2024-02-16

غزة: اقتحام مجمع ناصر الطبي وسط تحذيرات دولية من «كارثة»

الصحافة اليوم(وكالات الانباء) أعلن جيش الاحتلال أمس الخميس أنه داهم أكبر مستشفى ما يزال يعمل في غزة، في ما أظهر مقطع مصور نُشر على الإنترنات فوضى وصراخ وأصوات إطلاق نار في ممرّات مظلمة امتلأت بالغبار والدخان.

ووصف المتحدّث باسم الجيش دانيال هاغاري مداهمة مستشفى ناصر بأنّها «دقيقة ومحدودة» وقال إنها استندت إلى معلومات موثوقة بأن المستشفى يحتوي على مخبإ لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وأنها تحتجز أسرى به كما أن من المحتمل وجود جثث لأسرى هناك.

وتابع «تم الإعداد لهذه العملية الحسّاسة بدقّة وتنفّذها قوات خاصة تابعة للجيش الصهيوني خضعت لتدريبات معينة».

وقال إن أحد أهداف العملية هو ضمان قدرة المستشفى على مواصلة علاج مرضى غزة، وأضاف «أبلغنا بذلك خلال التواصل مرّات عدّة مع طاقم المستشفى»، وأنه ليس هناك أي إلزام بالإخلاء.

وأشار الجيش الصهيوني إلى أنّه اعتقل عدداً من المشتبه بهم في مستشفى ناصر وعملياته هناك مستمرّة.

ونفى متحدّث باسم «حماس» ذلك ووصفه بأنه «أكاذيب»، وقال رئيس الدائرة السياسية في «حماس» في الخارج سامي أبو زهري «ما تقوله دولة الاحتلال هو أكاذيب لتبرير جرائمها لتدمير المستشفيات، وقتل المدنيين وكل ادّعاءات الكيان السابقة بخصوص المستشفيات ثبت بطلانها».

إلا أن القناة «12» الصهيونية، كشفت عن أنّه لم يتم العثور على جثث في خان يونس، والجيش أبلغ عائلات الأسرى بعدم توفّر معلومات مؤكدة ودقيقة عن وجود جثث لذويهم في مستشفى ناصر.

وقد اقتحمت القوات الصهيونية الساحة الجنوبية لمجمع ناصر الطبي في خان يونس.

من جانبها، أكدت وزارة الصحة في غزة أن الاستهداف الصهيوني أدى إلى تلف أنبوب الأوكسجين في مجمع ناصر الطبي مما يعرض المرضى للخطر.

وقالت الوزارة إنّ الجيش الصهيوني استهدف مقر الإسعاف وخيام النازحين داخل المجمع الطبي، مجبراً من تبقى من النازحين وعائلات الطاقم الطبي على النزوح القسري من المجمع.

وأفادت بسقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف طال قسم العظام في مجمع ناصر الطبي، وسقوط 107 قتلى معظمهم من النساء والأطفال جراء القصف الليلي على قطاع غزة.

بدورها، أوضحت منظّمة «أطباء بلا حدود» الخيرية الطبية أن دولة الاحتلال قصفت المستشفى في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، رغم أنّها أبلغت الطاقم الطبي والمرضى بإمكانية البقاء بالداخل.

وقالت المنظّمة عبر «إكس»: «اضطر طاقمنا الطبي إلى الفرار من المستشفى، تاركين المرضى وراءهم»، مضيفة أن أحد أفراد الطاقم احتجزته قوات صهيونية عند نقطة تفتيش أقيمت لفحص المغادرين.

وفي أجدد حصيلة، أعلنت أن ما لا يقل عن 28663 فلسطيني قتلوا وأصيب 68395 آخرون جراء الضربات الصهيونية على القطاع.

وأضافت الوزارة أن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت مقتل 87 فلسطينياً وإصابة 104.

بدوره، أعلن الجيش الصهيوني إصابة 11 ضابطاً وجندياً في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

رفح

ولا تزال إسرائيل ماضية في خطتها لشن هجوم على مدينة رفح المكتظة بحوالى 1,5 مليون فلسطيني، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة والمفاوضات الجارية سعيا للتوصل إلى هدنة مع حركة «حماس» في قطاع غزة.

في قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر بين الاحتلال وحركة «حماس»، يتركز القصف حاليا على المناطق الجنوبية، وخصوصا مدينتي خان يونس حث لجأ آلاف النازحين إلى مستشفى ناصر الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي، ورفح على الحدود المصرية المغلقة.

ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم جيش الاحتلال حتى الآن على اجتياحها بريا.

تحذير من «كارثة»

وبعد أن أبدت الولايات المتحدة، حليف الكيان الرئيسي، معارضتها لشن هجوم على رفح بدون «ضمانات» بشأن أمن المدنيين، حذّرت استراليا وكندا ونيوزيلندا الخميس اسرائيل من النتائج «الكارثية» لمثل هذا الهجوم.

وحضت دول الكومنولث الثلاث في بيان مشترك نادر من نوعه حكومة نتنياهو «على عدم سلوك هذا المسار»، مؤكدة أن «نحو 1,5 مليون فلسطيني لجأوا إلى هذه المنطقة ولا يوجد ببساطة أمام المدنيين أي مكان آخر يذهبون إليه».

بدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن دولة الاحتلال تقتل عددا كبيرا للغاية من المدنيين في عمليتها العسكرية في قطاع غزة.

إلى ذلك، حذر منسّق المساعدات بالأمم المتحدة أمس الخميس من احتمال تدفق الفلسطينيين المكدّسين في رفح إلى مصر إذا شنّت دولة الاحتلال عملية عسكرية على المدينة الحدودية.

وقال مارتن غريفيث في كلمة بالأمم المتحدة في جنيف إن فكرة انتقال الأفراد في غزة إلى مكان آمن محض «وهم»، مضيفاً: «دعونا نتعشم في أن يقدم لهم أصدقاء الكيان وأولئك الذين يهتمون بأمن الاحتلال نصيحة جيدة في هذه اللحظة».

وذكرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش في الاجتماع نفسه الذي تحدث فيه غريفيث أن غياب خطة إجلاء واضحة تشمل المرضى وكبار السن من شأنه أن يدفع بالمعاناة إلى مستوى جديد.

في السياق، نفى محافظ شمال سيناء  محمد عبد الفضيل شوشة صحّة التقارير التي تدعي إقامة معسكرات لإيواء الفلسطينيين تحسّباً لتهجيرهم من غزة.

وقال محافظ شمال سيناء، إن مصر مستعدة لكل السيناريوهات حال تنفيذ الاحتلال عملية في رفح الفلسطينية.

في الأثناء، تتواصل المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية سعيا للتوصل إلى هدنة بين الاحتلال وحركة «حماس» تشمل إطلاق سراح رهائن جدد.

وبعد اجتماع الثلاثاء في القاهرة شارك فيه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولون مصريون، تتواصل المفاوضات حتى الجمعة.

وكان من المتوقع أن يلتقي وفد من «حماس» برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية الأربعاء مع رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية، لكن نتنياهو قال الأربعاء في بيان: «أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية. وعندما تتخلى عن مطالبها، سنكون قادرين على المضي قدما»، من دون كشف المزيد من التفاصيل.

من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء حماس إلى أن تنجز «بسرعة» صفقة تبادل «لتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا».

إلى ذلك، دقت منظمة الصحة العالمية مجددا ناقوس الخطر الأربعاء بشأن الوضع في مستشفيات غزة «المكتظة بالكامل والتي تعمل فوق طاقتها وتفتقر للإمدادات الكافية».

ويضطر الأطباء إلى إجراء عمليات بتر بسبب نقص الوسائل اللازمة لعلاج المرضى، حسب ما أفاد الممثل المحلي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور ريك بيبيركورن من غزة، متهما إسرائيل بمواصلة «عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية» إلى القطاع.

ورفح هي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر، ويخضع مرور المساعدات لموافقة إسرائيل وهي غير كافية لتلبية احتياجات السكان المهددين في خضم الشتاء بالمجاعة والأوبئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

غزة: 35386 شهيد والمعارك تحتدم وسط مخاوف من اجتياح رفح

الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) بدأت أولى الشاحنات المحمّلة مساعدات تم نقلها إلى الميناء ال…