2024-05-15

لضمان حق المواطن في رعاية صحية شاملة : إعادة فتح قسم الطب الباطني بمستشفى الرازي

لضمان حقّ المواطنين في رعاية صحّية شاملة وضمان خدمات صحية ذات جودة ترتقي إلى تطلعات كل المرضى تم الاثنين 13 ماي  2024 تحت إشراف وزير الصحّة علي المرابط تدشين وإعادة فتح قسم الطبّ الباطني بمستشفى الرّازي للأمراض النفسيّة والعقليّة بمنّوبة حيث  أصبحت طاقة استيعابه تفوق  25 سريرا بعد أن تمت تهيئته وتجديده وتجهيزه بأحدث المعدّات.

وقد أكد وزير الصحة خلال موكب التدشين الذي حضره مدير عام الهياكل الصحية العمومية الدكتور طارق بن ناصر والمديرة الجهوية للصحة بمنوبة الدكتورة إيمان الحباسي والمديرة العامة للمستشفى السيدة نعيمة التوجاني ومعتمدة منوبة السيدة سنية الجندوبي وعدد من الإطارات الطبية وشبه الطبية والإدارية بالمؤسسة على أهمّية المحافظة على هذا المكسب الذي يضاف إلى جملة من الأقسام والوحدات المختصّة بمستشفى الرّازي وعلى ضرورة اعتماد الرّقمنة والحوكمة لضمان الاستغلال الأفضل للموارد بما من شانه الرّفع من جودة الإحاطة والخدمات الصحّية بهذه المؤسسّة الاستشفائيّة العريقة.

ويعتبر الطبّ الباطني من التخصصات التي تتعامل مع أكبر عدد من الأمراض والظروف الصحيَة التي تؤثَر مباشرة على الأعضاء الباطنيَة (الداخليَة) في جسم الإنسان دون اللجوء إلى الإجراء الجراحي وهو طب يشمل خاصَة التداوي والعلاج بالمستشفيات والعيادات الخارجيَة وغالبا ما يعتمد أطباء الأمراض الباطنيَة الوسائل التشخيصيَة القائمة على التحاليل والفحوصات المخبريَة.

ويهتمَ هذا الطب بدراسة وعلاج جميع الأمراض التي يمكن أن تصيب الجسم البشري سواء كانت مفاجئة أو مزمنة كما تشمل مسؤوليات الطب الباطني عمليَة وقاية المرضى من مختلف المشاكل عبر توعيتهم ومساعدتهم على فهم المشاكل الصحيَة والمرضيَة التي يمكن أن تعترضهم والوقاية من الأمراض لتعزيز صحتهم ومناعتهم. ويتميّز الطب الباطني بتنوَع وتعدد الأمراض التي يتعامل معها وهذا ما يفسَر ازدياد التخصصات الطبيَة المتفرعة من الطب الباطني وتشمل إجراءاته العلاجيَة جميع الأعضاء في جسم الإنسان .كما يمكن أن تشمل مسؤوليات الطب الباطني الحالات التي يمكن أن تصاب بأمراض جلديَة أو مشاكل لها علاقة بالإدمان أو اضطرابات عصبيَة (خلل بالجهاز العصبي) المسؤول عادة عن الصحة النفسية للإنسان.

وبحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية، ترتفع نسبة التونسيين الذين يعانون من الاكتئاب لتحتل  بذلك بلادنا مرتبة متقدمة افريقيا  إذ يعاني 518 ألف تونسي من الاكتئاب وهي أرقام قريبة من الواقع وفي ارتفاع مستمر وتتعلق  أغلب الأمراض النفسية المنتشرة في بلادنا وفق الدراسة  باضطرابات القلق النفسي والاكتئاب ونوبات الهلع، وهي حالات تحتاج إلى تشخيص دقيق للأمراض النفسية، بعيدا عن التداوي الذاتي بمضادات القلق أو اللجوء إلى «مدربي الحياة».

ويؤكد مختصون بأن هذه الأرقام قد تكون قريبة من الواقع لأسباب عدة منها ما يتعلق بفقدان الأمل والقلق المتزايد والإحساس بالخوف والضغط النفسي المستمر نتيجة صعوبات  الحياة وارتفاع تكاليف المعيشة وتظهر اعراض الاكتئاب خاصة وفق المختصين في الحزن والشعور الدائم بالقلق، وفقدان الاهتمام أو الرغبة في القيام بأي نشاط، والتعب، إضافة إلى فقدان الثقة في النفس، واضطرابات في النوم أو الشهية وهوما يترجم ارتفاع عدد التونسيين الذين يلجؤون إلى عيادات الأطباء النفسيين، ويستهلكون الأدوية المهدئة للأعصاب.

ومن ابرز الظواهر التي تؤكد الارتفاع الحاصل في نسبة الأمراض النفسية والعقلية في المجتمع التونسي ظاهرة الانتحار ومحاولات الانتحار التي  ارتفعت  بصورة كبيرة، الأمر الذي أعاده الاختصاصيون النفسيون إلى تزايد نسب الإصابة بالاكتئاب من جرّاء تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى  قلة الوعي حول أهمية الطب النفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

القطاع الفلاحي من الحشرة القرمزية إلى ذباب الزيتون …أي مصير قادم..؟

يعتبر القطاع الفلاحي قطاعا استراتيجيّا وحيويّا، لا في تونس فقط، بل في العالم ككلّ، إذ أنّ …