويعلق مجموعة من الشباب آمالا كبيرة على هذه التوجهات في حال لاقت التسهيلات والدعم اللازمين حتى تكون هذه المشاريع أداة فعالة لتطوير السياحة الإيكولوجية في تونس من خلال تعزيز الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية،كما يمكن لهذه الشركات أن تسهم في تحسين جودة الحياة للسكان المحليين، وبالتالي تحقيق نموذج رائد في السياحة الإيكولوجية على مستوى المنطقة.
مرّة أخرى الرئيس يتوقف عند « التخريب الممنهج» لقطاع النقل.. نحو مقاربة جديدة لإعادة بناء منظومة منهكة..!
يواجه قطاع النقل في تونس، منذ سنوات، تحديات متزايدة ألقت بظلالها على حياة المواطن اليومية …