بين موسم وآخر : انهيار كلّي وتراجع رهيب دفاعيا وهجوميا
قبل حوالي عام من الآن، وتحديدا يوم 30 جوان 2023، تحدث عثمان جنيح الرئيس السابق للنجم الساحلي في أعقاب مباراة الجولة الختامية للموسم الماضي ضد الأولمبي الباجي والتي انتهت بفوز النجم بخماسية نظيفة بكل سعادة وفخر عن تتويج ناديه بلقب البطولة الوطنية، مشددا حينها أن ذلك التتويج حصل بعد النجاح في تخطي عديد العقبات والصعوبات، مؤكدا في الآن ذاته أن الظفر بلقب البطولة أعاد النادي إلى السكة الصحيحة ومن شأنه أن يؤسس لمستقبل أفضل يكون خلاله النجم مؤهلا للاستمرار في المنافسة بقوة على الألقاب، لكن ما حصل في الموسم الحالي كان مغايرا تماما لأماني وتطلعات جنيح الذي تخلى عن «مشروعه» في منتصف الطريق.
في هذا السياق تكشف المقارنة بين النتائج المحققة الموسم الماضي ونتائج الموسم الحالي عن وجود فوارق كبيرة للغاية تظهر حصول انهيارا كليا وتراجعا غير مسبوق في نتائج هذا الفريق، وأكبر دليل على ذلك أن النجم عجز على امتداد عشر جولات ضمن منافسات «البلاي أوف» عن تحقيق ولو فوز وحيد، بل الأكثر من ذلك أن الفريق الذي خاض منذ بداية العام الحالي 15 مقابلة لم يتمكن سوى من تحقيق فوز وحيد في الوقت القانوني وتحديدا في مباراة الكأس ضد الأهلي الصفاقسي في حين تكبد عشر هزائم وتعادل في أربع مناسبات في مختلف المسابقات التي لعب خلالها (البطولة والكأس ورابطة الأبطال وكأس السوبر).
دفاع مرتبك ومهزوز
حافظ النجم الساحلي على أغلب ركائزه الدفاعية التي ساهمت في الحصول على لقب البطولة الموسم المنقضي ولم يغب سوى زياد بوغطاس الذي تعرض لإصابة حادة منذ الموسم الماضي أجبرته على الابتعاد طيلة هذا الموسم عن الحسابات، في المقابل واصل كل من حمزة الجلاصي وصلاح الدين الغدامسي وحسام بن علي وغفران النوالي وكذلك الحارس علي الجمل الظهور بانتظام ضمن مباريات الفريق، غير أن هذا الاستقرار لم يكن عاملا إيجابيا بما أن النجم عانى الأمرين هذا الموسم وخاصة في مرحلة «البلاي أوف» والدليل على ذلك قبوله سبعة أهداف في عشر مقابلات فقط، في المقابل لم تهتز شباك الحارس علي الجمل في المرحلة الحاسمة من البطولة الموسم الماضي سوى في ثلاثة أهداف فقط في 14 مباراة، وهذا التراجع الملحوظ ساهم بشكل مباشر في تراجع النتائج والاكتفاء بالمركز قبل الأخير علما وأن النجم كان ليكتفي بالمركز الأخير لولا حصوله على ثلاث نقاط حوافز بعد منافسات المرحلة الأولى من البطولة.
هجوم ضعيف للغاية
أما من الناحية الهجومية فإن الفريق ظهر بمستوى متواضع وضعيف للغاية، فرغم وجود ما لا يقل عن سبعة مهاجمين تناوبوا على الظهور في مباريات النجم خلال «البلاي أوف» ونعني بذلك ياسين الشماخي وراقي العواني وصالح البرهومي والهادي جرتيلة وإبراهيم السويسي وفيني بونغونغا وأصيل الجزيري إلا أن النتائج كانت كارثية والأداء كان دون المأمول وهو ما تؤكده الأرقام والإحصائيات وكذلك المقارنة بما تحقق الموسم الماضي، حيث أن النجم أنهى منافسات «البلاي أوف» في موسم التتويج باللقب بتسجيل 19 هدفا في 14 مقابلة، في حين اكتفى هذا الموسم بتسجيل 4 أهداف فقط من بينها ضربة جزاء في عشرة مباريات، وهذا الضعف لم يبرز فقط خلال المرحلة الحاسمة من البطولة، بل بدأت بوادره منذ المرحلة الأولى رغم أنه سجل 15 هدفا في 15 مباراة، لكن هذه الأرقام شهدت تراجعا كبيرا خاصة بعد خروج المهاجم يوسف العبدلي من الفريق.
وفي السياق ذاته فإن النجم تمكن من التتويج بلقب البطولة الموسم الماضي بعد أن حقق تسعة انتصارات كاملة في 14 مقابلة في حين أنه خرج من منافسات «البلاي أوف» في الموسم الحالي برصيد خال من الانتصارات وهو الفريق الوحيد الذي لم يفز في أية مباراة من مجموع الفرق المنافسة في المرحلة الحاسمة من البطولة.
قنبلة مدوية يطلقها الجويني وبقية أعضاء الإدارة الوطنية للتحكيم : استقالة جماعية كشفت العيوب.. والجامعة في موقف لا يحسد عليه
بعد البداية الصعبة التي عاش على وقعها قطاع التحكيم في بلادنا وخاصة في ما يتعلق بمنافسات ال…