2024-04-20

الدكاترة الباحثون المعطّلون عن العمل يوجّهون رسالة  لرئيس الجمهورية لإنصافهم : تسوية شاملة وعادلة لملفّهم  ضرورة قصوى …

• تنظيم تحرك احتجاجي يوم 8 ماي أمام القصر الرئاسي لتبليغ رسالتهم في تسوية شاملة لملفهم …

نظم أول أمس الخميس الدكاترة الباحثون المقصيون عن العمل ندوة صحفية بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حول الآفاق التشغيليّة للدكاترة الباحثين.

مثلت هذه الندوة مناسبة طرح فيها الدكاترة لمحة تاريخية عن تحركاتهم التي انطلقت  بوقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة يوم 10 أكتوبر 2023 تلتها مسيرة الأقدام الحافية من أمام كلية الحقوق بسوسة في اتجاه ساحة الحكومة بالقصبة أيام 27، 28 و29 نوفمبر 2023 ثم مسيرة اليوم العالمي لحقوق الإنسان يوم 10 ديسمبر 2023 تلتها  مسيرة النداء الأخير انطلاقا من أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اتجاه ساحة باردو يوم 20 ديسمبر2023  ثم تنفيذ  وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة يوم 13 جانفي 2024 تلتها  وقفة احتجاجية أمام مقر مجلس نواب الشعب في ساحة باردو يوم 26 جانفي 2024 ناهيك عن جولة الجامعات بالجنوب ايام 5، 6 و7 مارس 2024 وأعلن الدكاترة المقصيون عن العمل عن تنظيم تحرك احتجاجي يوم 8 ماي أمام القصر الرئاسي لتبليغ رسالتهم في تسوية شاملة لملفهم …

كما تطرق الدكاترة الباحثون المقصيون عن العمل إلى موضوع الإحصائيات وعلاقتها بالخطط الشاغرة في مؤسسات الدولة  حيث مكنتهم الإحصائيات المتوفرة لديهم  المبنية على المعلومات التي تحصلوا عليها من خلال  مطالب النفاذ إلى المعلومة من المضي قدما في مطلبهم في العمل صلب هذه الهياكل والمؤسسات والتأكد أن  حل ملف التشغيل رهين إدماجهم  بمؤسسات الدولة التي تعرف شغورا وتفتقر للدكاترة الباحثين رغم أن مهامها في صلب اختصاصاتهم  حيث تقدموا بمطالب لمختلف مؤسسات الدولة  ومكنتهم 22 مؤسسة من المعلومة، 22  مقابل 30 مؤسسة لم يتلقوا منها إجابة  ووفق معلوماتهم فان 22 مؤسسة التي تلقوا منها ردا  بها  8 هياكل بها دكاترة باحثون و14 هيكلا لا يضم دكاترة باحثين …

ومثلت الندوة فرصة لإبراز أن الكفاءات من الدكاترة الباحثين يمكن أن تقدم  من زادها المعرفي ما من شانه أن ينفع البلاد في عديد القطاعات وما يمكن من إيجاد حلول لعديد الإشكاليات العالقة فهم يمثلون الحل ولا يمكن أن يكونوا  بأي شكل من الأشكال  جزءا من أي مشكل . ودعوا إلى ضرورة  ايلاء الكفاءات الأهمية اللازمة والحظوة المستحقّة وعدم تهميشها باعتبار انها ضرورة لا تستحق التذكير بها  لعمق إيمانهم بمدى قدرتهم على تقديم الإضافة في كل المجالات عوض تصديرهم للخارج..

كما تطرق الدكاترة الباحثون المقصيون عن العمل الى اشكالية المناظرة  « وطالبوا بعدم حصر ادماجهم في الشغل  بالمناظرات باعتبار ان المناظرات المنجزة تشوبها الشبوهات وتفتقد للمصداقية  والشفافية  وطالتها العديد من التجاوزات  مستدلين في ذلك ببعض الوثائق والبراهين وطالبوا بإعادة النظر في مناظرة انتداب أساتذة مساعدين واحترام المقاييس المعتمدة في الانتدابات والتي تم الاتفاق عليها ووفقا لها يعرف كل دكتور نسبة  حظوظ النجاح بالنسبة له خاصة وان  النتائج كانت صادمة في بعض الاختصاصات مما يدل على حد تعبيرهم  على وجود شبهات فساد وبعض الأسماء تم اختيارها بالمحاباة والمحسوبية وهي مظلمة سلطت على الدكاترة المقصيين  عن العمل.

  وتحدثوا عن موجة الشك في نزاهة ومصداقية مناظرة انتداب أساتذة مساعدين بالجامعات التي فقدوا الثقة فيها .و يرون اليوم انه لا مجال للصمت على أي نوع من شبهات الفساد وقد اهتزت ثقتهم في المناظرات  كما أن إعادة التجارب الفاشلة نفسها وعيش طعم المرارة مرارا وتكرارا قد أعياهم فمطلبهم الأول والأخير الإنصاف  واعتماد مبدإ الشفافية والمصداقية فالعديد من المعطلين عن العمل من دكاترة باحثين وممن طالت بطالتهم يرون ان إنصافهم بعد المعاناة المطولة والتهميش والظلم يكمن في إلحاقهم مباشرة بالعمل دون التعلل بفتح باب التناظر لأنهم يرون أن المناظرات تفتقد لجانب المصداقية والشفافية لأنه والى حد اليوم مازالت المناظرات تشوبها عديد الشوائب على حد تعبيرهم  .  فذات الممارسات مازالت متواصلة في بعض المناظرات و تتم وفق الولاءات والمحسوبية  والحلول تكمن في تسوية شاملة لملفهم خاصة وان أعداد الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل في تزايد سنويا  فسياسة التهميش والوضع المتردي سياسة متواصلة على مدى سنوات في ظل غياب شبه كلي للاستراتيجيات التي من شأنها أن تغير من الواقع المرير الذي يعيشه قطاع بأكمله يمثل النخبة …

الدكاترة الباحثون المقصيون عن العمل وجهوا رسالة لرئيس الدولة قيس سعيد  لانصافهم  بناء على ايمانه  العميق  بالعلم وأهميته في النهوض بالبلاد مؤكدين في الآن ذاته أنهم قادرون بما لديهم من زاد معرفي من تحقيق نقلة نوعية في مختلف  مؤسسات الدولة وهياكلها  محمّلين بجراحهم المثخنة يبحثون عن «الدواء» المتمثّل في تسوية شاملة لملفهم  فالتّهميش بلغ أقساه وأقصاه…مطالبهم مشروعة والتّشغيل استحقاق . فأبواب العمر تكاد توصد خلف العديد منهم …بعضهم تجاوز 45 سنة ومازال حلم الالتحاق بركب الموظفين يراوده .سنوات العمر ولـّت والمعاناة مازالت لصيقة ومتواصلة لفئات موسّعة منهم .كلّ فرد يحمل في جرابه قصص مؤلمة عن سنوات الجمر ومرارة الانتظار عن القهر فجفّت الحلوق وبحّت الحناجر وشابت الذوائب …ولم تجد لها آذانا صاغية. «النخبة» على اختلاف تخصصاتها من الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل  أصيبوا بالخذلان  وفقدوا الثّقة في كل السّاسة والحكومات المتعاقبة التي لم تقدم لهم من الانجازات في ملف التشغيل سوى «الفتات»  يأملون اليوم أن ينصت لهم رئيس الجمهورية  وان يستمع لهم خاصة وان لهم مبادرة مفصلة عن كيفية إدماجهم في مخابر وهياكل البحث ومؤسسات الدولة بمختلف تفرعاتها   .

فسياسة التهميش للدكاترة الباحثين  ليست أمرا مستجدّا  بل هي سياسة متواصلة على مدى سنوات في ظل غياب شبه كلي للاستراتيجيات التي من شأنها ان تغير من الواقع المرير الذي يعيشه قطاع بأكمله يمثل النخبة فتحركاتهم في عديد المناسبات واحتجاجاتهم لم يتغير بل ازداد وضعهم سوءا وتفشت البطالة اكثر فأكثر في صفوفهم. كما ان ترهل منظومة البحث العلمي وتفشي البطالة في صفوف حاملي شهادة الدكتوراه أمر لايمكن ان ينكره أي طرف على اطلاع بما يحدث في مجتمعنا اليوم كما  انه لا يمكن الصمت على عملية الإقصاء  للكفاءات خاصة أمام صعوبة اندماجهم في سوق الشغل باعتبار غياب التصنيف القانوني لهم في السلم الوظيفي سواء في القطاع العام او الخاص.

كما أنها حقيقة لايمكن إنكارها باعتبار أن نزيف هجرة الكفاءات يشي بأن هناك خللا وإشكالا مطروحا في ملف بهذا الثقل ملف الدكاترة الباحثين المعطلين ومدى حاجة الدولة لزادهم المعرفي التي لا يختلف اثنان في انه قد قدم على طبق لدول أخرى للاستفادة منه…

كما أن المتابع لملف الدكاترة الباحثين المعطلين عن العمل لسنوات يلاحظ أن عددا كبيرا منهم قد غادر الوطن مجبرا بعد ان فقد الأمل في العمل في بلاده ولعلنا نستحضر العديد من الأسماء التي افترشت الأرض  في اعتصام مطول أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكانت ممن سحلوا في الشوارع وممن تعرضوا للعنف قد غادرت  البلاد وهي اليوم تخط  طريقها بخطى ثابتة …فمتى تلقى كفاءاتنا الحظوة والتبجيل ..؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

حتى لا تكون عملا مناسباتيا : نظافة البلاد … مسؤولية مشتركة..!

أليس تكدس الأوساخ ببعض المناطق وفي «قلب» العاصمة مثلا أمرا محيّرا ومنفّرا ومثيرا للاستياء …