2024-03-23

امن نوادي فرنسا المغمورة إلى المنتخب : لمناعي .. قصة كفاح ملهمة

يعتبر فيصل المناعي لاعب الاتحاد المنستيري من أبرز الأسماء والعلامات المضيئة في بطولة الموسم الجاري، ففي موسمه الأول مع نادي عاصمة الرباط نجح المناعي في تثبيت أقدامه وترسيم نفسه واحدا من نجوم البطولة التونسية سريعا ليكسب في الأخير ثقة الناخب الوطني منتصر الوحيشي الذي يبقى له الفضل في دعوته للمرة الأولى لتقمص زي المنتخب التونسي وأن يصبح لاعبا دوليا. ويعتبر لاعب الاتحاد المنستيري قصة نجاح مميزة قد تلهم الأجيال المقبلة بفضل تضحياته والظروف الصعبة التي عاشها المناعي من أجل الوصول إلى أهدافه المنشودة. وقبل 8 سنوات وبالتحديد في موسم 2015 – 2016  حطّ المناعي الرحال بالشبيبة القيروانية حيث لم يعمّر طويلا قبل أن يقرر الرحيل وفسخ التعاقد بالتراضي بسبب عدم منحه الفرصة لإبراز إمكاناته الفنية والبدنية ليعود إلى فرنسا ويواصل اللعب في الأقسام السفلى بالبطولة الفرنسية.

مواهب متعددة

شقّ فيصل المناعي مشواره في البطولات الفرنسية باستحقاق وعن جدارة من أجل الوصول إلى مكانته الحالية ففي 4 سنوات مضت لم يكن الجمهور التونسي على علم باسم بهذا اللاعب الذي كان ينشط في الدرجة الفرنسية السادسة مع نادي «بلفيو نانت».

‏وبسبب ظروفه المالية الصعبة اختار المناعي التعويل على نفسه من أجل مواصلة حلم ممارسة كرة القدم والتوفيق مع الحياة اليومية حتى أنه اختار العمل بالتوازي مع كرة القدم كعامل توصيل في إحدى الشركات الفرنسية الكبيرة بل لم يتوقف عند هذا الحد ليعمل في ما بعد أيضًا في مطار نانت كعضو في طاقم الطريق من أجل ضمان مورد مالي قار بما أن النشاط في الأقسام السفلى لن يمكنّه من تغطية نفقاته. وتألق المناعي بشكل لافت مع نادي «بلفيو نانت» لينضم فيما بعد إلى صنف الشباب  بنادي «شوليه»، الذي لا يزال في القسم الأول، لكن النادي المحترف كان في الدرجة الفرنسية الثالثة. وبالفعل نجح المناعي مرة أخرى في خطف الأنظار إليه بفضل ما يمتلكه من مهارات مميزة وانضباط كبير  ليصعد إلى صنف الأكابر ويصبح سريعا عنصرا أساسيا في البطولة مع الفريق الأول. وتنوعت تجارب اللاعب الحالي للاتحاد المنستيري الذي أمضى عقدا مع نادي «سيت» حيث قضى معه مرحلة ذهاب من أعلى طراز ليتلقى عرضا من نادي  «كونكارنو» وهي التجربة التي مثلت نقطة التحول في مسيرة اللاعب الجديد للمنتخب التونسي. وراهن النادي الفرنسي في تلك الفترة على الصعود إلى دوري الدرجة الثانية  فقرر اختيار الانضمام إلى كونكارنو. وعند وصوله في جانفي 2022، لعب 50 مباراة مع فريقه الجديد ولم يغب إلا عن 3 مباريات فقط أين سطع نجمه وسجل أهدافا مميزة وخطف الأنظار. وفي الموسم الماضي حقق النادي مبتغاه حين فاز بالبطولة وصعد إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسية فيما قرر المناعي تجديد العهد مع البطولة التونسية من بوابة الاتحاد المنستيري بعد تلقيه اتصالا من رئيس الفرع أنيس المستيري مهندس جميع صفقات الأزرق والأبيض.

من زرع حصد

يجني المناعي حاليا ثمار مجهوداته وتعبه في السنوات الماضية، صحيح أن اللاعب لن يلعب منطقيا في مواجهة كرواتيا منذ البداية لكنه قد يمثل حلا من الحلول التكتيكية في فكر الناخب منتصر الوحيشي الذي سبق له متابعة اللاعب ومعجب بامكاناته. ومن الصعب رؤية المناعي أساسيا في تشكيلة المنتخب التونسي خـــــلال الـــدورة الوديـــــة على الأراضي المصريــة لكن مجرد دعوته إلى المنتخب للمرة الأولى منذ بداية مشواره تعتبر نقطة تحول جديدة وستمثل حافزا للاعب الاتحاد المنستيري من أجل مضاعفة مجهوداته مستقبلا حتى يواصل التألق ويحجز مقعدا في قادم الاستحقاقات مع المنتخب التونسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

عودة الترجي إلى الانتصارات وأول هزيمة للساقية : الإفريقي يواصل «ثورته» وينفرد بالوصافة

عرفت الجولة العاشرة من المرحلة الأولى لبطولة النخبة لكرة اليد تشويقا كبيرا في على مستوى ال…