جرجيس : العمل على تسجيل الاسفنج في لائحة التراث العالمي
احتضنت مدرسة الصيد البحري بجرجيس يوم الأحد 12 ماي 2024 ندوة حول الاسفنج موروث ثقافي قابل للتثمين تم خلالها الاتفاق على تنظيم ندوة ثانية موسعة وتركيز لجنة قصد تسجيل الاسفنج في لائحة التراث العالمي بعد تسجيله بالمعهد الوطني للتراث.
وقد بينت مديرة دار الثقافة ابن شرف بجرجيس الجهة المنظمة للندوة ليلى بن محمود أن الهدف الأساسي من الندوة هو تسجيل الاسفنج كتراث وطني وتراث عالمي مشيرة إلى أن جمعية مهرجان الاسفنج راسلت الوزارة منذ شهر سبتمبر الماضي قصد مدها بالإجراءات والخطوات اللازمة لتسجيل الاسفنج في لائحة التراث العالمي لذلك تم استدعاء خبراء في المجال لتقديم المشورة والتعرف على تجارب السابقين في هذا المجال على غرار تسجيل جزيرة جربة في لائحة التراث العالمي وتسجيل طوائف غبنتن بالقائمة الدولية للتراث غير المادي لليونسكو.
وأضافت أن الخطوات المقبلة تتمثل في تكوين لجنة من الجمعيات المعنية والأطراف المهتمة لإعداد الملف وإبراز أهمية الاسفنج وتثمينه لتسجيله في التراث الوطني أولا ثم في لائحة التراث العالمي. من جهته بين رئيس جمعية مهرجان الاسفنج بجرجيس سمير عبيشو أهمية تثمين الاسفنج سياحيا وصناعيا وفلاحيا من خلال اقتراح سياحة الغوص للاطلاع على كيفية صيد الاسفنج وتثمينه صناعيا في مواد تجميل وعديد الصناعات التحويلية والطبية مشيرا إلى أنه يمثل موروثا ثقافيا بجرجيس لابد من المحافظة عليه. وأضاف أنه سيتم توظيف التكنولوجيات الحديثة بفضاء الأنشطة الاقتصادية مثل التقنية ثلاثية الأبعاد وس الأولوقرامس لإبراز أهمية الاسفنج خلال الدورة 52 لمهرجان الاسفنج بجرجيس الذي يلتئم هذه السنة من 25 جويلية إلى 15 أوت 2024 وذلك في انتظار تثمين عديد الخصوصيات الأخرى والعناصر التي تزخر بها مدينة جرجيس على غرار ز الوزرةس وهي غطاء صوفي رجالي وجزيرة البيبان وتسجيلها في لائحة التراث العالمي. هذا وقد تم تقديم عدة مداخلات ضمن برنامج الندوة حول تقنيات صيد الاسفنج وبحارة جرجيس وصيد الاسفنج وأهمية تثمين الاسفنج والاسفنج عبر التاريخ بجرجيس والنظام الحمائي للتراث التونسي وعرض تجربة ملف إدراج جربة في لائحة التراث العالمي وتسجيل طوائف غبنتن بالتراث غير المادي في اليونسكو.
وفي فترة النقاش تم التأكيد على ضرورة تثمين علاقة سكان جرجيس بالبحر والاسفنج لأنها علاقة تاريخية متينة وضرورة توحيد جهود مختلف الناشطين في المجتمع المدني والكفاءات في هذا الاتجاه مع اقتراح إحداث اختصاصات تكوينية في مدرسة الصيد البحري تعنى بالتكوين في كيفية صيد الاسفنج إن لم تكن متوفرة وتركيز مشاريع استزراع الاسفنج بالجهة مع العمل على تركيز مجسم للاسفنج بأحد المفترقات الرئيسية بجرجيس كرمز تعرف به الجهة منذ قديم الزمان من ذلك تسميتها بعاصمة الاسفنج. يذكر أن قطاع صيد الاسفنج في ولاية مدنين وخاصة جرجيس يعد حوالي 100 بحار وغواص يعملون على متن حوالي 20 مركب صيد بحري لكن إنتاجهم مازال في أمس الحاجة إلى مزيد التعريف به من خلال المشاركة في المعارض الدولية وتوظيف السياحة للتعريف به أو تثمينه في مجال الصناعات التقليدية ودعم تصديره خاصة أنه يصدر حاليا دون لف أو تعليب.
وتتصدر مدينة جرجيس مدن البحر الأبيض المتوسط على مستوى الإنتاج وهي تعرف بعاصمة الاسفنج باعتبارها تحتل المرتبة الأولى وطنيا في إنتاجه المستقر في حدود 12 طنا سنويا علما أن سعر البيع يصل إلى حدود 500 دينار للكيلوغرام الواحد الذي يعد حوالي 40 قطعة إسفنج ومايعني ذلك من عائدات هامة من العملة الصعبة.
وقد عرفت مدينة جرجيس صيد الاسفنج منذ مالايقل عن قرن إذ وفد عليها البحارة الأجانب المختصون في صيد الاسفنج من ايطاليا ومالطا أساسا منذ سنة 1875.
ويعد اسفنج مدينة جرجيس من أجود الأنواع على غرار زالحجاميس وسالجربيس والكمامي الجرجيسيس. وتعد طريقة الصيد بـ س الكماميسس من الطرق التقليدية وهي تتمثل في الغوص إلى أعماق البحار دون التزود بالهواء لمدة تتراوح بين دقيقتين أو ثلاث ثم يطفو على السطح محملا بقطع الاسفنج ثم تطورت طرق الصيد بعدة وسائل أخرى حديثة. ونظرا لأهمية صيد الاسفنج في جرجيس أحدث مهرجان وطني للإسفنج بجرجيس يعد من أعرق المهرجانات إذ بلغ حاليا دورته 52 التي تنظمها جمعية مهرجان الاسفنج. والاسفنج هو حيوان بحري ينمو في قاع البحر له خلايا كثيرة له هيكل عظمي متركب من إبر ذات نوعية تختلف باختلاف نوع الاسفنج. وهو يتغذى من الجزيئات الموجودة بالماء مثل البكتيريا والمواد العضوية ويتناسل ككل الكائنات الحية. ويوجد 15 نوعا من الاسفنج بمياهنا في أعماق كبيرة تصل إلى 60 مترا خاصة في جرجيس وأجيم وأغير وفي أعماق قصيرة بجزيرة قرقنة تتراوح بين متر واحد و5 أمتار.
جربة : ملتقى دولي لتعزيز سلسلة القيمة لحليب الإبل
ينظم معهد المناطق القاحلة بجزيرة جربة من 2 إلى 4 أكتوبر 2024 الملتقى الدولي الثاني حول تعز…