مرحلة التتويج دون أهداف : حـصــاد مـُخــجـل لـخـمـسـة أنـديــــة
تشابهت الجولات في منافسات مرحلة التتويج، فقد شهدت الجولة الأولى تسجيل هدفين لفائدة الترجي الرياضي أمام الملعب التونسي (2ـ0) وشهدت الثانية تسجيل هدفين واحد للترجي أمام النجم الساحلي وواحد للإفريقي أمام الاتحاد المنستيري، وشهدت الجولة الثالثة تسجيل 4 أهداف (رقم قياسي)، بعد أن سجل الترجي هدفاً في مرمى النادي الإفريقي وتعادل النجم الساحلي والملعب التونسي (1ـ1) وانتصار الاتحاد المنستيري على النادي الصفاقسي (1ـ0) وشهدت الرابعة تسجيل هدفين بتعادل الاتحاد المنستيري والترجي الرياضي (1ـ1).
وبعد مرور 4 جولات وإجراء 12 مقابلة، تم تسجيل 10 أهداف، منها 5 أهداف للترجي وهدفان للاتحاد المنستيري وهدف للإفريقي وآخر للنجم الساحلي وآخر للملعب التونسي، وبالتالي كان الحصاد كارثياً ولم نصل إلى معدل الهدف في كل لقاء، ولكن الأمر إلى حدّ الان كان كارثياً إلى أبعد مستوى بصمت رهيب، بل إن عديد الأهداف سجلت من أخطاء فردية صريحة، مثل هدف الإفريقي ضد الترجي في الجولة الثالثة، وهدف الملعب التونسي ضد النجم الساحلي في الجولة نفسها.
لا توجد أسباب…
البحث في أسباب هذا الفشل لن يكون مجدياً فسيعجز كل المفسرين عن إيجاد أي تبرير لما حصل إلى حدّ الان خلال 4 جولات، تميزت بفشل هجومي تاريخي، بما أن الفرق كلها تبحث عن الانتصارات والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بالأهداف، ولا يمكن الحديث عن غياب مهاجمين ممتازين، بل عن غياب الهدافين كما أن المدافعين يمكنهم التسجيل عبر الكرات الثابتة أو لاعبي الوسط، وبالتالي فإن الأسباب لا تبدو متوفرة في مثل هذه الوضعيات ومن شبه المستحيل تفسير الظاهرة. والحديث عن غياب لاعب هداف قد لا يكون منطقيا في بعض الحالات بالنظر إلى غياب الفرص والغريب أن مقابلات «البلاي آوت»، تشهد عددا أكبر من الأهداف رغم ضغط المقابلات وأهمية النتيجة باعتبار خطورة الهبوط أما أندية التتويج فتبدو مقيدة، وكل فريق يملك أجانب بل إن عدد الأهداف أقل من عدد الأجانب في رقم كارثي تواجهه الكرة التونسية هذا الموسم.
… ولا توجد حلول
إن كان البحث عن الأسباب صعب وسيقود إلى فشل في تفسير الظاهرة، فإن البحث عن الحلول يبدو أصعب بلا شك، فلا يمكن للفرق الآن البحث عن مواهب في فريق النخبة، ولا يمكن القيام بصفقات من أجل دعم الفرق ولهذا فإن الحل يبدو منعدما والأمل هو المزيد من المجازفة الهجومية والتخلي عن النزعة الدفاعية في بعض المواقف والعمل أكثر في الكرات الثابتة، رغم أنه من المؤكد أن كل الفرق تحاول استغلال الكرات الثابتة من أجل تطوير قدرات الفريق. فلا يمكن التشكيك في ما يقوم به كل مدرب في التدريبات خلال كامل الأسبوع فمن المؤكد أن هناك مجهودات تبذل ولكن غياب المواهب واللاعبين المميزين هو الذي يحرم الفرق من التألق هجوميا.
لاعب بنجاحات كل منافسيه
نجح الترجي الرياضي فقط في التسجيل في كل المقابلات إلى حدّ الان وهو ما فعله أيضا لاعبه البرازيلي رودريغاز الذي سجل في كل المقابلات إلى حدّ الان، وبلغ رصيده 4 أهداف، متفوقاً تقريباً على بقية الأندية التي سجلت 5 أهداف، وبالتالي فهو يحتل المركز الثالث في ترتيب أفضل الهدافين من بين الفرق، فالترجي يقود الترتيب بخمسة أهداف، وأندية الاتحاد والنجم والترجي والإفريقي سجلت 5 أهداف ورودريغاز سجل 4 أهداف.
واللاعب البرازيلي، سجل نقاطاً عديدة في صراع الهدافين وبات قريبا من قلب الطاولة على جميع المنافسين محرجا أكبر الأندية في البطولة حيث تفوق عليها ويبدو أنه مازال حريصا على مزيد تسجيل الأهداف في المرحلة القادمة ولا ينوي التوقف عن هز الشباك، ذلك أنه في حال سجل في لقاء النادي الصفاقسي سيكون سجل في مرمى كل الأندية في مرحلة «البلاي أوف».
كما أن أرقام فريق الترجي تبدو غير مشجعة بدورها، باعتبار أن الفريق سجل خمسة أهداف منها 4 للاعب واحد، والهدف الخامس سجّله ياسين مرياح من ركلة جزاء، وبالتالي فإن الفريق بات مرتبطا بنجاحات اللاعب البرازيلي الذي سجل بمفرده 80٪ من أهداف الفريق إلى حدّ الان.
بين الأندية والمنتخب
ضعف عدد الأهداف في مرحلة التتويج، لا يبدو غريبا عن كرة القدم التونسية، بما أن المنتخب الوطني في آخر 7 مباريات خاضها في عام 2024، سجل في مقابلتين، واحدة ودية وأخرى رسمية أي أنه فشل في 5 مباريات في التهديف، إذ أنه سجل هدفا وحيدا في كأس أفريقيا خلال 3 مقابلات رسمية حمل توقيع حمزة رفيع ولم يسجل في آخر 3 مقابلات توالياً، وهذا يعني أن الأزمة شاملة من البطولة إلى المنتخب الذي يمكنه أن يستنجد بلاعبين ينشطون في أوروبا أو الخليج وخيرة اللاعبين، وبالتالي فإن أجانب البطولة يعانون وكذلك نخبة اللاعبين في المنتخب، ولهذا فإن الوضع لن يتم تجاوزه قريباً، ذلك أن المنتخب الوطني لجأ خلال السنوات الماضية إلى البحث عن خيارات جديدة، وهذا ما يفسر لجوء الجامعة التونسية لكرة القدم في عام 2002 إلى تجنيس البرازيلي سانتوس، وبوجوده في صفوف المنتخب الوطني، حققت تونس أفضل النتائج في سجلها ومن بينها التتويج بكأس إفريقيا والتأهل إلى كأس العالم 2006، وهو الهداف التاريخي للمنتخب الوطني في كأس إفريقيا برصيد 10 أهداف وكان الهداف التاريخي للمنتخب.
انتصار سليمان أعاد الاطمئنان : هل عثر سانتوس على التركيبة الأفضل؟
أنهى النادي الصفاقسي سلسلة المقابلات دون انتصار خارج ميدانه، وعاد بثلاث نقاط مهمة في مواجه…