2024-02-08

في اختتام الدورة الخامسة للمنتدى المتوسطي للمياه : ضمان الأمن المائي أولوية في السياسات الوطنية والدولية

اختتمت أمس الدورة الخامسة للمنتدى المتوسطي للمياه التي ناقشت على مدى ثلاثة أيام  ملفات ذات أهمية كبرى  طرحت جل الإشكاليات المتعلقة بالموارد المائية وتمحورت حول كيفية  إدارة نظم المياه والحاجة إلى تطوير التصرف المتكامل في الموارد المائية في ضوء التحديات المطروحة  على غرار  حسن التصرف في المياه في إطار الاستراتيجية الوطنية للانتقال الايكولوجي ووضع سياسات ناجعة لحسن إدارة المياه خاصة تعبئة وحماية الموارد المائية وتحليه مياه البحر أو تعميم إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة تماشيا مع الإستراتيجية الوطنية للمياه 2050 خاصة وان الموارد الجوفية من المياه في تونس  ستتراجع  بنسبة 50 بالمائة بحلول سنة 2050.

بلادنا من المتوقع أن تواجه تراجعا في المساحات المخصصة لزراعات الحبوب بنسبة 30 بالمائة في أفق 2030 إضافة  إلى  خطر تملح المياه الجوفية بنسبة 30 بالمائة مع حلول سنة 2050 وتراجع التنوع البيولوجي البري والبحري وغيرها من الإشكاليات الأخرى المطروحة في المجال.

حيث طالب المشاركون في  المنتدى بضرورة تكاتف الجهود لمواجهة التحديات المتزايدة المتعلقة بالمياه  خاصة وان البلدان العربية تعد من أكثر المناطق التي تواجه إشكالية ندرة المياه باعتبار أن الموارد المائية المتاحة بالمنطقة تناهز 260 مليار متر مكعب في حين أن احتياجاتها تفوق بكثير الكميات المذكورة  ناهيك أن الدول العربية ستواجه نقصا في الموارد المائية يقارب 127 مليار متر مكعب في أفق 2030  وتعود أسباب هذا النقص في المياه  إلى التغيرات المناخية…

كما اكتسى التوجه نحو تحلية المياه، أهمية كبرى، ضمن سياسات إدارة المياه وخطط التنمية الموضوعة من قبل الدول المتوسطية، وخاصة بالدول الواقعة في الجنوب ومثل احد الملفات التي تم تداولها بالدرس  ناهيك عن العديد من الملفات الأخرى المتعددة والتي تتمحور حول كيفية إدارة نظم المياه والحلول المطروحة لمجابهة شح المياه والتغيرات المناخية وضمان الأمن المائي  والغذائي أيضا… وكيفية التعاطي مع حالة الضرر التي تعرفها الثروات المائية والتي تكون لها انعكاسات مباشرة على الأرض.

كما مثل المنتدى فرصة لطرح جملة من الحلول الناجعة لمواجعه شح المياه وندرته والتغيرات المناخية على غرار تحلية المياه المالحة ورسكلة المياه المستعملة والتحكم في الطلب  وأهمية التجديد التكنولوجي والاهتمام  بالبني التحتية…

ويرى جميع  الفاعلين في مجال المياه بمنطقة المتوسط  أن تكاتف الجهود ضروري  لمجابهة التحديات المطروحة في المجال  وتقديم الحلول لمشكل تزايد الحاجيات للمياه وخلق مناخ للعمل على  بلورة  استراتيجية عادلة للتصرف المستدام في الثروة المائية بالمتوسط. ناهيك عن التأكيد على أن مسألة المياه أولوية في السياسات الوطنية والعالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في انتظار الحلول.. شطط الأسعار يتواصل… يــومــيــات الـتــونـــســيـيــن مُـــرهــقــة وصــعــبــة..!

يبدو أن ضيق الحال وضعف الإمكانيات وانعدامها في اغلب الأحيان وضعية قد طبّع معها معظم التونس…