الإفريقي بين رئيس يأتي متحفزاً ويرحل مـُجبراً : غابت الألقاب وحضرت النكسات
انضمّ يوسف العلمي، إلى قائمة الرؤساء الذين أجبروا على الرحيل، أو غادروا دفّة التسيير في النادي الإفريقي قبل نهاية مدّتهم النيابية، وهو الأول الذي يُجبر على التخلي عن مهامه قبل نهاية الموسم بشهر تقريباً، ولكنّه دُفع دَفعاً إلى الرحيل بما أن الوضع كان يُنذر بالانفجار بعد الخسارة أمام النادي الصفاقسي، وبوادر الأزمة ظهرت منذ فترة طويلة، بما أن العلمي لم يعد قادراً على تغطية نفقات النادي من موارده الخاصة بعد توقف بقيّة الموارد الأخرى، ذلك أن كل المعطيات تؤكد أن عقد الشراكة مع الخطوط القطريّة، لن يقع تمديده وبالتالي سيفقد الفريق أهم مصدر لتمويل الميزانيّة في السنوات القادمة، حيث كان العرض القطري الأفضل في سجل كرة القدم التونسيّة، ومن الصعب أن يتكرّر في المستقبل.
أسباب رحيل العلمي عديدة بلا شك، ولكنها تختلف عمّن سبقه لأنه الوحيد الذي اجتهد كثيراً للوصول إلى دفّة التسيير وكان يتمتع بدعم كبير من الجماهير، ولكن الأحداث تسارعت بشكل كبير في الأسابيع الماضية، حيث اتضح قصور الهيئة التي يقودها العلمي وعدم قدرتها على الوصول بالفريق إلى برّ الأمان في استعادة لنهاية التجارب الماضية التي لاحقت الرؤساء السابقين، ذلك أن الإفريقي فتح عهداً جديدا في تسيير الفرق التونسية، بما أنه أول فريق نظم ويُنظم انتخابات وقادت في فيفري 2011 إلى صعود جمال العتروس رئيسا ولكنه رحل في نهاية مدة نيابته تاركا الفرصة إلى سليم الرياحي وبعدها تداول على قيادة الفريق الكثير من الأسماء بحصاد متقارب ونتائج متشابهة.
سليم الرياحي: لقب ولكن
مع الرياحي، فاز النادي الإفريقي بلقب تاريخي في عام 2015، ولكن الرئيس الذي قاد الإفريقي من جوان 2012 إلى نوفمبر 2017، قاد الفريق بمراحل مختلفة كانت بدايتها مع صفقات تاريخية أهمها التعاقد مع دجابو وعودة الذوادي وانضمام صابر خليفة وأسامة الدراجي، ونهايتها بصفقات فاشلة وأزمات مالية تاريخية ورّطت الإفريقي كثيرا، ولكن الرياحي دفع ثمن التداخل بين السياسة والمال والأعمال والرياضة فدفع الإفريقي الثمن غالياً، وخلفه مروان حمودية لفترة قصيرة من نوفمبر 2017 إلى جوان 2018 عندما خسر الانتخابات.
عبد السلام اليونسي: ضغط من اليوم الاول
مرحلة اليونسي كانت الأصعب في بدايتها بعد أن ورثت الهيئة ديوناً تاريخية لم يتخلص منها الفريق إلا بدعم من الجماهير ولم تشهد نجاحات رياضية تذكر غير التأهل إلى دور المجموعات في دوري الأبطال، ليرحل اليونسي عن الإفريقي مُجبراً في فيفري من عام 2021، بعد تحالف سياسي أوشك على أن يَعصف بفرص الفريق في الاستمرار في الرابطة الأولى، وقد شهدت مرحلته الكثير من الأزمات منها المفتعل ومنها ما نتج عن سوء التدبير والتسيير وعدم استغلال العقد القطري بالطريقة الأفضل.
يوسف العلمي: مكاسب إدارية
من الناحية التنظيمية والهيكلية كانت مرحلة العــلمي الأفضل، لأنه حقق مكاسب منــذ البداية ساعدت على تهدئة الأمور مع الجماهير منحت هيئة العلمي الفرصة للعمل من أجل إعادة البناء بعيدا عن الضغط، ولكن الفريق تعرض إلى نكسات رياضية كبيرة في السنوات الأخيرة، غطّت النجاحات الإدارية التي حققتها الهيئة خاصة بعد تسوية ملفات الديون والقضايا لدى الاتحاد الدولي غير أن العلمي رحل وترك الــفريق في الوضع نفسه تقريباً ولكن نسبة الديون أقل بكثير.
الفريق تحاصره الحملات الفايسبوكية
لم ينه أي رئيس مدته النيابية وكل واحد منهم رحل مكرهاً مع درجة أقل بالنسبة إلى يوسف العلمي، الذي كان قادراً على الاستمرار ولكنّه عكس الرياحي واليونسي فهم الرسالة سريعاً وقبل أن تغرق المركب بكل من فيها، سارع إلى إنقاذ نفسه حتى لا يخسر كل ما فعله مع النادي، ولكن من الواضح أن الإفريقي لم يعد يتأثر بالنتائج الرياضية فقط، بل أيضا بحملات الفايسبوك وكل إدارة تحاول تجنيد بعض الصفحات من أجل الترويج لما تراه مناسبا لسياستها وطبعا فإن صفحات أخرى تجتهد من أجل تغيير الصورة، وكل من يُحسن التحكم في وسائل التواصل يكون منتصراً في النهاية، فالرياحي خسر المعركة على منصّات التواصل، رغم أنها ملعبه واليونسي لم يكن يملك حساباً رسمياً فوجده نفسه منذ اليوم الأول في مرمى الانتقادات قبل أن يتخذ أي قرار، أما العلمي، فقد دعّمه الفايسبوك في البداية قبل أن تتغيّر المعطيات في الفترة الماضية، من خلال رفع سقف الطموحات بشكل لا يتماشى مع قدرات الفريق ومن الواضح أن هناك حملة قوية وممنهجة تعرّض لها الفريق كان الهدف منها عزل العلمي عن الجماهير، وقد نجحت الحملة نسبياً من خلال ما انتشر من أخبار في الأيام الماضية، دون أن تظهر الجهة التي حرّكت جانباً من الجماهير.
اليوم الدفعة الثانية من الجولة العاشرة : الـتـرجي فــي مــهـمـة تــعـــويـض الإصابات والصفاقسي في موقف صعب
سيُحاول الترجي الرياضي، العودة سريعاً إلى الانتصارات في البطولة الوطنية، بعد تعثره في الجو…