مشاركة تونس في الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية: موقف ثابت وداعم للقضية الفلسطينية والعمل العربي المشترك
الوضع المشتعل في الأراضي الفلسطينية في ظل حرب الإبادة التي يشنها الكيان الغاصب على شعب أعزل وسط صمت دولي مريب ومرعب. ذلك هو العنوان الأبرز الذي تباحث بشأنه وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس 10 سبتمبر بالإضافة الى القضايا الإقليمية الحارقة في سياق عربي لا تبدو فيه الأمور على ما يرام. وهو ما يطرح أسئلة جدية عن علاقة الدول العربية بالتكتلات والتجمعات الإقليمية والدولية.
وفي هذا الاطار تتنزل مشاركة تونس في الدورة العادية 162 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التي انعقدت بالقاهرة. وقد ترأس الوفد المشارك وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج السيد محمد علي النفطي.
واتجهت الأنظار الى العاصمة المصرية حيث تنعقد هذه الدورة في ظل تفاقم الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وشارك وزير الشؤون الخارجية في اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة سياسات الكيان الوحشي واجراءاته غير القانونية في القدس المحتلة.
وقد أفضى هذا الاجتماع الى التأكيد على الحرص العربي على الحفاظ على المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف بكامل مساحته وأهمية تكثيف العمل العربي المشترك في هذه الظرفية الدقيقة التي تمر بها الامة العربية خاصة مع وجود مناطق توتر في اكثر من بلد عربي. وعلى هذا الأساس تم التشديد على أهمية تنفيذ توصيات هذه اللجنة الوزارية الصادرة لهذا الغرض.
ومعلوم ان تونس انحازت منذ اللحظة الأولى لطوفان الأقصى يوم 7 اكتوبر الماضي للحق الفلسطيني ودعمت الاشقاء في غزة بكل ما اوتيت من جهد واتسقت في ذلك كل من الإرادة السياسية والإرادة الشعبية في انسجام تام داعم بشكل لامشروط للفلسطينيين الذين يواجهون حرب إبادة غير مسبوقة. وتجلى ذلك سواء في الخطاب الرسمي أو في التحركات الشعبية أو في ارسال المساعدات أو في وسائل الاعلام وفي المؤسسات التربوية وفي المحافل الثقافية والفنية.
والأكيد ان الديبلوماسية التونسية تواصل النهج الذي كرسته دولة الاستقلال في الانحياز للقضايا العادلة عربيا ودوليا وتصطف مع الاشقاء في كل المحن والظروف الصعبة التي يمر بها أي بلد عربي. كما انها كانت وماتزال وستظل وفية لقيم ومبادئ الأخوة التي تربطها بأبناء أمّتها وتعمل على تنسيق الجهود وتعزيز التعاون الثنائي بينها وبين هذا القطر العربي او ذاك وبين هذا التكتل الإقليمي ككل.
وفي هذا السياق يمكن تنزيل لقاء وزير الشؤون الخارجية محمد علي النفطي بنظيره الكويتي عبد الله علي عبد الله اليحيا على هامش اشغال هذه الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.
وكان هذا اللقاء مناسبة لتأكيد الوزيرين على الروابط المتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين وعلى أهمية الاعداد للجنة المشتركة التونسية الكويتية التي من المنتظر ان تنعقد في تونس وسيتم التباحث خلالها في سبل دعم وتطوير التعاون الاقتصادي والمالي والفني بين البلدين.
كما كانت العلاقات بين تونس والجامعة العربية ودور تونس المركزي في تحفيز العمل العربي المشترك موضوع اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج بالأمين العام لجامعة الدول العربية السيد احمد أبو الغيط.
ومن المؤكد ان العالم العربي اليوم يواجه تحديات كبرى في ظل تنامي التوتر والصراع في اكثر من بلد عربي في مقدمتها الحرب الدائرة في قطاع غزة ثم الحرب المشتعلة في السودان والوضع في سوريا وليبيا واليمن كلها ملفات حارقة جدا تستدعي ان يجتمعوا وان يناقشوا ما يحدث وان يتحركوا بشكل متكاتف ومتضامن من اجل وضع نقطة النهاية لهذه التوترات وفي مقدمتها إيقاف حرب الإبادة المتواصلة منذ حوالي سنة في غزة والتي شنها الكيان الصهيوني بتواطؤ مع عدد من الدول الكبرى المؤثرة في القرار الدولي.
النداء الأخير : أيها التونسيون ..إلى صناديق الاقتراع..!
يتوجّه التونسيون كما كان منتظرا اليوم الى مراكز الاقتراع ليختاروا من سيدير شؤون البلاد لم…