2024-02-24

حرب أوكرانيا تدخل عامها الثالث : كيف خذل الغرب زيلينسكي من أجل عيون نتنياهو؟

تدخل اليوم الحرب في أوكرانيا عامها الثالث وسط تأكيدات من روسيا بانها أحرزت انتصارات ميدانية هامة ابرزها السيطرة على أفدييفكا،التي أرادت أن تقدمها للعالم وهو يستحضر ذكرى دخول الدبابات الروسية قبل أكثر من عامين إلى أوكرانيا كانتصار رمزي يسمع صوتها ويذكر الجميع بأنها الأقوى وأنها استطاعت رغم كل العقوبات التي فرضت عليها وكل الدعم الذي قدم لكييف أن تنتصر في النهاية.

قبل أكثر من عامين خيل للجميع أن حربا عالمية جديدة قد تندلع فقد قرع الغرب طبول الحرب متوعدا روسيا بأبشع مصير وانهالت المساعدات الغربية والأمريكية على أوكرانيا التي تحولت إلى محور الاهتمام الأول في كل نشرات اخبار وكالات الانباء ولكل اجتماعات الهياكل والمنظمات الدولية بدءا بمجلس الامن وصولا إلى أصغر منظمة حقوقية.

سارعت واشنطن لتقديم الدعم لاوكرانيا وحشدت من اجل ان تفعل أوروبا نفس الشيء وكانت كييف على قاب قوسين او ادنى من الالتحاق بحلف الناتو.

في غضون كل ذلك وقفت موسكو متحدية كل العقوبات التي فرضت عليها والحصار الذي أمل الغرب ان يضعفها وواجهت كل الحملات ضدها ورغم الانتكاسات على الميدان التي سجلت هنا وهناك استطاعت ان تقضم الكثير من الأراضي الأوكرانية وتعلنها أراض روسية.

استمر الاستنفار الغربي لفائدة كييف وذهب المحللون إلى ان امريكا لن تدع روسيا تعلن انتصارها في أوكرانيا لان الحرب هناك حرب بقاء بالنسبة إليها وحرب زعامة وفي وقت كانت فيه الأنظار تتجه الى المؤسسات التشريعية الأمريكية لإقرار المزيد من المساعدات العسكرية لفائدة أوكرانيا جاءت احداث السابع من أكتوبر لتقلب كل المعطيات رأسا على عقب.

في ظرف أيام قليلة تحول الاهتمام العالمي وفي مقدمته الاهتمام الأمريكي الى منطقة الشرق الأوسط والى الأراضي المحتلة وغزة ورغم ان الحرب هناك كانت بين جيش نظامي يصنف من بين اقوى الجيوش في العالم في مواجهة جماعة مسلحة لا يزيد تعداد مقاتليها عن بضعة آلاف ولا تتجاوز أسلحتها الأسلحة المصنعة محليا او في سبعينات القرن الماضي الا ان أمريكا وضعت كل ثقلها هناك فبات دعم تل ابيب الغاية الأولى التي تنقل من أجلها الرئيس بايدن على مرضه الى الأراضي المحتلة لتقديم دعمه اللامشروط للحليف الذي لا يعلى عليه.

تدفع اليوم كييف ثمن خذلان الغرب لها الذي زين لها الدخول في حرب غير متوازنة مع عدو يجيد تسيير الحروب الطويلة وكان الثمن ان وقع التخلي عنها في أول امتحان حقيقي مس مصالح أمريكا.

ليس الفلسطينيون وحدهم ضحايا الحرب الشعواء التي يقودها الاحتلال ضدهم فالأوكرانيون كذلك يدفعون اليوم ثمن هذه الحرب التي عرت زيف حلفائهم قبل أعدائهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث | عودة العلاقات السورية التركية: هل اقترب اللقاء الكبير؟

في موقف جديد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول أمس استعداده لاستئناف العلاقات مع سوري…