عرض «الكرتون» في مهرجان بنزرت الدولي: روافد لرؤى مختلفة ….حاولت أن تشكل الحيوي والمنسجم
بتجاوز زمني لساعتين ونيف، اختتم العرض الفني “تخيل “ للموسيقي كريم الثليبي فعاليات الدورة58 لمهرجان الحمامات الدولي.هذا المنتج الفني الضخم من إنتاج دار الاوبيرا لمدينة الثقافة . وقد فاق العدد المشارك في العملية الإنتاجية الكلية المائة…وقد تابع الجمهور الغفير محتوى هذا العرض بشغف موزع مابين خط الاكتشاف حينا والتفاعل حينا اخر…ولعل المتابع أدرك منذ البداية ان العنوان الفلسفي الذي ينهض على دعائمه العرض يتمثل في دمج رؤى وافكار مجسدة بالصوت والصورة وفق ثنائية البعد الكوريغرافي، والصورة الجاهزة على شاشة الفيديو، وكلاهما يسافران عبر الطريق السيار الموسوم بايقاعات اللون الموسيقي الاركسترالي… هذا الأخير الذي أمنه باقتدار الموسيقي محمد بوسلامة.ومثل هذه الأبعاد الثلاثة كانت تحت إمرة مخرج العرض وليد الدغسني. اما في مستوى تفكيك الجزئي المشكل للمكون الكلي للعرض فهو يغترف اساسا من الانتاج التونسي المحض بما ذلك الاستلهام من رواية محسن بن نفيسة …إضافة إلى كل هذا نجد أصوات طوع الخام عندها وغير وجهتها نحو اللون الموسيقي الاوبيرالي ،وهي بالأساس أصوات ممثلة للون البدوي المشوب والمنسوب للمأساة.. ووفق هذا الدمج نجح صاحب المنتج لهذا اللون الغير مشاع لدى عامة الناس …لون بقي في طابعه الأصلي سليل الفاعلين فيه بشكل مباشر او لدى شريحة تنسب لما يعرف بالارستقراطية رغم تغييرها ما بين ضفتي المتوسط الذي يعود اصل هذا اللون لشماله….تواصلت فقرات العرض على نفس وتيرة المستجد من توظيف مختلف ،وهذا ما ترك الجمهور لم ينفصل عن متواليات التفاعل ….تفاعل فرضه الكسر مع المتعارف والمتداول في طبيعة العروض الغنائية وخاصة ذات المرجعية التراثية التي أصبح يحفظها عن ظهر قلب….يحسب لعرض “تخيل” انه اجترح إحدى الرؤى الكبرى المتأبية على الترجمة لعديد الاسباب، غير انه حالفه الحظ في تحقيق حلمه مع ما يمكن ان دار الأوبرا في مرحلة اولى،إضافة إلى توفر الزاد الفني لكوادر موسيقية في اغلبها مبدعة ومنتجة للمادة الفنية بشكل عام ، على غرار نصرالدين شبلي وسيرين هرابي ووليد الزواري….ما
يمكن أن ننتهي عنده إزاء هذا المنتج الفني المستجد انه طبع منتصف المسافة ،ويعتبر ذلك نجاحا وطنيا مقارنة بندرة مثل هذه الأعمال التي يتربع في اجندتها الاركستر السمفوني التونسي بمحتواه المألوف.. عرض “تخيل” حقق الممكن الفني في ظل غياب منافسة في لونه، غير انه مازال باستطاعته المزيد من المران والتشذيب والحذف ان هو أراد المنافسة في الجغرافيات الاخرى لنية تحقيق “ قفزة الظلام الجوهر” .
في المركز الثقافي بئر الأحجار: المعرض الشخصي للفنانة التشكيلية هيفاء مديوني محاكاة فنية لعذابات الهجرة غير النظامية
يتواصل المعرض الشخصي للفنانة التشكيلية هيفاء المديوني بفضاء بئر الأحجار بالمدينة العتيقة ا…