الترجي يحسم «الكلاسيكو» من جديد : ثلاثة عوامل أمّنت بداية مثالية لكاردوزو
كانت عودة الترجي الرياضي الى المنافسات الرسمية والتي تزامنت مع الظهور الأول للمدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو موفّقة للغاية حيث حقّق فوزا ثمينا على حساب النجم الساحلي جعله على بعد خطوات قليلة من التأهل للمرة 17 والثامنة على التوالي الى دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الافريقية بحكم أن التعادل مع الهلال السوداني في الجولة الأخيرة يكفيه لقطع البطاقة الثانية عن المجموعة الرابعة التي يتصدرها بيترو أتلتيكو.
وكان فريق باب سويقة في طريق مفتوحة لحسم «الكلاسيكو» التونسي الذي كان اطاره قاريا وبنفس نتيجة مقابلة الذهاب مع اختلاف الطريقة اذ كان أداء النجم أفضل بكثير في مباراة الذهاب لكن الواقعية قالت كلمتها في النهاية ليكون الفوز الثاني للترجي في دور المجموعات على حسابه من جديد ليحرمه من التأهل ويقترب من حسم مصير التأهل.
نظام لعب واضح
لم يغيّر المدرب البرتغالي كاردوزو الكثير من الناحية التكتيكية حيث واصل في منهج سابقيه بالتعويل على خطة 4-3-3 بعد أن حاول في فترة التحضيرات إرساء نظام لعب جديد، ولعب الترجي على نقاط قوته من خلال التعويل على حسام تقا وزكرياء العايب أمام روجي أهولو ليسهما في خلق التفوق العددي ومعاضدة أندري بوكيا ويان ساس الذي واصل اللعب على يمين الهجوم لكن مستواه كان فارقا حيث أحدث الخطر باستمرار وسجّل الهدف الاول الذي عبّد طريق الانتصار بفضل مهاراته العالية وحسن تمركزه.
ولاح جليا أن المدرب الجديد للترجي حاول فرض بصمته مبكرا من خلال الحرص على التدرج في الهجمة وتفادي اللعب المباشر مع التغيير المستمر في مراكز اللاعبين في الخط الأمامي وهو ما جعل البرازيلي يان ساس يتحرّر كثيرا ويظهر على حقيقة مستواه اذ لم يقيّد بدور جناح لكن النقطة السلبية الوحيدة التي رافقت فريق باب سويقة في المباراة الأخيرة هي إضاعة كمّ هائل من الفرص التي كانت كفيلة بتحقيق فوز باهر.
إضافة المنتدبين
دخل الثنائي الوافد في «الميركاتو» الشتوي روجي أهولو وأندري بوكيا في صلب الموضوع منذ البداية حيث كان اللاعبان ضمن الخيارات الأساسية للمدرب كاردوزو الذي كسب الرهان الموضوع فيهما حيث أضفى الطوغولي الصلابة المطلوبة لوسط الميدان وكان ناجحا في أغلب تدخلاته في حين حاول الكونغولي التأقلم مع خصوصيات مركزه الجديد في الرواق الأيسر ليكون من المساهمين في الفوز الثمين بعد تمريرة حاسمة في الهدف الأول.
ويبقى التأكيد مطلوبا لأهولو وبوكيا في قادم المواعيد خاصة وأن جميع العوامل كانت ملائمة للنجاح في مباراة السبت الماضي لكن دخولهما القوي يعتبر مؤشرا على اندماجهما السريع في المجموعة فضلا عن تماشيهما مع فلسفة الاطار الفني الذي كان وراء قدومهما الى الترجي وسيعمل على البناء على مكتسبات اللقاء الأخير الذي يأتي بعد راحة قياسية لم تقف حائلا أمام تقديم أداء طيب على الصعيدين الفردي والجماعي.
ثبات الدفاع
تفادى الترجي قبول أهداف للمباراة الثالثة على التوالي والرابعة في دور المجموعات والخامسة في النسخة الحالية من المسابقة القارية وهو ما يؤكد الثوابت الدفاعية الكبيرة التي يملكها وتجعله قادرا على تحقيق الأهداف المرسومة، ولئن لا تعتبر مباراة النجم مقياسا حقيقيا بحكم أن مرمى أمان الله مميش لم يتلق أي تهديد طيلة 90 دقيقة فإن الثبات الدفاعي كان حاضرا بعدم ارتكاب هفوات مؤثرة من شأنها خلق الخطر.
وراهن كاردوزو على عنصر الاستقرار في الخط الخلفي اذ لم تشهد ثنائية المحور تحويرا بالتعويل على ياسين مرياح ومحمد أمين توغاي ليكون اداؤهما طيبا من الناحيتين الدفاعية والهجومية، كما تحسّن مستوى الظهير الأيمن رائد بوشنيبة الذي سينعش المنافسة مع الغائب بداعي العقوبة التأديبية محمد بن علي في حين حافظ محمد أمين بن حميدة على مكانه الذي أصبح محسوما في غياب المنافسة الجدية وكذلك اقتناع الاطار الفني بقدراته.
مستواه فارق في الهجوم: غابـت نجـاعة البلايلي.. فتوقفت الانتصارات
تزامن تراجع نتائج الترجي في الجولتين الفارطتين من البطولة واللتين سبقهما فوز صعب على مستقب…