2024-02-04

دائرة الصراع تتوسّع : أمريكا تشن غارات انتقامية في العراق وسوريا

الصحافة اليوم (وكالات الانباء) شنت الولايات المتحدة غارات جوية في العراق وسوريا على أكثر من 85 هدفا مرتبطا بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي تدعمها طهران وسط أنباء عن مقتل نحو 40 شخصا.
وجاءت الضربات ردا على هجوم استهدف قوات أمريكية وأدى لمقتل ثلاثة جنود.
وهذه الضربات، التي شملت استخدام قاذفات بي-1 بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، هي الأولى في رد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الهجوم الذي نفذه مسلحون مدعومون من إيران مطلع الأسبوع الماضي في الأردن.
ويُتوقع تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية الأمريكية في الأيام المقبلة.

وتزيد الضربات الأمريكية من حدة الصراع الدائر بالشرق الأوسط نتيجة اندلاع الحرب بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد الهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية المسلحة على الأراضي المحتلة في السابع من أكتوبر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إن الهجمات الأمريكية تمثل «مغامرة وخطأ استراتيجيا آخر ترتكبه الحكومة الأمريكية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة».
واستدعت العراق القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد لتقديم احتجاج رسمي. وقالت قوات الحشد الشعبي العراقية، وهي قوة أمنية تابعة للدولة وتضم جماعات مدعومة من إيران، إن 16 من أعضائها قتلوا بينهم مقاتلون ومسعفون. وقالت الحكومة في وقت سابق إن هناك مدنيين من بين 16 قتيلا سقطوا.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقدم تقارير عن الحرب في سوريا، إن الغارات هناك أسفرت عن مقتل 23 شخصا كانوا يحرسون المواقع المستهدفة.
ورغم شن هذه الضربات، تقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها لا تريد حربا مع إيران ولا تعتقد أن طهران تريد حربا كذلك، على الرغم من تزايد ضغوط الجمهوريين على بايدن لتنفيذ ضربة مباشرة على إيران.
وتسعى إيران، التي تدعم حماس، إلى النأي بنفسها عن الصراع الدائر حاليا في الشرق الأوسط رغم دعمها جماعات ضالعة فيه حاليا من لبنان واليمن والعراق وسوريا، ضمن ما يطلق عليه اسم «محور المقاومة» المناهض للمصالح الأمريكية والصهيونية.

قال وزير الدفاع الأمريكي أوستن لويد بعد الغارات إن بايدن أمر باتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الحرس الثوري الإيراني ومن يرتبطون به. وأضاف «هذه بداية ردنا».
وجاء في بيان صدر عن الحكومة العراقية إن المناطق التي قصفتها الطائرات الأمريكية شملت أماكن تتمركز فيها قوات الأمن العراقية بالقرب من مواقع مدنية. وأفاد أيضا بإصابة 23 شخصا ومقتل 16.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبلغت العراق بالضربات قبل تنفيذها. واتهمت بغداد الولايات المتحدة في وقت لاحق «بالتدليس» قائلة إن مزاعم واشنطن عن التنسيق مع السلطات العراقية «ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي».
وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الجمعة أن بلاده لن تبدأ حربا لكنها «سترد بقوة» على كل من يحاول أن يستأسد عليها.
وهون السفير الإيراني لدى دمشق حسين أكبري، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، من شأن الضربات الجوية ونفى إصابة أهداف مرتبطة بإيران قائلا إن هدفها هو «تدمير البنية التحتية المدنية في سوريا».
وأدانت حماس الضربات الأمريكية وقالت إن واشنطن تصب «الزيت على النار».

وقال الجيش الأمريكي في بيان إن الغارات أصابت أهدافا تشمل مراكز قيادة وتحكم ومنشآت لتخزين صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة وكذلك مرافق للخدمات اللوجستية وسلاسل توريد ذخيرة.
في العراق، أفاد سكان بأن عدة غارات أصابت حي السكك في مدينة القائم، وهو منطقة سكنية قال مواطنون إن جماعات مسلحة تستخدمها أيضا لتخزين كميات كبيرة من الأسلحة.
وتعرضت القوات الأمريكية للهجوم أكثر من 160 مرة في العراق وسوريا والأردن منذ السابع من أكتوبر ، عادة بمزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، مما دفع الولايات المتحدة إلى شن عدة هجمات انتقامية حتى قبل أحدث الغارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

أيام قرطاج المسرحية الدورة25: المسرحية التونسية « بخارة » تُتوّج بالتانيت الذهبي

فازت المسرحية التونسية « بخارة » للمخرج الصادق الطرابلسي وإنتاج مسرح أوبرا تونس (قطب المسر…