2024-10-23

تهاطل الأمطار بكميات كبيرة : متى تصبح البنى التحتية للطرقات وحسن التصرف في مياه الأمطار أولوية؟

تشهد  العديد من الولايات خلال هذه الأيام  نزولا غزيرا للأمطار مع توقعات بتواصلها خلال الفترة القادمة وربما  تتحول إلى سيول وفيضانات بحسب ما اشار اليه المرصد التونسي للطقس والمناخ الذي اكد بان  تقلبات هامة منتظرة خلال الـ48 ساعة القادمة مع امكانية تشكل السيول وخاصة في  جنوب شرق تونس ثم خليج قابس وصفاقس والساحل ونابل وأغلب المجال التونسي عشية امس واليوم داعيا الى ضرورة الانتباه في السواحل الشرقية وقرب الأودية والمنخفضات.

كما بين المرصد بان كل المناطق التونسية سوف تكون معنية بالأمطار اليوم والأيام القادمة والتي من المنتظر ان تكون بكميات هامة على السواحل الشرقية ومحليا وسط البلاد.

وبدوره اعتبر مهندس الرصد الجوي محرز الغنوشي بأن العديد من الولايات أصبحت معنية بدرجة انذار عالية وهي تحديدا قابس، صفاقس، المهدية، المنستير، سوسة، نابل والمعتمديات الشرقية لزغوان، القيروان وسيدي بوزيد..مبينا في تدوينة له على صفحته الرسمية بأن «كل ما نزل سابقا من الامطار ما كان إلا البداية.. حيث سيتميز الطقس خلال هذه الفترة  بسحب كثيفة مع أمطار بأغلب المناطق تكون مؤقتا رعدية وغزيرة وبكميات محليا هامة خاصة بالجهات الشرقية للبلاد مع تساقط البرد بأماكن محدودة»، وفق نشرة متابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي.

وأعلنت في سياق متصل  الإدارة العامة للحرس الوطني عن تساقط كميات هامة من الأمطار بمختلف ولايات الجمهورية خاصة ولايات المنستير وسوسة والمهدية وصفاقس وقابس داعية مستعملي الطريق الى ضرورة توخي الحذر أثناء السياقة وعدم المجازفة بالنقاط الزرقاء وأخذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الجميع.وشدّدت الإدارة العامة للحرس الوطني على ضرورة التعديل من السرعة بما يتناسب مع ظروف الطريق وعلى ضرورة ترك مسافة أمان كافية أثناء المتابعة في السير وتجنب القيام بأعمال خطرة أثناء القيادة واستعمال الأضواء القانونية كلما اقتضت ظروف الرؤية ذلك ضمانا للقدرة على رد الفعل والتحكم والسيطرة على الوسيلة.

وعلى أهمية هذا الغيث النافع الذي تنتظره البلاد منذ سنوات وعلى أهمية المجهودات التي تبذلها مختلف اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة إلا أن البنية التحتية للطرقات اصبحت في وضع لا يسمح لها بالصمود أمام الأمطار مهما كانت كمياتها  مما يتسبب في العديد من الاوقات في انقطاع حركة المرور ببعض الطرقات على غرار ما حدث للطريق الوطنية رقم 15 الرابطة بين قابس وقفصة  على مستوى منطقة الميدة التي شهدت انقطاعا في الحركة وذلك نتيجة لسيلان واد المالح وارتفاع منسوب مياه الوادي، مما استوجب اعتماد طريق بديلة لمستعملي الطريق وهي الطريق الوطنية رقم 1 في اتجاه الصخيرة ثم المزونة ثم قفصة وفق ما أكده المدير الجهوي للحماية بقابس، العميد فتحي التواتي في تصريحات إذاعية مبينا بأن أعوان النجدة تدخلوا في منطقة شانشو من معتمدية الحامة لإعادة حركة المرور نتيجة لارتفاع منسوب المياه وتعطل حركة السير كما تدخلوا أيضا لشفط مياه الامطار بأحد المنازل بمعتمدية وذرف.كما أوصى العميد فتحي التواتي بضرورة توخي الحذر واتباع توصيات اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة بولاية قابس خاصة.

وتعد معضلة اهتراء البنى التحتية وهشاشتها وانسداد قنوات تصريف المياه من ابرز التحديات التي يجب الالتفات اليها واعتبارها أولوية قصوى تتطلب التدخل العاجل من أجل معالجتها وإيجاد الحلول الكفيلة التي تسمح بتحويل  مياه الأمطار نحو مساراتها الصحيحة بدلا من أن تضيع في مجاري الأودية وتذهب إلى حيث لا يمكن الاستفادة منها .

وبقدر ما أسال  هذا الملف من الحبر وتجدد حوله النقاش وأثير الجدل الا انه لم يجد إلى اليوم  طريقه إلى الحلول الناجعة.. لقد تضررت عدة مناطق خلال السنوات الماضية بسبب فشل مشاريع تهيئة الأودية وبرامج مجابهة الكوارث فكلما هطلت الأمطار تتشكل سيول جارفة فتغرق معظم شوارع المدن وتغمر المياه المحلات والمنازل، وتتعطل حركة المرور وتتعطل معها مصالح المواطنين…

مشهد بات يتكرر في تونس خلال دقائق فقط من نزول الأمطار الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول الإجراءات الاستباقية التي يعدها كل من الديوان الوطني للتطهير والبلديات ووزارة التجهيز ووزارة الفلاحة باعتبارها الجهات المعنية بتهيئة البنى التحتية وتنظيف الأودية.؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الحرب على أباطرة المخدرات : هل تكفي المقاربة الأمنية لوحدها لتطهير المجتمع من هذه السموم ؟

تواصل الوحدات الأمنية من مختلف الأسلاك تنفيذ عمليات نوعية وواسعة النطاق للإطاحة بمروجي الم…