القضاء على مجموعة من التكفيريين من قبل الحرس الوطني: الحذر كل الحذر من الإرهاب الرثّ
ضربة استباقية نوعية جديدة نفذتها قوات الحرس الوطني من خلال القضاء على عدد من التكفيرين ويأتي هذا في إطار مواصلة الحرب على الإرهاب التي تتواصل منذ أعوام. ورغم النجاح الكبير الذي حققته قواتنا المسلحة عسكرية وأمنية في مجابهة ظاهرة التطرف العنيف إلى ان هناك بعض الجيوب من الخلايا النائمة ما تزال منتشرة هنا وهناك.
وفي ظل غياب الحاضنة الشعبية التي تحتويها وتسهّل انتشارها تبدو معزولة وتنشط بالأساس عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ونظرا لطبيعة هذه الخلايا التي تنشط عادة في شكل شبكات وتتربص بالبلدان خاصة في زمن الهشاشة الاجتماعية والسياسية وفي المحطات السياسية الفارقة وعلى هذا الأساس يبدو ان طيور الظلام شرعوا في التحرك مستغلين هذا السياق الانتخابي الذي تقبل عليه بلادنا في غضون أيام.
ولكن من الواضح ان قواتنا الباسلة لهم بالمرصاد فقد تمكنت الوحدات الاستعلاماتية بمختلف مناطق الحرس الوطني معززة بمصالح مكافحة الإرهاب من القبض على خمسة عشر تكفيريا وهم من العناصر الإرهابية التي صدرت في شأنها مناشير تفتيش لفائدة وحدات أمنية وهياكل قضائية مختلفة وذلك بتهمة الاشتباه في الانتماء لتنظيم إرهابي وصادرة في حقهم أحكام سجنية . وقد وردت كل هذه المعطيات في بلاغ صادر عن الحرس الوطني.
ومن الطبيعي في هذه الحالات ان تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة في شأن هؤلاء التكفيريين الموقوفين على ذمة العدالة وذلك بعد التنسيق مع النيابة العمومية.
وفي هذا السياق وعلى هامش هذه الواقعة دعت الإدارة العامة للحرس الوطني جميع المواطنين الى التعاون مع الوحدات الأمنية والإبلاغ عن أي معلومات مشبوهة لتعزيز الأمن العام والحفاظ على سلامة الوطن والمواطنين.
والأكيد ان التعويل على الوعي واليقظة من قبل المواطنين في هذا السياق أمر بالغ الأهمية. فبقدر ما يكون من المهم تثمين الجهود الأمنية النوعية التي تتجلى من خلال عمليات استباقية دقيقة افشلت في كثير من المرات مخططات إرهابية لضرب أمن تونس فإن للمواطن دورا ومسؤولية بهذا الخصوص خاصة إذا علمنا ان الخلايا النائمة غالبا ما تكون متغلغلة في النسيج المجتمعي لبعض الأحياء وتحيط خيوط خططها التدميرية بالكتمان والسرية البالغة. كما ان العديد من افراد هذه الخلايا غالبا ما لا يكونون من ذوي السوابق او من ضحايا ما يعرف بـ«الإرهاب الرثّ» أي أولئك الذين تم استقطابهم عبر مواقع الانترنت واحيانا يتم أيضا تدريبهم ودمغجتهم بواسطتها أيضا وبالتالي لا يكون من اليسير التوصل اليهم عبر التقارير الأمنية المعتادة.
ومن هنا تكمن أهمية الحذر المواطني والتوقي من أي هجمات ممكنة عبر الانتباه لأي تحرك مشبوه في الأحياء والمدن.
فمعلوم ان ما يعرف بالإرهاب الرث أي أولئك الافراد الذين ينشطون عادة بعد القضاء على قياداتهم وتفكيك تنظيماتهم كما حصل في تونس بالضبط بفضل جهود قواتنا المسلحة الباسلة وهؤلاء التكفيريون يفقدون بوصلتهم ومصدر توجيههم وتأطيرهم وبالتالي تكون تحركاتهم مرتبكة ومرتجلة ولكنها قطعا لا تخلو من خطورة. وغالبا ما يستغلون المحطات السياسية المهمة لإلحاق الأذى بالدولة والمجتمع بهدف إحداث إرباك مستغلين تكريس الجهود الأمنية والعسكرية في حدث ما كما هو الحال بالنسبة الى تأمين الانتخابات للقيام ببعض الاعمال التخريبية.
وعليه فإن الظرف الحالي يقتضي ان تكون اليقظة في أعلى درجاتها والجاهزية في اقصى حالاتها ليس من قبل القوى الأمنية والعسكرية فحسب فهذا أمر مفروغ منه ولكن الاحتياط والحذر مسؤولية مواطنية أيضا في مثل هذه الظروف وذلك حفاظا على أمن الوطن والمواطن.
النداء الأخير : أيها التونسيون ..إلى صناديق الاقتراع..!
يتوجّه التونسيون كما كان منتظرا اليوم الى مراكز الاقتراع ليختاروا من سيدير شؤون البلاد لم…