2024-02-23

للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية: حكومة الحشاني تنوّع من خياراتها..

سرّعت‭ ‬حكومة‭ ‬الحشاني‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬نسقها‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تنويع‭ ‬خيارات‭ ‬ومصادر‭ ‬التمويل‭ ‬بالتوجّه‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬التمويل‭ ‬الخليجية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الصندوق‭ ‬السعودي‭ ‬للتنمية‭ ‬ومختلف‭ ‬الهيئات‭ ‬المالية‭ ‬بهدف‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬البلاد‭ ‬ودفع‭ ‬التنمية‭ ‬والاستثمار‭ ‬وخلق‭ ‬موارد‭ ‬جديدة‭ ‬للتمويل‭.‬

‭ ‬وتسعى‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسة‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المانحة‭ ‬وصناديق‭ ‬التمويل‭ ‬وتعزيز‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬وبرامج‭ ‬تمويل‭ ‬جديدة‭ ‬لتعبئة‭ ‬الموارد‭ ‬اللازمة‭ ‬وقروض‭ ‬مختلفة‭ ‬تحتاجها‭ ‬الدولة‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الحالية‭ ‬لسد‭ ‬ثغرة‭ ‬عجز‭ ‬الميزانية‭ ‬واستكمال‭ ‬تسديد‭ ‬الديون‭ ‬الخارجية‭ ‬والمستحقات‭ ‬المحلية‭.‬

وتفيد‭ ‬أغلب‭ ‬المؤشرات‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬دخلت‭ ‬السنة‭ ‬الحالية‭ ‬مثقلة‭ ‬بالديون‭ ‬وسط‭ ‬اقتصاد‭ ‬متعثر‭ ‬نسبيا‭ ‬ومساع‭ ‬حثيثة‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬للنهوض‭ ‬بالتنمية‭ ‬ودفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ركود‭ ‬اقتصادي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تسدد‭ ‬بلادنا‭ ‬ديونا‭ ‬خارجية‭ ‬بقيمة‭ ‬12.3‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ (‬3.9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ) ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬بزيادة‭ ‬40‭ % ‬مقارنة‭ ‬بسنة‭ ‬2023‭ ‬وسط‭ ‬شح‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬الخارجي‭ ‬و‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية‭ ‬وندرة‭ ‬التمويل‭ ‬الخارجي‭.‬

وتترجم‭ ‬زيارة‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬يؤديها‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للصندوق‭ ‬السعودي‭ ‬للتنمية‭ ‬السيد‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬المرشد،‭ ‬إلى‭ ‬بلادنا‭ ‬هذا‭ ‬التوجّه‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬حيث‭ ‬استقبل‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬أحمد‭ ‬الحشاني‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للصندوق‭ ‬والوفد‭ ‬المرافق‭ ‬له‭ ‬بحضور‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬سهام‭ ‬البوغديري‭ ‬نمصية،‭ ‬ووزيرة‭ ‬الإقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬فريال‭ ‬الورغي‭ ‬السبعي،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تسفر‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬عن‭ ‬إبرام‭ ‬حزمة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

ومن‭ ‬شأن‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للصندوق‭ ‬السعودي‭ ‬للتنمية‭ ‬والوفد‭ ‬المرافق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬بالتعاون‭ ‬التونسي‭ ‬السعودي‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬حزمة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬بما‭ ‬يترجم‭ ‬عراقة‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

كما‭ ‬يندرج‭ ‬استقبال‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬الاثنين‭ ‬الفارط‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬رئيسة‭ ‬البنك‭ ‬الأوروبي‭ ‬لإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬والتنمية،‭ ‬أوديل‭ ‬رينو‭ ‬باسو‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬زيارة‭ ‬عمل‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬يومي‭ ‬19‭ ‬و20‭ ‬فيفري‭ ‬الجاري‭  ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنويع‭ ‬خيارات‭ ‬التمويل‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للمالية‭ ‬العمومية‭ ‬وللتنمية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬وفق‭ ‬الرؤية‭ ‬التونسية‭ ‬وتحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬شركاء‭ ‬تونس‭ ‬وكافة‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭.‬

ولعلّ‭ ‬تصريح‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭ ‬يؤكد‭ ‬ويدعم‭ ‬هذا‭ ‬التوجّه‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬دفع‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬البنك‭ ‬الأوروبي‭ ‬لإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬والتنمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمويل‭ ‬مشاريع‭ ‬واعدة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تصوّر‭ ‬شامل‭ ‬يُلبّي‭ ‬خيارات‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬صاحب‭ ‬السيادة،‭ ‬لا‭ ‬سيّما‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬والنظيفة‭ ‬وتحلية‭ ‬المياه‭ ‬والصحّة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والتكنولوجيات‭ ‬الحديثة‭. ‬

وتمثل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬المختلفة‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬السامين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬باللقاءات‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬مختلف‭ ‬تمثيليات‭ ‬بلادنا‭ ‬و‭ ‬سفراء‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬ونوعية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬كسب‭ ‬رهان‭ ‬الشراكات‭ ‬الواعدة‭ ‬التي‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬ووفق‭ ‬احتياجات‭ ‬بلادنا‭. ‬

وما‭ ‬يعزز‭ ‬أيضا‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬تأكيد‭ ‬المدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬لمنطقة‭ ‬شمال‭ ‬افريقيا‭ ‬لمؤسسة‭ ‬التمويل‭ ‬الدولية،‭ ‬التابعة‭ ‬لمجموعة‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬عمر‭ ‬سيلا،‭ ‬لدى‭ ‬لقائه،أول‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬وزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة،‭ ‬فاطمة‭ ‬الثابت‭ ‬شيبوب،‭ ‬اإنّ‭ ‬مؤسسته‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬مساندة‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسهيل‭ ‬النفاذ‭ ‬إلى‭ ‬التمويلات‭ ‬والمرافقة‭ ‬الفنية‭ ‬وتبادل‭ ‬التجارب‭ ‬والخبراتب‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬يأتي‭ ‬الاجتماع‭ ‬الثالث‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للاستثمار‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المنعقد‭ ‬أوّل‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬بقصر‭ ‬الحكومة‭ ‬بالقصبة،‭ ‬والذي‭ ‬خصص‭ ‬لمتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬السّابقة‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للاستثمار‭ ‬المنعقد‭ ‬يوم‭ ‬09‭ ‬فيفري‭ ‬2024،‭ ‬وللنّظر‭ ‬في‭ ‬مطالب‭ ‬الانتفاع‭ ‬بالحوافز،‭ ‬لفائدة‭ ‬دفعة‭ ‬ثالثة‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭  ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الحوافز‭ ‬لدعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المعروضة‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬كسب‭ ‬رهان‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬نسق‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والنهوض‭ ‬بالنمو‭ ‬الاقتصادي‭. ‬

كما‭ ‬يترجم‭ ‬أيضا‭ ‬لقاء‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬أحمد‭ ‬الحشاني‭ ‬برؤساء‭ ‬بعثات‭ ‬فنية‭ ‬ومالية‭ ‬دولية‭ ‬معتمدة‭ ‬بتونس،‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬13‭ ‬فيفري‭ ‬2024‭ ‬بقصر‭ ‬الحكومة‭ ‬بالقصبة،‭ ‬هذا‭ ‬التوجّه‭ ‬العملي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬والتحفيز‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمار‭ ‬ودفع‭ ‬التنمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬ونتائج‭ ‬ايجابية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شراكة‭ ‬مستدامة‭ ‬ومربحة‭ ‬لتونس‭ ‬وشركائها‭.‬

وتراهن‭ ‬بلادنا‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بنجاحها‭ ‬في‭ ‬الايفاء‭ ‬بتعهداتها‭ ‬المالية‭ ‬وسداد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬استحقاقاتها‭ ‬المالية‭ ‬المتمثلة‭ ‬بالأساس‭ ‬في‭ ‬القروض‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬سداد‭ ‬بقية‭ ‬الديون‭ ‬الخارجية‭ ‬لهذه‭ ‬السنة‭ ‬وايجاد‭ ‬حلول‭ ‬عملية‭ ‬وناجعة‭ ‬للانكماش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمار‭ ‬ودفع‭ ‬التنمية‭ ‬وتحقيق‭ ‬نسبة‭ ‬النمو‭ ‬المبرمجة‭ ‬وفق‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬والمقدرة‭ ‬بـ‭ ‬2.1‭ % ‬،‭ ‬وتعوّل‭ ‬بلادنا‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬تفعيل‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬البرامج‭ ‬الأخرى‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬المعّدة‭ ‬للغرض‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬ولاستقطاب‭ ‬برامج‭ ‬تمويل‭ ‬خارجية‭ ‬جديدة‭ ‬تستجيب‭ ‬لاحتياجات‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والمناطق‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

هجرة المهندسين التونسيين : ظاهرة خطيرة تستدعي حلولا عاجلة

لا يختلف اثنان اليوم حول ارتفاع ظاهرة هجرة المهندسين في السنوات الأخيرة وما تمثله من خطورة…