2023-10-17

زيارة مرتقبة لصندوق النقد الدولي الى تونس من 5 الى 17 ديسمبر : هل هو مؤشر إيجابي على حصول تونس على تمويل جديد ؟

ينفذ‭ ‬وفد‭ ‬عن‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬زيارة‭ ‬الى‭ ‬تونس‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬الى‭ ‬17‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل‭ ‬،‭ ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬بعد‭ ‬تعثر‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬حول‭ ‬القرض‭ ‬البالغة‭ ‬قيمته‭ ‬1,9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬وتوقفت‭ ‬المشاورات‭ ‬بينهما‭ ‬خلال‭ ‬موفى‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ .‬

وقد‭ ‬رحب‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬مروان‭ ‬العباسي‭ ‬بهذه‭ ‬الزيارة‭ ‬ووصفها‭ ‬بالايجابية‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مؤشرات‭ ‬اهمها‭ ‬بداية‭ ‬تعافي‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬ازمة‭ ‬كوفيد‭ ‬والحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الاوكرانية‭ ‬وما‭ ‬خلفته‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬اسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬خلال‭ ‬اكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬تقلص‭ ‬عجز‭ ‬ميزان‭ ‬الدفوعات‭ ‬الى‭ ‬مستوى‭ ‬2,1‭ % ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬8,6‭ % ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭. ‬وبحسب‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬فقد‭ ‬سددت‭ ‬البلاد‭ ‬مختلف‭ ‬الفواتير‭ ‬المتعلقة‭ ‬بشراءاتها‭ ‬وديونها‭ ‬وهي‭ ‬ايضا‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬سداد‭ ‬القسط‭ ‬الاكبر‭ ‬منها‭ ‬اواخر‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭ ‬والمقدر‭ ‬باكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬اورو‭.‬

‭ ‬ورغم‭ ‬شحنة‭ ‬التفاؤل‭ ‬والامل‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬بخصوص‭ ‬الزيارة‭ ‬المرتقبة‭ ‬لصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬لتونس‭ ‬فان‭ ‬بعض‭ ‬الخبراء‭ ‬اعتبروا‭ ‬هذا‭ ‬التفاؤل‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬اكد‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وسيم‭ ‬بن‭ ‬حسين‭ ‬لـاالصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بمدى‭ ‬نجاح‭ ‬او‭ ‬فشل‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬الجوجيوسياسية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬وتحديدا‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬والحرب‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬وفلسطين‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ان‭ ‬تغير‭ ‬مواقف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬اللوبي‭ ‬الصهيوني‭ ‬حسب‭ ‬رأيه‭ . ‬

رفض‭ ‬قاطع‭ ‬لإملاءات‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬

‭ ‬واضاف‭ ‬بن‭ ‬حسين‭ ‬ان‭ ‬الاملاءات‭ ‬والاصلاحات‭ ‬التي‭ ‬طالب‭ ‬بها‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬تونس‭ ‬مقابل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬جديد‭ ‬لم‭ ‬تنفذ‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬وخوصصة‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬وتجميد‭ ‬الانتدابات‭ ‬بالوظيفة‭ ‬العمومية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬امام‭ ‬تمسك‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬برفضه‭ ‬الاملاءات‭ ‬المتأتية‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬ودفع‭ ‬نسق‭ ‬منظومات‭ ‬الانتاج‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اليات‭ ‬الصلح‭ ‬الجزائي‭ ‬واسترجاع‭ ‬الاموال‭ ‬المنهوبة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬لتجاوز‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ .‬

كما‭ ‬توقع‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬سيقوم‭ ‬بها‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬خلال‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل‭ ‬لمزيد‭ ‬الدفع‭ ‬لتطبيق‭ ‬الاصلاحات‭ ‬الموجعة‭ ‬او‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬وتعويضها‭ ‬بمشاريع‭ ‬استثمارية‭ ‬اخرى‭ ‬علما‭ ‬وان‭ ‬دين‭ ‬بلادنا‭ ‬يبلغ‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬اجمالي‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬وهي‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬الى‭ ‬تمويل‭ ‬جديد‭ ‬لتسديد‭ ‬اجور‭ ‬موظفي‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬الذين‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬حوالي‭ ‬680‭ ‬الف‭ ‬موظف‭ ‬اداري‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬150‭ ‬الف‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬العامة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نفقاتها‭ ‬الاخرى‭ .‬

وللتذكير‭ ‬فان‭ ‬تونس‭ ‬عاشت‭ ‬خلال‭ ‬الاشهر‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬ازمة‭ ‬في‭ ‬التزويد‭ ‬بالمواد‭ ‬الاساسية‭ ‬وهي‭ ‬متفاقمة‭ ‬وتتوسع‭ ‬معها‭ ‬يوميا‭ ‬قائمة‭ ‬المواد‭ ‬المختفية‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬،كما‭ ‬ان‭ ‬رصيد‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬لدى‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬سيكون‭ ‬ملاذ‭ ‬الحكومة‭ ‬لتسديد‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬ديونها‭ ‬الخارجية‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬اي‭ ‬تمويلات‭ ‬خارجية‭ ‬اخرى‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مشاركة تونس في معرض الصناعات الغذائية بمونتريال من 15 إلى 17 من الشهر الحالي : نحو مزيد الدفع بالصناعات الغذائية التونسية وولوجها  العالمية ودعم تصديرها

دعما لقطاع المنتجات الغذائية ولمزيد التعريف بما تزخر به بلادنا من تنوع في المنتجات الفلاحي…