2024-06-06

مميش أساسي وبوشنيبة يظهر أحيانا : لماذا تـراجـعت أسهم الـشـبـان فـي الترجي؟

استبشر الجميع في نهاية الموسم الفارط بثورة الشبان في الترجي الرياضي حيث شهدت التشكيلة الأساسية ظهور عديد الأسماء التي لم تتجاوز العشرين سنة ما جعل التفاؤل كبيرا بخصوص بداية عهد جديد يقطع مع التعاقدات المحلية والأجنبية  المكلفة ويعطي الفرصة لأبناء النادي الذين عانوا لسنوات من التهميش ما جعل بروزهم مقتصرا على أسماء محدودة في العشرية الفارطة كغيلان الشعلالي ومحمد علي بن رمضان مقابل خروج مواهب كانت قادرة على فرض نفسها بقوة ولعل مثال المدافع الدولي منتصر الطالبي خير دليل على ذلك عندما غادر من الباب الصغير ليكتشف نفسه خارج تونس.

وعرفت التركيبة المثالية في نهاية الموسم الفارط ظهور ما لا يقلّ عن أربعة لاعبين من منتخب الأواسط وهم الحارس أمان الله مميش والظهير الأيمن رائد بوشنيبة ومتوسطا الميدان زكرياء العايب وغيث الوهابي إضافة الى الجناحين عزيز عبيد والذين إنضاف اليهم في الصائفة محمد وائل الدربالي وبلال الساحلي والنيجيري أوناشي أغبيلو غير أن الحال تغيّر كليّا في الموسم الجاري ليقتصر الحضور الدائم على مميش وبدرجة أقل بوشنيبة وهو ما يؤكد انطفاء شعلة الشبان مقارنة بالبداية القوية والتي كانت مبشرة للغاية.

ثبات

كان الحارس أمان الله من العلامات الفارقة في الموسم الجاري حيث بات ركيزة لا غنى عنها في تشكيلة الترجي مفتكا النجومية من عديد الأسماء بفضل مستواه الرائع وأرقامه القياسية التي حققها في النسخة المنقضية من رابطة الأبطال بمحافظته على عذارة شباكه في 11 مباراة منها تسع على التوالي ليساهم بقسط وافر في الوصول الى الدور النهائي بعد انتظار دام خمس سنوات، وكان الثبات السمة البارزة في أداء مميش الذي صعد الى الواجهة في نهاية الموسم الفارط وسط خيبات متتالية عاشها الترجي محليا وقاريا ليقدّم رغم ذلك أوراق اعتماده سريعا ويبرهن عن جدارته بحماية العرين.

ولعل المستوى الباهر لمميش يعطي ضمانات قوية على غلق ملف حراسة لسنوات قادمة لينسج على منوال معوّضه معز بن شريفية الذي كان الحارس الأول طيلة عقد ونيف جامعا في رصيده تتويجات تاريخية ومُعيدا الهيبة لمدرسة تكوين الترجي التي أنجبت حارسا جديدا نال لتوّه الدعوة الأولى للمنتخب الوطني غير أن الطريق مازال طويلا لتأكيد التوهج وصنع تاريخ حافل طالما أن القدرات والشخصية موجودة وتحتاج الى مزيد من العمل والصقل.

تأرجح

لم يكن الثنائي رائد بوشنيبة وزكرياء العايب ثابتين في تشكيلة الترجي ولو بدرجات متفاوتة اذ لم يفرضا نفسيهما بانتظام رغم أن الأول يعتبر من العناصر التي شاركت بانتظام سواء كأساسي أو أثناء اللعب مع اقتناع الاطار الفني بقدراته واجتهاده الكبير وخاصة من الناحية الدفاعية في حين استهل العايب مرحلة كاردوزو بقوة حيث كان حاضرا ضمن الأساسيين قبل أن يخسر مكانه ليقتصر حضوره على الأشواط الثانية ما يبرز بوضوح تراجعه في ترتيب الخيارات في وسط الميـــدان مــع المراهنــة على ورقة الخبرة وكذلــك غيـــاب «الفورمة».

وســـيـــعــمل بوشنيــبة علــى تعزيـز الثقة التي يحــظى بها من المدرب ميـــغيل كاردوزو حيـث كان أساسيا في مواجهة «الدربي» على حساب لاعب الخبرة محمد بن علي لكنه مطالب بتحسين أدائه من الناحية الهجومية لحسم التنافس نهائيا في الموسم القادم وهو ما ينطبق على العايب الذي لم يكن أداؤه مستقرا تماما غير أنه يبقى خيارا مهما وضروريا في وسط الميدان لتنويع الرسوم التكتيكية.

تراجع رهيب

دفع متوسط الميدان الدفاعي غيث الوهابي ثمن التعزيزات التي قام بها الترجي على امتداد فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية ليفقد مكانه تدريجيا بل إنه كان خارج الحسابات في أغلب مواجهات المرحلة الحالية ليكتفي بخوض مباراتين، الأولى في كأس تونس والثانية ضد النجم الساحلي وفي دور مدافع محوري بسبب غياب محمد أمين توغاي وعقوبة هاني عمامو ليكون الخاسر الأكبر في هذا الموسم الذي كان مغايرا لسابقه، ولم يكن حال زميل الوهابي السابق في منتخب الأواسط محمد وائل الدربالي أفضل حيث لم ينجح في افتكاك مكان أساسي رغم بعض الفرص التي نالها مع المدربين المتداولين على الترجي وآخرها في «دربي» الذهاب ليصبح ورقة بديلة في أفضل الحالات.

ووجدت عناصر أخرى كانت الآمال المعلقة عليها كبيرة في الموسم الفارط على غرار عزيز عبيد نفسها خارج المنظومة تماما وهو ما يعكس صعوبة فرض الذات في فريق يعيش على وقع ضغوطات كبيرة ولا ترضى جماهيره سوى بالانتصارات وهو ما يجعل الاندماج عسيرا، وأضرت سياسة حرق المراحل بعديد اللاعبين غير أن سيناريو مميش وبوشنيبة يبدو ملهما للعناصر التي أصبح التحاقها وشيكا بالفريق الأول على غرار لاعبي منتخب 2005 و2006 كزين الدين كادة ووجدي العيساوي والذين سيحاولون إيجاد مكان تحت دائرة الضوء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

جناح وحيد في الترجي : الــخــاوي يـمـلأ الـــفـــراغ

تتواصل تحضيرات الترجي للموسم الجديد بصفة عادية في الحديقة «ب» في انتظار الدخول قريبا في تر…