المهرجان الجهوي للمسرح بدور الثقافة والشباب بنزرت: ا البؤساء ب أفضل عمل مسرحي متكامل
احتضنت دار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت الملتقى الجهوي للمسرح بدور الثقافة والشباب ببنزرت حيث أحرزت مسرحية “البؤساء’ لسيف الدين الأديب جائزة أفضل عمل متكامل في مسرح الشباب والكهول، وهو إنجاز يعكس المستوى الفني والاحترافي العالي الذي بلغه فريق العمل.
هذه المسرحية قدمت بلمسات إبداعية خاصة، وبرز فيها الإخراج المتقن لسيف الدين الأديب، الذي نجح في تقديم نسخة حديثة من القصة الكلاسيكية الشهيرة للكاتب الفرنسي فيكتور هيغو. كما توج أيضا بجائزة أفضل إخراج عن نفس المسرحية، ليؤكد بذلك قدراته الفنية الفريدة.
أما في مسرح الطفل، فقد كان النجاح لافتا أيضا لمسرحية “علاء الدين” للمخرج حمدي الضيف، التي نالت جائزة أفضل عمل متكامل في مسرح الطفل. كما ان حمدي الضيف لم يقتصر تميزه على جائزة واحدة، بل أضاف لرصيده جائزة أفضل إخراج عن نفس العمل، مما يؤكد بصمته الواضحة في إخراج هذا العمل الذي أسعد الجمهور الصغير. وقد برع الضيف كذلك في الجانب الفني، حيث حصل على جائزة أفضل سينوغرافيا، مما يعزز من مكانته كمخرج شامل يولي اهتمامًا خاصًا لكافة التفاصيل الفنية والإبداعية.
ومن بين الأبطال الذين برزوا على خشبة المسرح في هذه الأعمال، فاز حسين الأديب بجائزة أفضل ممثل عن دوره في مسرحية “علاء الدين”، حيث قدم أداء مميزا جعل منه أحد أبرز الوجوه الصاعدة في مسرح الطفل.
أما في ما يتعلق بالنصوص المسرحية، فقد فاز الكاتب حسن الأشهب بجائزة أفضل نص عن مسرحيته “Hanter”، التي تم عرضها في إطار مسرح الطفل، وهو نص تميز بقدرته على ملامسة مشاعر الجمهور الصغير بأسلوب سردي شيّق.
أعمال متألقة
البؤساء لسيف الدين الأديب: لم يكن اختيار هذه المسرحية عبثيا فهي واحدة من أهم الأعمال الأدبية التي تتمتع بقوة قصصية وإسقاطات اجتماعية عميقة. وتميز إخراج الأديب بقدرته على تجسيد تلك العواطف المكثفة التي تنطوي عليها الرواية، مما ساهم في خلق تفاعل كبير مع الجمهور. الأديب تمكن بذكاء من توظيف السينوغرافيا والإضاءة لإبراز الصراع الداخلي للشخصيات.
أما العمل المسرحي” علاء الدين “ لحمدي الضيف فقد أثبت أنه يتجاوز كونه مجرد عرض موجه للأطفال، بل كانت تجربة مسرحية شاملة قدمت مزيجا من الفكاهة، الحركة والموسيقى. واستحق الضيف جوائز السينوغرافيا والإخراج لقدرته على خلق عالم خيالي يناسب مستوى إدراك الأطفال ولكنه أيضاً يجذب انتباه الكبار.
أما على مستوى التمثيل فقد أثبت المسرحي الشاب حسين الأديب كأحسن ممثل عن دوره في “علاء الدين” مما يعكس قوة الأداء الفردي ضمن إطار العمل الجماعي.أما من حيث السينوغرافيا فقد ساهمت الجوانب البصرية المبدعة التي قدمها الضيف في تحويل المسرح إلى منصة تفاعلية حقيقية تجذب العين وتضفي بعدا بصريا جديدًا.
نجاح هذا الملتقى الشبابي الذي احتضنته دار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت جاء ليؤكد أن إثبات الإبداع المسرحي ليس مجرد عمل فني بل رسالة تحمل في طياتها العديد من المعاني الإنسانية، ليؤكد أن الفن المسرحي يظل دائما قادرا على إلهام الجماهير بكافة أعمارها واحتضان الشباب وتأطيرهم وخاصة حمايتهم من الانحرافات.
كبار السن بين ذاكرة التاريخ والرعاية الإنسانية
نظمت مؤسسة كبار السن بمنزل بورقيبة فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لكبار السن. وقد جاءت ال…