2023-10-31

في بادرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي إطلاق المرحلة التنفيذية لمشروع وضع إطار مرجعي مشترك للّغة العربية تعليما وتعلّما وتقييما

  ‬نظمت‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭  ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ (‬الألكسو‭) ‬وفي‭ ‬بادرة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬اجتماعا‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬مع‭ ‬خبراء‭ ‬مختصين‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬حول‭ ‬اإطلاق‭ ‬المرحلة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لمشروع‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬مرجعي‭ ‬مشترك‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬تعليما‭ ‬وتعلما‭ ‬وتقييماب‭ ‬وقد‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬فعاليات‭ ‬الاجتماع‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للمنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ (‬الالكسو‭) ‬وحضره‭ ‬الشركاء‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬وخبراء‭ ‬مختصون‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭. ‬

يتنزل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ضمن‭ ‬السياق‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬سعت‭ ‬فيه‭ ‬اغلب‭ ‬اللغات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬أطرها‭ ‬المرجعية‭ ‬العالمية‭ ‬المشتركة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نشر‭ ‬ثقافتها‭ ‬وتعزيز‭ ‬حظوظ‭ ‬لغتها‭ ‬وهويتها‭ ‬وفرض‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فجوة‭ ‬رقمية‭ ‬بالغة‭ ‬العمق‭ ‬قد‭ ‬تهدد‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الهويات‭ ‬واللغات‭ ‬والثقافات‭ ‬وتحكم‭ ‬عليها‭ ‬بالنسيان‭ ‬والاندثار‭ ‬وسط‭ ‬واقع‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭  ‬من‭ ‬امتلك‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬غزت‭ ‬جميع‭ ‬ميادين‭ ‬الحياة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التدريس‭ ‬والتعلم‭ ‬والتقييم‭.‬

ويمثل‭ ‬إطلاق‭ ‬المرحلة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للمشروع‭ ‬لبنة‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬صرح‭ ‬عال‭  ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬وهي‭ ‬مبادرة‭ ‬يعلق‭ ‬عليها‭ ‬الجميع‭ ‬آمالا‭ ‬كبيرة‭ ‬للنهوض‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭  ‬وحماية‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭  ‬حيث‭  ‬دعا‭ ‬الحضور‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬الجماعي‭ ‬للتهديدات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬فاللغات‭ ‬المنافسة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬إضعافها‭ ‬وابتلاعها‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ….‬

‭ ‬كما‭ ‬اجتمع‭ ‬الحضور‭ ‬لترجمة‭ ‬الأمل‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭  ‬والانتقال‭  ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬إطلاق‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الأفكار‭ ‬إلى‭ ‬ميدان‭ ‬الإنتاج‭ ‬والإبداع‭  ‬فهذا‭ ‬المشروع‭ ‬يكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬إذ‭ ‬تحقق‭ ‬بتضافر‭ ‬الجهود‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬طور‭ ‬التجسيد

  ‬ولم‭ ‬تقتصر‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المتدخلة‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالثقافة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أبعادها‭ ‬ودلالاتها‭  ‬لتحقيق‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬المشتركة‭  ‬وتوحيد‭ ‬المواقف‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬والأهداف‭ ‬والمراحل‭  ‬فاللغة‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬إقليمية‭ ‬وعالمية‭  ‬منها‭ ‬مدى‭  ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭  ‬ومدى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭  ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭  ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يتنزل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬مخاض‭ ‬عسير‭  ‬وبعد‭ ‬جهود‭ ‬ودراسات‭  … ‬فهو‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬وخيار‭ ‬حضاري‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬اللغات‭ ‬المتميزة‭…  

ويقول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬ولد‭ ‬أعمر‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للمنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬لطالما‭ ‬طالبت‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بغاية‭ ‬وضع‭ ‬نظام‭ ‬مرجعي‭ ‬مشترك‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬تعليما‭ ‬وتعلما‭ ‬وتقييما‭  ‬وأمام‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وإنجازه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭   ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬خُدمت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬وجهات‭ ‬متعددة‭ ‬وستعمل‭ ‬المنظمة‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ماهو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭  ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬مرجعي‭ ‬مردّه‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬تنافس‭ ‬لغوي‭ ‬محموم‭ ‬اتخذت‭ ‬فيه‭ ‬اللغات‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتقني‭ ‬مدخلا‭ ‬لتوسعها‭ ‬وتطوير‭ ‬سبل‭ ‬تعليمها‭ ‬وانتشارها‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬لغة‭ ‬تنمية‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وربطها‭ ‬بحركة‭ ‬السوق‭ ‬والعمل‭ ‬والإنتاج‭  ‬ولن‭ ‬يتأتى‭ ‬ذلك‭ ‬مالم‭ ‬يتوفر‭ ‬إطار‭ ‬مرجعي‭ ‬يستثمر‭  ‬الانتشار‭  ‬الواسع‭ ‬للناطقين‭ ‬والمتحدثين‭ ‬بالعربية‭ ‬ويستفيد‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬الحضارات‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬التمكين‭ ‬للغاتها‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬لغة‭ ‬منافسة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭  ‬كما‭ ‬انه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬اليوم‭  ‬وضع‭ ‬منهج‭ ‬علمي‭ ‬لتعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وتعلمها‭ ‬ووضع‭ ‬معايير‭ ‬علمية‭ ‬دقيقة‭ ‬لتقييم‭ ‬مستويات‭ ‬التحصيل‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الأطر‭ ‬المرجعية‭ ‬للغات‭ ‬الأخرى‭ ‬اليوم‭  ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقتضي‭ ‬جهدا‭ ‬لسانيا‭ ‬وتربويا‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الصرامة‭ ‬العلمية‭ ‬ومرونة‭ ‬المناهج‭ ‬ويسرها‭. ‬

ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬طبعا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬وتسهيل‭ ‬استخدام‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كلغة‭ ‬مشتركة‭ ‬للتواصل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭  ‬وكوسيلة‭ ‬للتنمية‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭  ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬الخارج‭  ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬ضبط‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬تُعنى‭ ‬بتطوير‭ ‬جميع‭ ‬مستويات‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تناسق‭ ‬وتناغم‭ ‬وتكامل‭ ‬ضروري‭ ‬بما‭ ‬يؤمّن‭ ‬استدامة‭ ‬إثراء‭ ‬العربية‭ ‬الفصحى‭ ‬واستدامة‭ ‬أشكال‭ ‬استخدامها‭  ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬تعزيز‭ ‬حظوظ‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وفرضها‭ ‬لغة‭ ‬من‭ ‬اللغات‭ ‬الثابتة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ …                                             

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة تتربّص بها المخاطر و لم تعد آمنة..!

لم تعد  المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد  بات محيطها حاضنا لجملة من …