الحكم العراقي أحمد كاظم أوصل الدربي إلى برّ الأمان : قـوة شـخـصـيــة ســـاعــــدتــه على التعـامل مـع الظروف الصعبة
أثار تعيين الحكم العراقي أحمد العراقي أحمد كاظم لإدارة مباراة الدربي الأخيرة بين النادي الإفريقي وضيفه الترجي الرياضي تعليقات شتى، وصلت إلى حد التشكيك في قدرة هذا الحكم على النجاح في هذه المهمة، خاصة وأنه للمرة الأولى يقع اللجوء إلى حكم من العراق للإشراف على إحدى مباريات البطولة التونسية، كما أن الاستنجاد مجددا بحكم أجنبي من قبل القائمين حاليا على قطاع التحكيم فسّره البعض بوجود قناعة بعدم «قدرة» الحكام المحليين على التعامل مع مثل هذه المباريات الصعبة والحاسمة.
لكن في هذا المطاف يمكن القول إن هذا الحكم استطاع في نهاية المطاف أن يصل بمقابلة الدربي إلى برّ الأمان لتنتهي في وقتها الطبيعي رغم كل المستجدات والظروف الصعبة التي عرفتها هذه المواجهة وخاصة خلال الدقائق الأخيرة.
تعامل صارم
من بين النقاط الإيجابية التي ميّزت صافرة هذا الحكم العراقي أنه تعامل بصرامة وثقة كبيرة مع أغلب الالتحامات والحوارات الثنائية التي حصلت بين لاعبي الفريقين خلال مباراة الدربي، وكانت أغلب قراراته بخصوص الإعلان عن المخالفات سليمة، والأكثر من ذلك أن الحكم أحمد كاظم لم يتردد في إشهار عديد البطاقات الصفراء دون أي تردد أو تخوف ما يثبت قوة شخصيته وحسن تعامله مع كل الحالات التحكيمية خلال هذا اللقاء. فضلا عن ذلك فإن صافرة هذا الحكم لم تثر على امتداد ردهات هذا الدربي أي احتجاجات من الجانبين، وهذا الأمر يمكن أن يكون دليلا واضحا على أن الحكم نجح في مهمته وساعد على إنهاء المقابلة والوصول بها إلى بر السلام رغم ما حفّ بها من توترات وعوامل من خارج الملعب كادت تؤثر على السير الطبيعي لهذه المباراة وتحكم على إنهائها قبل وقتها الأصلي.
وفي هذا السياق من المهم التذكير بأن الحكم العراقي اضطر إلى إيقاف المباراة منتصف الشوط الثاني بعد أن أصبحت الرؤية منعدمة تماما بسبب الدخان الكثيف الذي تسببت فيه الشماريخ التي وقع إشعالها من قبل الجماهير الحاضرة، لكن حكم المقابلة تعامل بهدوء مع هذه الأحداث وانتظر إلى غاية انقشاع الدخان واتضاح الرؤية من جديد ليتم استكمال المباراة، ورغم أن الوقت البديل التي تم احتسابه من قبل الحكم العراقي عرف توترا كبيرا في المدارج الجنوبية بعد الالتحام بين قوات الأمن والجماهير، ليتم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع الذي تأثر به اللاعبون وكذلك كل الموجودين على حافة الميدان، إلا أن هذا الحكم ظل رصينا وأصرّ على إنهاء المباراة بعد أن احتسب عددا كبيرا من الدقائق لتعويض الوقت البديل، وفي نهاية المطاف لم يتم الاضطرار إلى إيقاف المقابلة التي انتهت بسلام ودون أي مشاكل فوق الميدان ووسط أجواء من الروح الرياضية بين لاعبي الفريقين رغم حالة التوتر الكبير التي عرفتها مدارج ملعب رادس.
قرار مثير للجدل ولكن
الحالة التحكيمية التي أثارت جدلا كبيرا في هذا اللقاء كانت مرتبطة بالإعلان عن ضربة جزاء لفائدة النادي الإفريقي خلال الدقائق الأخيرة، وفي هذا السياق فإن الحكم العراقي لم يعلن في البداية عن ضربة الجزاء قبل أن يتم تنبيهه من قبل غرفة «الفار» بوجود الاشتباه بحصول التحام غير شرعي من قبل أحد لاعبي الترجي على مهاجم النادي الإفريقي، وهو ما جعل الحكم العراقي يعود إلى هذه اللقطة قبل أن يعلن عن ضربة جزاء تسببت في حصول انقسام بشأن صحتها من عدمها، ولئن أكد بعض محللي أداء الحكام إلى أن قرار الحكم لم يكن صائبا فإن البعض الأخر أكد أن أحمد كاظم اتخذ القرار الصحيح، لكن في نهاية المطاف فإن هذا القرار لم يؤثر في نهاية المطاف على النتيجة النهائية للمباراة بما أن الترجي الذي تقدم بهدفين نجح في المحافظة على تفوقه وخرج بنقاط الفوز.
قنبلة مدوية يطلقها الجويني وبقية أعضاء الإدارة الوطنية للتحكيم : استقالة جماعية كشفت العيوب.. والجامعة في موقف لا يحسد عليه
بعد البداية الصعبة التي عاش على وقعها قطاع التحكيم في بلادنا وخاصة في ما يتعلق بمنافسات ال…