البحث والخدمات الاستشفائية الجامعية : نحو إضفاء أكثر نجاعة على الخدمات الصحية ذات الاختصاص العالي
خططت وزارة الصحة خلال العام الجاري للنهوض بقطاع البحث والخدمات الاستشفائية الجامعي من خلال تضمين برنامج البحث والخدمات الاستشفائية الجامعية ثلاثة محاور فرعية يتعلق الأول بقيادة البحث والخدمات الاستشفائية الجامعية أما المحوران الفرعيان الآخران فيختصان بالخدمات العلاجية المختصة والسلامة الصحية بكل من تونس والمنستير .
ويتضمن البرنامج الفرعي الأول وحدة عملياتية تتولى قيادة البحث والخدمات الاستشفائية الجامعية . أما بخصوص البرنامج الفرعي الثاني المتعلق بالخدمات العلاجية المختصة والسلامة الصحية بتونس ، فإنه يضم المؤسسات المختصة سواء منها التي تسدي خدمات علاجية مختصة على غرار المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء ومركز الإسعاف الطبي الاستعجالي و المركز الوطني لزرع النخاع العظمي ومركز التصوير بالرنين المغناطيسي والمركز الإقليمي لمعالجة الأمراض السرطانية بجندوبة أو التي تعنى بالسلامة الصحية والمركز الوطني شلبي بلكاهية لليقظة الدوائية والمخبر الوطني لمراقبة الأدوية والمركز الوطني للحماية من الأشعة .
وفي ما يتعلق بالبرنامج الفرعي الثالث الذي يعنى بالخدمات العلاجية المختصة بالمنستير ، فإنه يضم مصحة طب وجراحة الأسنان بالمنستير باعتبارها مؤسسة استشفائية تختص في إسداء الخدمات العلاجية المرتبطة بصحة الأسنان.
وفضلا عن هذه البرامج الفرعية، يضم البرنامج عددا من الفاعلين العموميين والمتمثلين في المؤسسات العمومية للصحة إذ تتمثل المهمة الأساسية لهذه المؤسسات في توفير العلاجات ذات الاختصاص العالي والخدمات الاستشفائية والطبية المتطورة ، كما تساهم في أنشطة التكوين الأساسي في ميادين الطب والصيدلة وطب الأسنان وكذلك في تكوين أعوان الصحة ، إلى جانب أنشطة البحث العلمي . .
ويهدف هذا البرنامج إلى النهوض بخدمات الخط الثالث المتعلقة أساسا بتوفير الخدمات الصحية ذات الاختصاص العالي وبتطوير البحث العلمي والتكوين في مجالات الطب وطب الأسنان والصيدلة . وتتمثل أهم نقاط قوة البرنامج في ارتكازه على هياكل صحية جامعية ومراكز مختصة تؤمّن خدمات ذات اختصاص عال بفضل الكفاءات المختصة التي تباشر بها إضافة إلى مساهمتها في أنشطة البحث والتكوين بما ينعكس إيجابا على جودة الخدمات الصحية المسداة ويمكن من مزيد التحكم في كلفة العلاج خاصة من خلال تقليص اللجوء إلى العلاج بالخارج .
غير أن البرنامج مازال يواجه جملة من الإشكاليات المرتبطة بنقص الموارد البشرية وصعوبة الوضعية المالية للهياكل الصحية الجامعية والمراكز المختصة نتيجة التأخير في صرف مستحقاتها لدى الصندوق الوطني للتأمين على المرض .وترتكز خطة العمل حول المحاور الإستراتيجية التالية، تطوير بدائل الإقامة الاستشفائية ، وذلك من خلال تطوير أنشطة الاستشفاء النهاري وتطوير تقنيات ووسائل المتابعة الطبية ودعم طب الاختصاصات العالية عبر وضع مخطط للوقاية من الذبحة الصدرية والتكفل العاجل بالمصابين إلى جانب التركيز على اختصاصات زرع الكلى والقلب والكبد والرئة والقرنية والتي تم الترفيع في التعريفات الخاصة بها في إطار الاتفاقيات المبرمة مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض استنادا إلى دراسات كلفة لتحفيز الهياكل الصحية العمومية على مزيد تطوير تلك الاختصاصات علاوة على تطوير البحث العلمي وتحسين مردوديته حيث في هذا الجانب تمت برمجة إنجاز عدد من المشاريع التي ستساهم بشكل كبير في تحقيق النجاعة في مجال البحث العلمي والمتمثلة بالأساس في المشروع الوطني للجينات .
مرّة أخرى الرئيس يتوقف عند « التخريب الممنهج» لقطاع النقل.. نحو مقاربة جديدة لإعادة بناء منظومة منهكة..!
يواجه قطاع النقل في تونس، منذ سنوات، تحديات متزايدة ألقت بظلالها على حياة المواطن اليومية …