2024-11-02

الجمعية التونسية لجراحة الصدر تختم اليوم مؤتمرها الوطني الثالث : سرطان الرئة يشكل تهديدا.. والتّقصي المبكر سبيل للعلاج

تختتم اليوم الجمعية التونسية لجراحة الصدر مؤتمرها  الوطني الثالث الذي انعقد على امتداد يومي 1 و2 نوفمبر 2024، بالأكاديمية الدبلوماسية التونسية وذلك تزامنًا مع «نوفمبر اللؤلؤي»، الشهر الرمزي للتوعية بسرطان الرئة.

ويهدف هذا المؤتمر إلى توعية الجمهور وأوساط الرعاية الصحية حول خطورة سرطان الرئة، المرض الذي مازال يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة في تونس. لذلك ركز المؤتمر هذا العام على تعزيز الوعي بأهمية الفحص والكشف المبكر كوسيلة فعّالة للوقاية والعلاج.

كما اطلقت في هذا الإطار، وزارة الصحة العمومية في سبتمبر 2024 مشروعا تجريبيا للكشف عن سرطان الرئة، حيث تم تقديم فحوصات بالأشعة المقطعية منخفضة الجرعة مجانًا للأشخاص المؤهلين وفق معايير محددة، بهدف تعزيز فرص التشخيص المبكر.

كما تناول المؤتمر مواضيع طبية هامة أخرى، مثل الجراحة بالحد الأدنى من التدخل لعلاج التشوهات الصدرية الخلقية، إلى جانب تقديم بدائل علاجية غير جراحية لهذه الحالات عبر خبراء دوليين. ويتضمن المؤتمر أيضًا مناقشات حول الأمراض المعدية التي تمثل تحديات صحية في تونس وقد كشف في السياق رئيس الجمعية التونسية لجراحة الصدر بلحسن السماتي في تصريحاته على هامش المؤتمر أن تونس تسجل ما لا يقل عن 5 الاف حالة اصابة جديدة بسرطان الرئة سنويا اغلبها يتم اكتشافها في مراحل متقدمة من المرض، مبينا بان وزارة الصحة اطلقت برنامجا نموذجيا لتقصي اورام الرئة انطلق العمل به بمستشفى الامراض الصدرية باريانة، وان عملية التقصي المبكر ممكنة تقنيا ويمكن القيام بها بكل المستشفيات التونسية والمصحات العمومية والخاصة بكامل تراب الجمهورية عن طريق تقنية «السكانار»، مشيرا الى ان الجمعية التونسية لجراحة الصدر  تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة على انتاج وثيقة توجيهية لتيسير قراءة نتائج السكانار من قبل جميع اطباء الاشعة والاطباء المباشرين تساعدهم في الكشف المبكر عن سرطان الرئة.

ووفقا للأرقام الرسمية فقد سجلت تونس، في عام 2023، ما يناهز 22الفا و201 إصابة جديدة بأمراض السرطان التي توزعت بين 11الفا و773 إصابة لدى الذكور و10الاف و328 إصابة لدى الإناث.

ويحتل سرطان الرئة المركز الأول ضمن الأورام الأكثر شيوعا لدى الذكور يليه سرطان المثانة، ثم سرطان البروستات، فسرطان القولون، وسرطان المستقيم.

وبالنسبة للنساء يتصدر سرطان الثدي الأورام الأكثر تفشيا لدى الإناث، يليه القولون، وسرطان المستقيم، ثم سرطان الغدة الدرقية، فسرطان عنق الرحم. ويتوقع أن يتضاعف عدد الإصابات الجديدة بالسرطان بحلول عام 2040 مقارنة بعام 2020، لتبلغ حوالي 41 الفا و353 إصابة.

وأرجع المختصون  هذا الاتجاه التصاعدي في الإصابة بالسرطان إلى تحسن مؤشر أمل الحياة وتعاطي التبغ والكحول واتباع نظام غذائي غير صحي والإصابة بالسمنة وغيرها مؤكدين بأن  التدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة، سواء بين المدخنين النشطين (85٪ من المرضى) أو المعرضين للتدخين السلبي حيث  يزداد خطر الإصابة بالمرض مع عدد سنوات التدخين وعدد السجائر المدخنة مبينين بان الإقلاع عن التدخين، حتى بعد سنوات عديدة من العادة لن يقلل بشكل كبير من المخاطر، في المقابل، يمكن التوقي من ثلث حالات السرطان بفضل الوقاية الأولية وتلافي عوامل خطر الإصابة بالمرض من خلال الإقلاع عن التدخين والكحول، وممارسة الأنشطة البدنية، واتباع نظام غذائي صحي، بالإضافة إلى التشخيص المبكر للمرض ومعالجته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الخطة الوطنية لإصلاح القطاع الصحي : اجراءات عملية .. لتحقيق العدالة وتطوير المرافق العمومية

في خطوات عملية لتحقيق العدالة الصحية وتطوير المرافق العمومية بما يضمن حق جميع المواطنين في…