ملف بايات تونس أمام القضاء: والــنيابة تطلب التأخير..!
نظرت يوم الجمعة هيئة الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية بايات تونس المتضررين فيها محمد امين باي وزوجته جنينة عزوز وصهره محمد الشاذلي بن سالم وسعيد بن محمد الشاذلي ونور الدين بن محمد باي وسلوى الحسيني وسلمى باي وشملت الابحاث في القضية المنسوب اليه الانتهاك ادريس قيقة وعدة اطارات أمنية سابقة …
وبينت النيابة ان النصاب القانوني للهيئة غير مكتمل أثر التحاق بعض اعضائها للعمل بمحاكم أخرى أثر الحركة القضائية الأخيرة، فطلبت التاخير لانتظار اكتمال النصاب القانوني ، فقررت الدائرة الاستجابة للطلب واجلت المحاكمة لجلسة جويلية المقبل.
وفي جلسة سابقة واكبتها «الصحافة اليوم» حضرت سالمة بن سالم حفيدة محمد الامين باي وابنة محمد بن الشاذلي بن سالم «شهر» حمادي بن سالم، وذكرت الشاهدة امام المحكمة بأن والدها كان طبيبا مختصا في الامراض الصدرية حتى قبل زواجه بوالدتها المرحومة زكية ابنة محمد الامين باي وكان والدها طبيبا ويتمتع بشهرة كبيرة ومحبوبا من متساكني منطقة باردو اين كانت له عيادة يباشر فيها عمله كما انه كان من اسرة ميسورة وله أرزاق عقارية ومنقولة بالمكان وبعد زواجه من والدتها اقاما بمنزل بجهة باردو وكانوا يتحولون خلال فصل الصيف للاقامة بمنزل مخصص لهم متفرع عن قصر قرطاج اين كان يقيم الباي محمد الامين باي واضافت بان والدها شغل وظيفة وزير للصحة خلال فترة حكم المرحوم محمد الامين باي وكان من مؤسسي جمعية الملعب التونسي كما أن والدتها اسست بدورها جمعية تعرف باسم “قطرة الحليب” وكانت متخصصة في مساعدة النساء المعوزات غير القادرات على توفير الحليب والقوت لأولادهن وكانت والدتها محبوبة من الاهالي وكانوا يطلقون عليها صفة الشعبية وأكدت بان والداها كانا لهما حس وطني كبير وقد ربيا ابناءهما على حب تونس والولاء لها.
المنعرج..
واضافت الشاهدة انه حوالي سنة 1950عمد «الجندرمة» الفرنسيون الى اعتقال والدها وجميع وزراء محمد امين باي ونقلوهم الى جزيرة جربة بدعوة عدم تعاونهم وامتثالهم لطلبات ورغبات المقيم العام الفرنسي واخضعوهم للاقامة الجبرية وبعد حوالي 40 يوما سمحوا للعائلة بزيارتهم ودامت فترة الاقامة الجبرية حوالي شهرين.
واضافت الشاهدة بانه بتاريخ اعلان الجمهورية بتاريخ 25جويلية1957 كانوا بقصر قرطاج حين عاينوا تحركات غير عادية ومحاصرة للقصر من طرف اعوان الامن التونسيين علما وانه قبل اسبوع من ذلك صدرت لهم وللباي محمد الامين وكافة العائلة المصغرة اوامر بعدم مغادرة القصر وعدم تلقي الزيارات من اي كان وعند منتصف نهار ذلك اليوم او بعده بقليل تم ايقاف والدها المرحوم محمد بن الشاذلي بن سالم ومحمد الامين باي وابناؤه محمد الشاذلي وصلاح ومحمد وكذلك زوجته المرحومة جنينة بوعزيز دون اعلامهم عن موجب ذلك ولا المكان الذي سينقلون اليه وقد مكثت هي ووالدتها واشقاؤها لمدة ثلاثة او اربعة ايام لا يعرفون مكان وجود والدها واضافت بان اشقاءها هم روضة ومراد وهيكل وسليم وثريا.
واضافت بانها وبعد الفترة المذكورة طلبت منهم والدتها المرحومة زكية الاستعداد لمغادرة مقر إقامتهم بقصر قرطاج لكنهم فوجؤوا باعوان الامن وعلمت بالسماع انه كان على راسهم المنسوب له الاتهام ادريس قيقة يمنعونهم من المغادرة عبر الباب الرئيسي لمقر إقامتهم والمغادرة عن طريق الباب الخلفي في محاولة منهم لاهانتهم اذ ذكروا لهم بانهم ليسوا اهلا للمغادرة عبر الباب الرئيسي كما أن احدهم عمد الى نزع خاتم من الذهب مرصع بالاحجار الكريمة من احد اصابع والدتها وغادروا اثر ذلك المنزل محملين بكمية قليلة من الملابس لا غير واستقبلهم عمها مصطفى بن سالم بمنزله بباردو لمدة خمسة ايام ثم اعتذر لهم عن ذلك بخوفه من ردة فعل الحبيب بورقيبة فاستقبلهم احد اصدقاء والدها المدعو بن عاشور بمنزله بباردو واضافت بأن عائلتها كانت حينها في حالة خصاصة علاوة على خوف الناس من التحدث اليهم فكانوا يعيشون في عزلة.
رحلة التعذيب..
واكدت انه في بادئ الامر نقل والدها ومحمد الامين باي وابناؤه الى مقر الباي بسكرة ثم علمت انه تم نقل والدها المرحوم محمد بن الشاذلي بن سالم الى سجن الهوارب بالقيروان اين حاول الفرار وكان ذلك سببا ليعمد عمر شاشية والي القيروان الى اخضاعه لعمليات تعذيب وتهديد بالقتل وقد مكث بسجن الهوارب لفترة لا تحددها تتراوح بين الشهرين والثلاثة اشهر لم يتمكن خلالها اي من افراد العائله من زيارته ثم نقل الى سجن 9 افريل بالعاصمة اين تمكنت واشقاؤها بمعية والدتها من زيارته حيث بدا لهم هزيلا وتظهر عليه علامات التعذيب علاوة على كونه اعلمهم بانه اودع بغرفة مع المحكوم عليهم بالاعدام وكان يتلقى بين الفترة والاخرى اعلاما بانه سيتم اعدامه اضافة الى منعه من مخالطة بقية المسجونين.
واضافة الى المعاناة التي كان يعيشها والدها فان ذلك شمل كذلك افراد العائله حيث كانت وشقيقتها روضة يدرسان بمعهد كارنو وكان هناك استاذ تربية اسلامية يسيء معاملتهما حيث نعتهما بـ«بنات الكلاب» وكان يجبرهما دون بقية التلاميذ على الوقوف وترديد النشيد الوطني بصوت مرتفع كما انه كان يذكرهما باجراء تم اتخاذه فعلا ضد عائلة الباي جعلهم ممنوعين من التمتع بامتياز المواطنة لمدة خمس سنوات.
وذكرت الشاهدة أن البعض عرضوا على والدتها التماس العفو لزوجها لدى الحبيب بورقيبة فوافقت والدتها على ذلك وجاءهم الرد من بورقيبة بانه مستعد لاستقبال الابناء الستة فقط دون والدتهم واضافت بان بورقيبة كان يكره البايات ولا يطيق لقاءهم وبالفعل تم استقبالها رفقة اشقائها الخمسة بقصر قرطاج لكنهم فوجؤوا بالرئيس بورقيبة يخاطب شقيقتها باللغة الفرنسية بقوله الاباء ياكلون الثمار والابناء يتحملون نتيجة ذلك ثم امر من كان برفقته باخراجهم قائلا «خرجوهم عليا اولاد الكلاب».
واضافت بانه بعد حوالي سنة من ايداعه سجن 9 افريل اطلق سراح والدها دون محاكمة او صدور حكم ضده ولكن تم اثر اطلاق سراحه تم منعه من الاقامة وعائلته بالعاصمة واجبروا على الانتقال الى مدينة بنزرت اين عمل والدها بمستشفى المكان ولكن كانت تتم مراقبته من السلطة السياسية والامنية بصفة دورية ويومية ….
وبعد سنتين ونصف طلب والي بنزرت من والدها مغادرة المدينة في ظرف 24 ساعة الى مدينة القيروان وقد رافقت والدتها المرحومة زكية باي زوجها رفقة ابنائها هيكل وسليم وثريا في حين توجهت الشاهدة وشقيقتها روضة ومراد للدراسة بمعهد كارنو واقاموا بالمبيت بالمعهد وبداية من تلك الفترة بدات الامراض العضوية والعصبية تصيب افراد العائله الواحد تلوى الآخر وقد التحقت شقيقتها روضة بعد مرضها ببقية افراد العائله للاقامة بالقيروان.
خاتم العرش..
واضافت حفيدة الباي بانه اثناء إقامتهم بمدينة بنزرت توفي جدها محمد الامين باي بعد نقله من اقامة الباي بسكرة الى لافيات وهي تذكر انه قبل اخراج جنازته التي لم يحضرها كثيرون بسبب الخوف حضر سائق وسيلة بورقيبة وعمد الى نزع خاتم العرش من اصبع المرحوم محمد الامين باي واضافت انه في سنة 1961 سمح لوالدها وبقية العائلة بالعودة الى العاصمة فتسوغوا شقة بعمارة اين فتح والدها عيادة مارس فيها عمله كطبيب وعادت الحياة الى العائلة تدريجيا على طبيعتها وقد توفي والدها خلال شهر اكتوبر2000 بمرض السرطان.
اللقاء مع وسيلة بورقيبة..
واضافت بانها اتمت دراستها للطب بفرنسا ثم عادت الى البلاد التونسية اين تحصلت على شهادة التبريز في الطب وكان ذلك سببا لدعوتها مع طبيبتين اخريين لاستقبالهن بقصر قرطاج من طرف وسيلة بن عمار زوجة الحبيب بورقيبة لتكريمهن ولكنها فوجئت بهذه الاخيرة تقف امامها وتشير الى عقد كانت تلبسه وسألتها عما اذا كانت تعلم عنه شيئا فنفت ذلك فردت عليها وسيلة بورقيبة بان ذلك العقد كان تابعا لجدتها جنينة بوعزيز زوجة محمد الامين باي وهو ما حز كثيرا في نفسها باعتبار انه لم يكن باستطاعتها رد الفعل.
مصادرة..
وذكرت بانه تمت مصادرة جميع ممتلكات البايات من عقارات ومنقولات وكان يتم استدعاء بعض الأفراد من عائلة الباي ومن ضمنهم والدتها لاستفسارهم عن اماكن العقارات والمقاولات التي كان يملكها البايات وحصل ذلك في اكثر من مناسبة وفي احداها تم الاحتفاظ بوالدتها لمدة اربعة ايام وعند عودتها كانت تحمل اثار تعنيف وبسؤالها عما اذا كانت والدتها تعرضت حينها الى نزيف على مستوى نصفها السفلي اكدت انها لا تعرف ولا تذكر ذلك واكدت بان والدتها توفيت خلال شهر فيفري 1998 بعد صراعها مع مرض السرطان.
شهادة سلوى باي..
كانت سلوى الباي حفيدة اخر بايات تونس الأمين باي كشفت عن اخر الأيام في العائلة الملكية الحسينية.
وقالت سلوى الباي ان الرئيس بورقيبة وعدد من المتعاونين معه في القصر الملكي اخرجوا عائلتها من القصر بطريقة غير محترمة، مضيفة أن أحد المسؤولين في القصر من المقربين من بورقيبة طالبها بترك حذائها الثمين والخروج من القصر وأنها نامت وامها في العراء عدة ايام وان السكان كانوا يقدمون لها الأكل واللباس.
وأوضحت سلوى الباي ان عائلتها عانت كثيرا من حكم بورقيبة وان كرامة بايات تونس مازالت مهدورة الى اليوم.
وفي إحد تصريحاتها تقول «سجن من سجن من الأقارب ومنحنا نحن مهلة أسبوع لمغادرة منزلنا التابع للقصر وعند المغادرة جردت العائلة من كل ما تملكه، كنت خارجة، نظر أحد الوزراء إلى قدمي قائلا: «هذا الحذاء جديد اخلعيه»، خلعته خوفا وخرجت حافية القدمين.. أحد عسكر الباي رآني بهذا الشكل فأسرع بإعطائي حذاء بلاستيكيا قديما، وقضينا أياما دون فراش ودون لباس ودون أكل».
محاكمة رجل الأعمال ورئيس الملعب التونسي سابقا جلال بن عيسى
نظرت ظهر أمس الخميس 21 نوفمبر 2024 هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الفسا…