العالم يتطلّع باهتمام لهذا الاستحقاق الانتخابي : مراقبون من تونس في «رئاسيات» فنزويلا
يشارك وفد من تونس في مراقبة الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في فنزويلا غدا الأحد 28 جويلية 2024، وهي الانتخابات الحادية والثلاثين منذ بداية عهد الثورة البوليفارية، وهي الأهم منذ وصول الرئيس الراحل هوغو شافيز الى السلطة عام 1999 ليخلفه الرئيس الحالي المنتهية ولايته والمترشح ايضا في هذا الاستحقاق نيكولاس مادورو.
ويتركّب الوفد التونسي من 12 شخصية ممثلة لهيئة الانتخابات ومنظمات مدنية وأحزاب سياسية وأكاديميين وجّهت لهم الدعوة الجهات الرسمية في فنزويلا.
وهذه هي المرة الثانية التي يحضر فيها مراقبون من تونس في الانتخابات في هذا البلد فقد سبق أن شارك نشطاء من المجتمع المدني والسياسي في مراقبة الانتخابات الرئاسية في 2018.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المجلس الانتخابي الوطني الفنزويلي وقّع منذ سنة 2018 اتفاقية مع الهيئة المستقلة للانتخابات في تونس، وقد تولّت القائمة بأعمال سفارة فنزويلا بتونس السيدة ياسمين كورالاس يوم 13 ماي 2024 تسليم رئيس الهيئة فاروق بوعسكر دعوة من نظيره الفنزويلي للمشاركة ضمن بعثات الملاحظين الدوليين للانتخابات الرئاسية في هذا البلد الصديق.
وينتظر ان يشارك زهاء 900 مراقب من مختلف أنحاء العالم في متابعة الانتخابات الرئاسية في فنزويلا من بينهم 90 مراقبا من القارة الافريقية.
كما تشارك الى جانب فريق الأمم المتحدة بعثات فنية لمراقبة الانتخابات من مجموعة الدول الكاراييبية والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي واتحاد البلدان الأمريكية وكثير من المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة على غرار مركز كارتر الأمريكي رغم الموقف العدائي للادارة الأمريكية.
وتكتسي الانتخابات الرئاسية في فنزويلا أهمية تتجاوز حدود البلاد التي توجد في مفترق طرق بين خيارين، خيار الاستمرار في النهج السيادي المنتصر للعدالة الاجتماعية والحقوق الإنسانية الذي أسسه الرئيس الراحل شافيز ويمثله اليوم بقوّة الرئيس مادورو وخيار المصالحة والولاء والتبعية مع الغرب بقيادة أمريكا والسير في ركب سياساتها المعادية للشعوب.
وكما هو معلوم فإن الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت عشرات القوانين واللوائح العقابية تجاه فنزويلا وتمارس ضدها حصارا شديدا وتبذل قصارى جهدها للتشكيك في الانتخابات الرئاسية لذلك تكتسي عملية المراقبة أهمية بالغة حتى يبرهن الفنزوليون للعالم انهم شعب حر وأنه عبّر عن إرادته في هذا الاستحقاق الوطني.
ان الانتخابات الرئاسية في فنزويلا جاءت نتيجة محادثات شاقة جرت بين الحكومة والمعارضة صيف 2021 وأفضت في أكتوبر 2023 الى توقيع مذكرة تفاهم تم بعدها تحديد الموعد الرسمي للانتخابات التي عرفت ترشّحات جادة أمضى اصحابها قبل ايام على وثيقة للاعتراف بالنتائج النهائية والتسليم بها وعدم التشكيك فيها انطلاقا من نزاهة وجدية المسار الذي يراقبه العالم من كل صوب وحدب.
ان الاهتمام بالانتخابات في فنزويلا مشروع بالنظر الى طرافة هذه التجربة الانسانية في أمريكا اللاتينية وتدشينها لعهد جديد في العلاقات الدولية التي تقوم بالفعل على تحقيق المصلحة المشتركة والانحياز المطلق للحق والعدل ولعل ما يجعل من هذا الاهتمام مضاعفا موقف فنزويلا من قضايانا العربية وفي مقدمتها قضية الحق الفلسطيني، فما تقدمه فنزويلا الى جانب دول أخرى في القارة الامريكية مثل كوبا ونيكاراغوا والبرازيل تجاوز في عمقه وجدواه ما يقدمه ذوو القربى لذلك يحق لنا ان نحرص على نزاهة الانتخابات الرئاسية الفنزويلية راجين النصر لخيارها الوطني السيادي الإنساني.
الانتخابات الأمريكية، تعنينا.. ولا تعنينا !
يتطلّع العالم باهتمام كبير لتاريخ الخامس من نوفمبر 2024 لمعرفة الرئيس القادم للولايات المت…