الوقاية من الأمراض غير السّارية : تظاهرات صحية تثقيفية تنفيذا للمخطط التشاركي
تواصل الأطراف المعنية بتنفيذ المخطط العملي التشاركي للاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للوقاية من الأمراض غير السارية الذي يمتد خلال الفترة 2023 -2025 ،من وزارات و مجتمع مدني و بمشاركة منظمة الصحة العالمية مكتب تونس، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» تنظيم تظاهراتها التثقيفية و الصحية بهدف تحقيق الوقاية من هذه الأمراض التي تفشت بشكل كبير وتعزيز السلامة الصحية للمجتمع.
وفي هذا الإطار و كغيرها من الادارات الجهوية نظمت الإدارة الجهوية للصحة بالمهدية (مجمع الصحة الأساسية)، مؤخرا تظاهرة صحية تثقيفية ورياضية للوقاية والحدّ من الأمراض غير السّارية تحت شعار «صحتنا في نمط عيشنا» وذلك بالتعاون مع قسم الطب الوقائي والجماعي بمستشفى المهدية والسلط المحلية بالجهة وبمشاركة عدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني و تخلّلت التظاهرة عيادات طبية لتقصّي مرض السكري وضغط الدم وأنشطة صحية رياضية وعدد من الحصص التثقيفية والتوعوية حول التغذية السليمة وأهمية ممارسة الأنشطة البدنية والإقلاع على التدخين ومضارّه إضافة إلى أنشطة ترفيهية أخرى.
ويهدف المخطط العملي ،التشاركي للاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للوقاية والحد من الأمراض غير السارية، ، الى جعل إشكالية الأمراض غير السارية من بين الأولويات الوطنية وإدراج « الصحة باعتبارها استثمارا مستداما في كل السياسات » كمبدإ توجيهي أساسي وهو يستند وفق المعطيات المعلنة إلى إجراءات خاصة بكل قطاع من أجل تحقيق مؤشرات إيجابية في علاقة بالوقاية والحد من الأمراض غير السارية وذلك عند حلول سنة 2025.
وتتمثل المؤشرات الإيجابية التي يعمل المخطط التنفيذي على تحقيقها ، في ضمان توفر الأدوية والتدخلات الأساسية لـ 80 % من المرضى ، فضلا عن العمل على خفض مخاطر الوفاة المبكرة إلى 11 % ، ومعدل تعاطي التبغ إلى 18 % ، ونسبة الخمول الجسدي إلى 60 % ،ومتوسط استهلاك الملح إلى 8 غ يوميا، و معدل انتشار السمنة إلى 16 % ذلك أن الأمراض غير السارية (أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة) تمثل تهديدا للصحة العامة، حيث يؤكد المختصون انه يمكن تفادي الإصابة بهذه الأمراض وتقليص إمكانية الموت المبكر من خلال القضاء على عوامل الخطر التي تشترك فيها هذه الأمراض، ومن أهمها التدخين وسوء التغذية والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار.
و قد بين الاستطلاع الوطني الأخير حول الوضع الصحي للتونسيين الذي أنجزه المعهد الوطني للصحة العمومية سنة 2016 الى أن نسبة انتشار مرض السكري لدى الأشخاص الذين يتجاوز سنهم 15 عاما يقدر بـ 16 بالمائة، فيما تبلغ نسبة انتشار مرض ارتفاع ضغط الدم الى 29 بالمائة.
وأشار ذات التقرير الى أن ثلثي سكان تونس يعانون من الخمول الجسدي ، كما يتجاوز استهلاكهم للملح بين 10 و12 غ يوميا،علما وأن منظمة الصحة العالمية توصي بأن لا يتجاوز ذلك 5 غ يوميا لذلك يؤكد المختصون على أهمية الوقاية الأولية في المحافظة على صحة الفرد والمجتمع والوعي بأخطار التدخين واستهلاك المخدرات و على أهمية تحديد عوامل الإختطار من خلال اتباع أسلوب حياة صحي ونظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام في تعزيز الوقاية من الأمراض غير السارية.
يذكر أن هذا المخطط العملي الذي أعدته وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وتمت المصادقة عليه من كل القطاعات المتدخلة، يندرج في إطار العمل على تنفيذ السياسة الوطنية للصحة 2030 الرامية للنهوض بصحة ورفاه كافة المواطنين وتحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للوقاية والحد من الأمراض غير السارية و هو يهدف أساسا إلى تعزيز التعاون بين الإدارات الجهوية للصحة من أجل تحقيق أهداف مشتركة في مجال مكافحة الأمراض غير السارية ووضع خطة متكاملة للتوعية والوقاية والرعاية الصحية بهدف تقديم استجابة فعّالة ومستدامة لهذه الأمراض لتعزيز صحة المجتمع بشكل شامل إذ تُقرّ في السياق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بأن الأمراض غير السارية تطرح تحدياً كبيراً أمام التنمية المستدامة. وقد التزم رؤساء الدول والحكومات في إطار الخطة، بوضع استجابات وطنية طموحة بحلول عام 2030، من أجل الحد بنسبة الثلث من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية، عن طريق الوقاية والعلاج (الغاية 4-3 من أهداف التنمية المستدامة).
78 بالمائة منهم يريدون العودة : هل ستنجح تونس في استعادة كوادرها الطبية؟
كشفت نتائج دراسة أصدرها معهد الدراسات الاستراتيجية في مارس 2024،حول هجرة مهنيّي الصحّة ان …