2024-05-23

فشل رياضي واداري متواصل  : من يتحمل مسؤولية التراجع المخيف؟ 

بالنظر إلى الأوضاع الراهنة التي يعيشها النجم الساحلي، فإنه من الصعب جدا التكهن بقدرة هذا النادي الذي يتأهب للاحتفال بذكرى تأسيسه المائوية الموسم القادم، ذلك أن الواقع الحالي يثبت بما لا يدع اي مجال للشك أن هذا الفريق مازال يعيش على وقع أسوأ أزمة عاشها على امتداد تاريخه الطويل، بل إن هذه الأزمة لا يبدو أنها ستنتهي سريعا بما أن تبعات المشاكل والصعوبات وكذلك الأخطاء الإدارية لا توحي بأن الخروج من هذه الأزمــــة سيكون سلــــسا ودون حــصول أي آثــار لا يمكن بســهولة التخلص منها في ظرف وجيز،، بل إن هـــذه الآثــار بدت واضحة تماما خلال هذا الموسم الذي يعيش فيه فريق جوهرة الساحل على وقع فشل مستمر في كل المجالات..

نتائج محبطة في كل الفروع 

قبل الحديث عن نتائج فريق كرة القدم، من المهم التأكيد على أن هذه الأزمة المالية َوالإدارية زادت في حجم المشاكل التي تعاني منها بقية الفروع، والدليل على ذلك أن نتائج فرق الكرة الطائرة وكرة اليد وكرة السلة تبدو محبطة ومتواضعة تماما، ومن شبه المؤكد تبعا لذلك أن يخرج النادي بحصيلة سلبية في هذه الفروع مع نهاية الموسم الحالي، والسبب في ذلك يعود بدرجة أولى إلى حدة الأزمة المالية التي لا تسمح بتطوير أداء هذه الفرق وكذلك إلى حالة الارتباك َوالعجز الإداري الواضح في تسيير هذه الفروع، اما بالنسبة إلى الفريق الأول لكرة القدم فإن ما حققه الفريق إلى حد الآن يبدو كذلك محبطا ومثيرا لحيرة جماهير النجم، حيث ان الفريق عجز بعد مرور سبع جولات كاملة في مرحلة البلاي أوف عن تحقيق الفوز، بل إنه يعتبر الفريق الوحيد المنتمي لمجموعة المنافسة على اللقب الذي لم يقدر على الانتصار في كل مبارياته السابقة في المرحلة الحاسمة من البطولة.

عجز مالي وفشل إداري 

في سياق متصل، فإن فصول هذه الأزمة تبدو أيضا مرتبطة شديدة الارتباط بوجود مشاكل مالية وإدارية مستفحلة، فرغم تعاقب أكثر من هيئة تسييرية على النادي منذ رحيل الرئيس السابق رضا شرف الدين، إلا أن الجميع كان عاجزا تماما عن إيجاد الحلول المجدية والفعالة للقضاء على مجمل المشاكل المالية، وهذا الأمر أدى بطبيعة الحال إلى تعمق الأزمة الإدارية، حيث فشل ماهر القروي الذي خلف شرف الدين في تسيير النادي وايجاد حل لإنهاء الأزمة المالية، ليرحل سريعا عن النادي قبل أن يخلفه مؤقتا الرئيس السابق عثمان جنيح لكنه لم يكن قادرا على التعامل مع كثرة المشاكل وحجم الديون التي تحاصر النادي فرحل بدوره منتصف هذا الموسم قبل أن يتم تكليف هيئة تسييرية مؤقتة للإشراف على النادي إلى غاية نهاية الموسم الجاري. وفي هذا الخضم من حالة التخبط الإداري والمالي برزت على امتداد الأشهر الماضية عديد المشاكل المرتبطة أساسا بقضايا مرفوعة ضد النجم الساحلي من قبل لاعبين سابقين، وفي ظل غياب سياسة رشيدة تحكم التعامل مع هذه القضايا فإن العقوبات المسلطة على النادي من قبل الفيفا عمقت الأزمة وكشفت بوضوح وجود حالة من القصور والعجز لدى المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير النادي خلال السنوات الأخيرة.

إرث ثقيل 

بالعودة قليلا إلى الوراء لم تكن هذه المشاكل بارزة كثيرا وتحديدا زمن إشراف الرئيس السابق رضا شرف الدين على النادي، لكن بمجرد رحيله تكشفت العيوب وبرزت المشاكل التي حاصرت النجم من كل الجهات، وفي هذا الإطار يمكن القول إن ما حصل في عهد شرف الدين وخاصة خلال مواسمه الأخيرة كان ينبئ بحصول هذا الانفجار في الأوضاع، فالرئيس السابق ارتكب عديد الأخطاء سواء على مستوى طريقة تسيير النادي حيث أبعد عددا من المسؤولين الأكفاء واكتفى باتخاذ عدة قرارات مصيرية بشكل أحادي وخاصة في ما يتعلق بملف الانتدابات إذ وقع التعاقد مع عدد كبير للغاية من اللاعبين الذين كلفوا خزينة النجم كثيرا وفي مقدمتهم الايفواري سليمان كوليبالي دون أن يقدموا اية إضافة بل الأكثر من ذلك فهذه الانتدابات ورطت النجم في عدة قضايا، َوالدليل على ذلك أن أغلب القضايا المرفوعة ضد النجم ووقع البت فيها بإصدار أحكام ضد النجم يتحمل مسؤوليتها أساسا رضا شرف الدين الذي حاول رفع سقف الطموحات عاليا من خلال إبرام صفقات مكلفة، لكنه لم يفلح في ذلك بل ترك إرثا ثقيلا ومشاكل مالية متراكمة من الصعب للغاية التخلص منها على المدى القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

قنبلة مدوية يطلقها الجويني وبقية أعضاء الإدارة الوطنية للتحكيم : استقالة جماعية كشفت العيوب.. والجامعة في موقف لا يحسد عليه

بعد البداية الصعبة التي عاش على وقعها قطاع التحكيم في بلادنا وخاصة في ما يتعلق بمنافسات ال…