مع الأحداث | توقيف سلامة: هل انطلقت المحاسبة في لبنان؟
في بلد يعيش على وقع المخاوف من نشوب حرب على حدوده الجنوبية كان توقيف رياض سلامة الحدث البارز في لبنان خلال الأيام الفارطة والذي غطى على كل الاخبار الداخلية والدولية.
لأسابيع ماضية قليلة لم يكن أحد يتوقع أن يحدث هذا وان يتوقع توقيف رجل طالما رويت حوله الحكايات وطالما نسبت له الاتهامات لكنه ظل رغم كل ذلك بعيدا عن قبضة القانون او فوق القانون.
استبشر كثيرون في لبنان بخبر توقيف سلامة وزاد استبشار بعضهم بعد سماع الاخبار التي تحدثت عن بكاء الرجل ربما شفى ذلك غليل البعض من الغاضبين وأشبع شماتة البعض من الحاقدين.
كان توقيف سلامة الحدث الأبرز الذي شغل الجميع وخصوصا خصوم الرجل وهم كثر أما عموم الشعب فمثل هذه الأخبار تشفي غليله وهو الذي بات لا حول ولا قوة له، فمن نجم للشاشات إلى سجين بالزنزانات ليس الخبر بهين بالنسبة إلى الكثير منهم.
علق المحللون على خبر توقيف سلامة ورأوا أن هذه الخطوة ستكون فاتحة لطريق المحاسبة ومكافحة الفساد في بلدهم فيما رأى البعض الآخر أن الاستبشار المبالغ فيه بهذا الخبر هو محاولة لإنكار واقع أليم طبع معه اللبنانيون حتى صار جزء من ثقافتهم.
هل كان سلامة المفسد الوحيد وهل وحده مسؤول عما كل ما نسب له من قضايا فساد؟
يعلم الجميع أن وراء كل ملف فساد مفسدون كثر لكن وحده كبش فداء وحيد يدفع الثمن حين تأتي ساعة الحساب.
ان رياض سلامة المحافظ السابق المطلوب للعدالة داخل لبنان وخارجها ليس الرجل الوحيد المسؤول عن حجم الفساد في بلده فهو ليس الا غصنا من شجرة كبيرة ضاربة عروقها لا يجب أن تخفي غابة بأكملها.
ربما لم يكن يدور في ذهن كثيرين ان سلامة الذي يتمتع بحماية أطراف سياسية داخلية وأخرى خارجية سيكون في يوم ما عرضة للمحاسبة وهذا في حد ذاته انجاز هام يمكن ان يبني عليه اللبنانيون لإطلاق مسار كامل ينهي عقودا من الإفلات من المحاسبة.
عام من الحرب: غزة مقبرة الشهداء ومقبرة المبادئ الدولية
عام بالتمام والكمال على بداية الحرب في غزة كان الهجوم المباغت فجر ذلك اليوم الحدث الأبرز ا…